المدخل
ينحدر لفظ رمضان من الجذر « رَمَضَ » بمعنى : المطر الّذي يهطل أوّل الخريف ، وينقّي الأجواء من غبار الصيف ، ويطهّرها من أتربته ، أو بمعنى : سخونة الصخر وحرارته من شدّة لهب الشمس . ۱
أمّا عن علّة هذه التسمية ، فقد ذهب الزمخشري ( ت 528 ق ) إلى القول : « فإن قلتَ : لِمَ سُمّيَ شهر رمضان ؟ قلت : الصوم فيه عبادة قديمة ، فكأنّهم سمّوه بذلك لارتماضهم فيه من حرّ الجوع ومقاساة شدّته ، كما سمّوه ناتقا ؛ لأنّه كان ينتقهم أي يزعجهم إضجارا بشدّته عليهم .
وقيل : لمّا نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمَّوها بالأزمنة الّتي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيّام رمض الحرّ » . ۲
ثمَّ عَدَدٌ من الروايات علّلت التسمية على أساس ما ينهض به رمضان من دور في تطهير النفس ممّا يشوبها من لوث الذنوب ، وتنقية الروح من أدران الخطايا ، حيث روي عن النبي صلى الله عليه و آله ، قوله : « إنّما سُمّيَ رَمَضانُ ؛ لِأَ نَّهُ يُرمِضُ الذُّنوبَ » .۳
هذا الوجه في تعليل التسمية يتّسق مع الجذر اللغوي لكلمة « رمضان » من جهةٍ ، كما يتناسب مع بركات هذا الشهر ومعطياته ، وآثاره من جهة اُخرى .