129
نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت

حَدِّثنا عَن بَعضِ أخلاقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . فَقالَ : كُنتُ جارَهُ ، فَكانَ إذا نَزَلَ الوَحيُ بَعَثَ إلَيَّ فَآتيهِ فَأكتُبُ الوَحيَ ، وكُنَّا إذا ذَكَرنَا الدُّنيا ذَكَرَها مَعَنا ، وإذا ذَكَرنَا الآخِرَةَ ذَكَرَها مَعَنا ، وَإذا ذَكَرنَا الطَّعامَ ذَكَرَهُ مَعَنا ، أوَ كُلَّ هذا نُحَدِّثُكُم عَنهُ ؟ ۱

۲۱۱.السنن الكبرى عن أبي اُمامة سهل بن حُنيف الأنصاري عن بعض أصحاب النّبيّ صلى الله عليه و آله :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَعودُ مَرضى مَساكينِ المُسلِمينَ وضُعَفائِهِم ، ويَتبَعُ جَنائِزَهُم، ولا يُصَلِّي عَلَيهِم أحَدٌ غَيرُهُ . وإنَّ امرَأَةً مِسكينَةً مِن أهلِ العَوالي طالَ سُقمُها فَكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَسأَلُ عَنها مَن حَضَرَها مِن جيرانِها ، وأمَرَهُم أن لايَدفِنوها إن حَدَثَ بِها حَدَثٌ فَيُصَلِّيَ عَلَيها ، فَتُوُفِّيَت تِلكَ المَرأَةُ لَيلاً وَاحتَمَلوها فَأَتَوا بِها مَعَ الجَنائِزِ ـ أو قالَ : موضِعَ الجَنائِزِ ـ عِندَ مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِيُصَلِّيَ عَلَيها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَما أمَرَهُم ، فَوَجَدوهُ قَد نامَ بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ فَكَرِهوا أن يُهَجِّدوا ۲ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن نَومِهِ ، فَصَلَّوا عَلَيها ثُمَّ انطَلَقوا بِها ، فَلَمَّا أصبَحَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله سَأَلَ عَنها مَن حَضَرَهُ مِن جيرانِها ، فَأخبَروهُ خَبَرَها وأنَّهُم كَرِهوا أن يُهَجِّدوا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَها ، فَقالَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ولِمَ فَعَلتُم ؟ اِنطَلِقوا ، فَانطَلَقوا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتَّى قاموا عَلى قَبرِها، فَصَفَّوا وَراءَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَما يُصَفُّ لِلصَّلاةِ عَلَى الجَنائِزِ، فَصَلَّى عَلَيها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ۳ .

۲۱۲.حلية الأولياء عن أنس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن أشَدِّ النَّاسِ لُطفا بِالنَّاسِ ، فَوَاللّهِ ما كانَ يَمتَنِعُ في غَداةٍ بارِدَةٍ مِن عَبدٍ ولا أمَةٍ ولا صَبِيٍّ أن يَأتِيَهُ بِالماءِ فَيَغسِلَ وَجهَهُ وذِراعَيهِ ، وما سَأَلَهُ سائِلٌ قَطُّ إلاَّ أصغى إلَيهِ ، فَلَم يَنصَرِف حَتَّى يَكونَ هُوَ الَّذي يَنصَرِفُ عَنهُ ، وما تَناوَلَ أحَدٌ بِيَدِهِ قَطُّ إلاَّ ناوَلَها إيَّاهُ ، فَلَم يَنزِع حَتَّى يَكونَ هُوَ الَّذي

1.السنن الكبرى : ج ۷ ص ۸۳ ح ۱۳۳۴۰ ، الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۳۶۵ ، البداية والنهاية : ج ۶ ص ۴۲ .

2.هجّد : أيقظ (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۳۲ «هجد») .

3.السنن الكبرى : ج ۴ ص ۷۹ ح ۷۰۱۹ .


نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت
128

الحَديثَ ، وإذا تَكَلَّمَ عِندَهُ أحَدٌ أنصَتوا لَهُ حَتَّى يَفرُغَ مِن حَديثِهِ ، يَضحَكُ مِمَّا يَضحَكونَ مِنهُ ، ويَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبونَ مِنهُ ، ويَصبِرُ لِلغَريبِ عَلَى الجَفوَةِ فِي المَسألَةِ وَالمَنطِقِ حَتَّى أن كانَ أصحابُهُ لَيَستَجلِبونَهُم ، ويَقولُ : إذا رَأَيتُم طالِبَ حاجَةٍ يَطلُبُها فَأرفِدوهُ ، ولا يَقبَلُ الثَّناءَ إلاَّ مِن مُكافِىً، ولا يَقطَعُ عَلى أحَدٍ كَلامَهُ حَتَّى يَجوزَهُ فَيَقطَعَهُ بِنَهيٍ أو قِيامٍ .
قالَ : فسَأَلتُهُ عن سُكوتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . فَقالَ عليه السلام : كانَ سُكوتُهُ عَلى أربَعٍ : الحِلمِ وَالحَذَرِ وَالتَّقديرِ وَالتَّفكُّرِ ، فَأمَّا التَّقديرُ فَفي تَسوِيَةِ النَّظَرِ وَالاِستِماعِ بَينَ النَّاسِ، وأمَّا تَفَكُّرُهُ فَفيما يَبقى ويَفنى.
وجُمِعَ لَهُ الحِلمُ فِي الصَّبرِ فَكانَ لا يُغضِبُهُ شَيءٌ ولا يَستَفِزُّهُ .
وجُمِعَ لَهُ الحَذَرُ في أربَعٍ : أخذِهِ الحَسَنَ لِيُقتَدى بِهِ ، وتَركِهِ القَبيحَ لِيُنتَهى عَنهُ ، وَاجتِهادِهِ الرَّأيَ في إصلاحِ أُمَّتِهِ وَالقِيامِ فيما جَمَعَ لَهُم مِن خَيرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . ۱

۲۰۹.الإمام الصّادق عليه السلام :ما أكَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُتَّكِئًا مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ عَزَّوجَلَّ إلى أن قَبَضَهُ ؛ تَواضُعا للّهِِ عَزَّوجَلَّ ، وما رأى رُكبَتَيهِ أمامَ جَليسِهِ في مَجلِسٍ قَطُّ ، ولا صافَحَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله رَجُلاً قَطُّ فَنَزَعَ يَدَيهِ مِن يَدِهِ حَتَّى يَكونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذي يَنزِعُ يَدَهُ ، ولا كافَأَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِسَيِّئَةٍ قَطُّ ، قالَ اللّهُ تَعالى لَهُ : «ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ»۲ فَفَعَلَ ، وما مَنَعَ سائِلاً قَطُّ ، إن كانَ عِندَهُ أعطى وإلاَّ قالَ : يَأتِي اللّهُ بِهِ ، ولا أعطى عَلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ شَيئا قَطُّ إلاَّ أجازَهُ اللّهُ، إن كانَ لَيُعطِي الجَنَّةَ فَيُجيزُ اللّهُ عَزَّوجَلَّ لَهُ ذلِكَ . ۳

۲۱۰.السنن الكبرى عن خارجة بن زيد :إنَّ نَفَراً دَخَلوا عَلى أبيهِ زَيدِ بنِ ثابِتٍ فَقالوا :

1.عيون أخبار الرضا : ج ۱ ص ۳۱۶ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۸۰ ح ۱ كلاهما عن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۱۴۸ ح ۴ .

2.المؤمنون : ۹۶ .

3.الكافي : ج ۸ ص ۱۶۴ ح ۱۷۵ عن معاوية بن وهب ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۱۳۰ ح ۴۱ .

  • نام منبع :
    نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت
    المساعدون :
    احساني فر، محمد؛ المسجدي، حيدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 79872
الصفحه من 176
طباعه  ارسل الي