557
شهر الله في الكتاب و السنّة

إلى مَتى أحارُ فيكَ يا مَولايَ وإلى مَتى؟ وأيُّ خِطابٍ أصِفُ فيكَ وأيُّ نَجوى؟ عَزيزٌ عَلَيَّ أن اُجابَ دونَكَ واُناغى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أن أبكِيَكَ ويَخذُلَكَ الوَرى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أن يَجرِيَ عَلَيكَ دونَهُم ما جَرى .
هَل مِن مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ العَويلَ وَالبُكاءَ؟ هَل مِن جَزوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ إذا خَلا؟ هَل قَذِيَت ۱ عَينٌ فَساعَدَتها عَيني عَلَى القَذى؟ هَل إلَيكَ يَابنَ أحمَدَ سَبيلٌ فَتُلقى؟ هَل يَتَّصِلُ يَومُنا بِغَدِهِ فَنَحظى؟ مَتى نَرِدُ مِناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَروى؟ مَتى نَنتَفِعُ ۲ مِن عَذبِ مائِكَ فَقَد طالَ الصَّدى ۳ ؟ مَتى نُغاديكَ ونُراوِحُكَ فَنُقِرُّ عَيناً؟ مَتى تَرانا ونَراكَ وقَد نَشَرتَ لِواءَ النَّصرِ تُرى؟ أتَرانا نَحُفُّ بِكَ وأنتَ تَؤُمُّ المَلَأَ؟ وقَد مَلَأتَ الأَرضَ عَدلاً وأذَقتَ أعداءَكَ هَواناً وعِقاباً ، وأبَرتَ ۴ العُتاةَ وجَحَدَةَ الحَقِّ ، وَقَطَعتَ دابِرَ المُتَكَبِّرينَ ، وَاجتَثَثتَ اُصولَ الظّالِمينَ ، ونَحنُ نَقولُ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ .
اللّهُمّ أنتَ كَشّافُ الكُرَبِ وَالبَلوى ، وإلَيكَ أستَعدي فَعِندَكَ العُدوى ، وأنتَ رَبُّ الآخِرَةِ وَالدُّنيا ، فَأَغِث يا غِياثَ المُستَغيثينَ عُبَيدَك المُبتَلى ، وأرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ القُوى ، وأزِل عَنهُ بِهِ الأَسى وَالجَوى ۵ ، وبَرِّد غَليلَهُ يا مَن عَلَى العَرشِ استَوى ، ومَن إلَيهِ الرُّجعى وَالمُنتَهى .
اللّهُمّ ونَحنُ عَبيدُكَ التّائِقونَ ۶ إلى وَلِيِّكَ المُذَكِّرِ بِكَ وبِنَبِيِّكَ ، خَلَقتَهُ

1.القَذَى في العين : مايسقط فيه من تراب او تبن أو وسخ ، كأنه يريد الكدورة الّتي حصلت للمؤمن من حوادث الدهر (مجمع البحرين : ۳ / ۱۴۵۵) .

2.في بعض نسخ المصدر : «ننتقع» وهو الأنسب . قال ابن منظور : نقع من الماء : رَوِيَ (لسان العرب : ۸ / ۳۶۱)

3.الصَدَى : العَطَش (الصحاح : ۶ / ۲۳۹۹) .

4.أبَرَ القَومَ : أهلكهم (القاموس المحيط : ۱ / ۳۶۱) .

5.الجوى : الحرقة وشدّة الوجد من عشق أو حزن (الصحاح : ۶ / ۲۳۰۶) .

6.نفس تائقة : أي مشتاقة . وتاقت نفسه إلى الشيء : اشتاقت ونازعت إليه (مجمع البحرين : ۱ / ۲۳۴) .


شهر الله في الكتاب و السنّة
556

المُضيئَةِ ، يَابنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ ، يَابنَ الأَنجُمِ الزّاهِرَةِ ، يَابنَ السُّبُلِ الواضِحَةِ ، يَابنَ الأَعلامِ اللاّئِحَةِ ، يَابنَ العُلومِ الكامِلَةِ ، يَابنَ الدَّلائِلِ المَشهودَةِ ، يَابنَ السُّنَنِ المَشهورَةِ ، يَابنَ المَعالِمِ المَأثورَةِ ، يَابنَ المُعجِزاتِ المَوجودَةِ ، يَابنِ الصِّراطِ المُستَقيمِ ، يَابنَ النَّبَأِ العَظيمِ ، يَابنَ مَن هُوَ في اُمِّ الكِتابِ لَدَى اللّهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ ، يَابنَ الآياتِ والبَيِّناتِ ، يَابنِ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ ، يَابنَ البَراهينِ الباهِراتِ ، يَابنَ الحُجَجِ البالِغاتِ ، [ يَابنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ] ۱ يَابنَ طه وَالمُحكَماتِ ، يَابنَ يس وَالذّارِياتِ ، يَابنَ الطّورِ وَالعادِياتِ ، يَابنَ مَن دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوسَينِ أو أدنى دُنُوّاً وَاقتِراباً مِنَ العَلِيَّ الأَعلى .
لَيتَ شِعري أينَ استَقَرَّت بِكَ النَّوى ۲ بَل أيُّ أرضٍ تُقِلُّكَ أو ثَرى؟ أبِرَضوى ۳ أو غَيرِها أم ذي طُوى ۴ ؟ عَزيزٌ عَلَيَّ أن أرَى الخَلقَ ولا تُرى ، ولا أسمَعَ لَكَ حَسيساً ولا نَجوى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أن تُحيطَ بِكَ دونِيَ البَلوى ، ولا يَنالَكَ مِنّي ضَجيجٌ ولا شَكوى .
بِنَفسي أنتَ مِن مُغَيَّبٍ لَم يَخلُ مِنّا ، بِنَفسي أنتَ مِن نازِحٍ ما نَزَحَ عَنّا ، بِنَفسي أنتَ اُمنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى مِن مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا ، بِنَفسي أنتَ مَن عَقيدِ عِزٍّ لا يُسامى ، بِنَفسي أنتَ مِن أثيلِ ۵ مَجدٍ لا يُجازى ، بِنَفسي أنتَ مِن تِلادِ ۶ نِعَمٍ لا تُضاهى ، بِنَفسي أنتَ مِن نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى .

1.مابين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .

2.النَّوى : الوجه الّذي يذهب فيه ، والبُعد ، والدار ، والتحوّل من مكان إلى آخر (القاموس المحيط : ۴ / ۳۹۷) .

3.رضوى : جبل في المدينة (معجم البلدان : ۳ / ۵۱) .

4.ذو طُوى : موضع عند مكّة (معجم البلدان : ۴ / ۴۵) .

5.مَجْدٌ أثيل : قديم (لسان العرب : ۱۱ / ۹) .

6.التالد : المال القديم الّذي وُلد عندك (النهاية : ۱ / ۱۹۴) .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 185737
الصفحه من 628
طباعه  ارسل الي