23
مراقبات شهر رمضان

الصالحة لألف شهر أي لما يزيد على متوسط عمر الإنسان ! لذلك جاء عن النبي صلى الله عليه و آله ، قوله :
« شَهرُ رَمَضانَ سَيِّدُ الشُّهورِ ، ولَيلَةُ القَدرِ سَيِّدةُ اللَّيالي » .۱
على ضوء ذلك كلّه توفّرت هذه المجموعة على تخصيص قسم مستقل ، يهدف إلى تبيين المعارف ذات الصلة بهذه الليلة وتغطية الآداب المرتبطة بها .

القسم الخامس : آداب الخروج من ضيافة اللّه

للخروج من الضيافة الإلهية آدابه الّتي تختصّ به تماما ، كما الدخول إلى دائرة هذه الضيافة الكريمة ، وإنَّ رعاية هذه الآداب والالتزام بها يسهم في جبر النواقص الّتي تكتنف مدة إقامة الإنسان في نطاق هذه الضيافة ، ويتلافى ما بدر منه من نقاط ضعف وتقصير ، وتوفّر له حظا أكبر للاستزادة من بركاتها ؛ لما يخدم تقوية بنيته المعنوية ورصيده الروحي . وفاءً بمتطلبات هذه المهمّة اختصّ القسم الخامس من الكتاب ببيان هذه الآداب وتوضيحها ، حيث كان أبرز ما يلفت الانتباه على هذا الصعيد ويكتنز الدروس والعبر ، هو سيرة أهل البيت عليهم السلام في وداع شهر ضيافة اللّه .
على ضوء هذه الملاحظات والنقاط ، اكتسب الكتاب هيكله المنهجي في تغطية شهر الضيافة الربانية ، من خلال خمسة أقسام مستمدّة من نصوص القرآن وتعاليمه ، وما جاء في الحديث الشريف حيال هذا الشهر ، وإليك شرح هذه الأقسام :

1.بحار الأنوار : ج ۴۰ ص ۵۴ ح ۸۹ نقلاً عن كنز الفوائد .


مراقبات شهر رمضان
22

السَّهَرُ » . 1
أمّا الإمام عليّ عليه السلام ، فيقول بهذا الشأن :
« كَم مِن صائِمٍ لَيسَ لَهُ مِن صِيامِهِ إلاَّ الجوعُ وَالظَّمَأُ ، وكَم مِن قائِمٍ لَيسَ لَهُ مِن قِيامِهِ إلاَّ السَّهَرُ والعَناءُ ، حَبَّذا نَومُ الأَكياسِ وإفطارُهُم » . 2
على هذا يتّضح بأنَّ اجتناب مفطرات الصوم هو شرط الدخول إلى الضيافة الإلهية ؛ وأنَّ اجتناب الذنوب والورع عن المحارم ، هو شرط النهل منها والانتفاع ببركاتها .
المجموعة الثالثة : وتشمل الآداب الّتي تعدّ رعايتها شرطا لبلوغ الاستفادة القصوى من الضيافة الإلهية والتوفّر على الكمال فيها ، وإذا استثنينا الباب الأوّل من القسم الثالث ، فقد اختصّت بقيّة أبواب هذا القسم الّتي تؤلّف الحجم الأكبر من الكتاب بتناول هذه الآداب ، بحيث بادرنا إلى استقصاء جميع العناصر الّتي تنطوي عليها النصوص الإسلامية ممّا له علاقة بتحقيق أكبر قدر من الانتفاع بالضيافة الإلهية .
لكن ينبغي الانتباه إلى الطابع الاستحبابي لهذه الآداب ، ومن ثَمَّ فإنَّ لكلّ إنسان أن يستفيد منها بقدر استعداده وحاله والفرصة المتاحة له .

القسم الرّابع : ليلة القدر

ليلة القدر هي أسمى ليالي شهر رمضان المبارك ، وأكثرها تألّقا وأعمّها بركات ، حيث يصفها القرآن الكريم بقوله : « لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ » .
لهذا النصّ القرآني دلالته على البركات الّتي تحملها هذه الليلة الكريمة وما يكتنفها من عطايا وهبات لأهل المراقبة ؛ هذه البركات الّتي تفوق بركات الأعمال

1.الأمالي للطوسي : ص ۱۶۶ ح ۲۷۷ ، بحار الأنوار : ج ۹۶ ص ۲۸۹ ح ۴ ؛ مسند ابن حنبل : ج ۳ ص ۳۰۷ ح ۸۸۶۵ .

2.نهج البلاغة : الحكمة ۱۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۹۶ ص ۲۹۴ ح ۲۲ .

  • نام منبع :
    مراقبات شهر رمضان
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 111251
الصفحه من 308
طباعه  ارسل الي