تَهَبَ لي يَقينا تُباشِرُ بِهِ قَلبي وإيمانا يُذهِبُ الشَّكَّ عَنّي وتُرضِيَني بِما قَسَمتَ لي ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ الحَريقِ ، وارزُقني فيها ذِكرَكَ وشُكرَكَ وَالرَّغبَةَ إلَيكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوبَةَ وَالتَّوفيقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام . ۱
6 / 3
الاِعتِكاف
۲۳۷.الكافي عن الحلبي عن الإمام الصادق عليه السلام :«كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا كانَ العَشرُ الأَواخِرُ اعتَكَفَ فِي المَسجِدِ ، وضُرِبَت لَهُ قُبَّةٌ مِن شَعرٍ ، وشَمَّرَ المِئزَرَ ۲ ، وطَوى فِراشَهُ» ۳ . وقالَ بَعضُهُم : وَاعتَزَلَ النِّساءَ .
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : «أمَّا اعتِزالُ النِّساءِ فَلا» . ۴
تعليق
قال السيّد ابن طاووس قدس سره : اعلم أنّ كمال الاعتكاف هو إيقاف العقول والقلوب والجوارح على مجرّد العمل الصالح ، وحبسها على باب اللّه جلّ جلاله ، ومقدّس
1.الكافي : ج ۴ ص ۱۶۴ ح ۲ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۵۴ ح ۴ .
2.شمّر المِئْزَر : أي شدّه ، وقيل : أراد تشميره للعبادة (النهاية : ج ۱ ص ۴۴) .
3.قال العلاّمة المجلسي رحمه الله : قوله عليه السلام : «وطوى فراشه» كناية عن ترك الجماع والمضاجعة أو عن قلّة النوم . والأول أظهر ، ولا ينافيه قوله عليه السلام : «أمّا اعتزال النساء فلا» فإنّ المراد به الاعتزال بالكلّيّة بحيث يمنعهنّ عن الخدمة والمكالمة والجلوس معه (مرآة العقول : ج ۱۶ ص ۴۲۶) .
وقال الشيخ الطوسي قدس سره في الاستبصار : إنّ قوله عليه السلام : «أمّا اعتزال النساء فلا» المعنى فيه مخالطتهنّ ومجالستهنّ دون أن يكون المراد به وطأهنّ في حال الاعتكاف ؛ لأنّ الّذي يحرم في حال الاعتكاف الجماع دون ما سواه ممّا ذكرناه .
4.الكافي : ج ۴ ص ۱۷۵ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۷۳ ح ۱۰۲ .