99
شهر الله في الكتاب و السنّة

كَلامٌ حَولَ مَراتِبِ الصِّيامِ

يتبيّن لنا من الروايات الّتي سلفت ، وكذلك الّتي ستأتي في فصل آداب الصيام ، أنَّ الصوم يقسّم من حيث المراتب ومن زاوية الدور الّذي ينهض به في تكامل الإنسان ، إلى ثلاثة أقسام . وفي هذا السياق قسّم علماء الأخلاق وأرباب السَير والسلوك ، الصيام إلى صوم العوام ، وصوم الخواص ، وصوم خواصّ الخواصّ ، على ما سنتحدث عنه ملخّصا :

أوّلاً : صوم العوامّ

يتمثّل صوم العوامّ باجتناب مفطرات الصيام والإمساك عنها ، على التفصيل المذكور في الكتب الفقهية . وهذه المرتبة من الصوم تعدّ أيسر مراتبه وأدناها ، وما روي عن النَّبي صلى الله عليه و آله من قوله : « إنَّ أيسَرَ مَا افتَرَضَ اللّهُ تَعالى عَلَى الصّائِمِ في صِيامِه ، تَركُ الطَّعامِ وَالشَّرابِ » ۱ إنَّما هو إشارة إلى هذه المرتبة من الصيام .

ثانيا : صوم الخواصّ

في صوم الخواصّ لا يقتصر الصائم في صومه على الإمساك عن مفطرات الصيام ، إنّما يتجنّب كلّ المحرّمات الإلهية ويمتنع عنها أيضا . وبذلك يضحى الإمساك عن المفطرات هو شرط صحّة الصيام ، أمّا اجتناب المحرّمات فهو شرط قبوله . من هذا المنظور تعدّ جميع الروايات والأحاديث الّتي ستجيء تحت عنوان « أهمّ آداب الصوم » ۲ إشارة إلى هذه المرتبة من الصيام .

1.انظر تخريجه في ص ۹۷ ، الهامش ۴ .

2.انظر : ص ۱۴۹ .


شهر الله في الكتاب و السنّة
98

۲۱۴.عنه عليه السلام :صَومُ النَّفسِ إمساكُ الحَواسِّ الخَمسِ عَن سائِرِ المَآثِمِ ، وخُلُوُّ القَلبِ عَن جَميعِ أسبابِ الشَّرِّ . ۱

۲۱۵.عنه عليه السلام :صَومُ النَّفسِ عَن لَذّاتِ الدُّنيا أنفَعُ الصِّيامِ . ۲

۲۱۶.عنه عليه السلام :صِيامُ القَلبِ عَنِ الفِكرِ فِي الآثامِ أفضَلُ مِن صِيامِ البَطنِ عَنِ الطَّعامِ . ۳

۲۱۷.عنه عليه السلام :صَومُ القَلبِ خَيرٌ مِن صِيامِ اللِّسانِ ، وصِيامُ اللِّسانِ خَيرٌ مِن صِيامِ البَطنِ . ۴

1.غرر الحكم : ۵۸۸۹ .

2.غرر الحكم : ۵۸۷۴ .

3.غرر الحكم : ۵۸۷۳ .

4.غرر الحكم : ۵۸۹۰ .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 156377
الصفحه من 628
طباعه  ارسل الي