أحمد ومحمّد وهذا هو أيضا معنى هذه الكلمة لا غير .
قلت : فما تقولون في دين النصرانية؟ فقال : بنيّ الروحي ، إنّ دين النصرانية منسوخ بسبب ظهور دين جديد وهو دين محمّد ، وكرّر ذلك ثلاث مرّات ، فقلت : هل طريق النجاة والصراط المستقيم المؤدّي إلى اللّه منحصر في اتّباع محمّد؟ وهل أتباعه من الناجين؟ فقال : أي واللّه ، أي واللّه .
لماذا لا تعتنق الإسلام؟
فقلت : فما الّذي يمنعك من دخول الإسلام ومتابعة سيّد الأنام في حين أنّك تعرف فضيلة الإسلام ، وتعتبر اتّباع خاتم الأنبياء طريق النجاة والصراط المستقيم المؤدّي إلى اللّه ؟!
فقال : بنيّ الروحي ، إنّي لم أحظ بمعرفة حقيقة دين الإسلام وفضيلته إلاّ بعد كبر السنّ وأواخر العمر ، وإنّي لمسلم في الباطن ، ولكنّي لا أستطيع بحسب الظاهر أن أترك هذه الرئاسة والمنزلة الرفيعة ، وأنت ترى منزلتي بين النصارى ، فإن عرفوا ميلي إلى دين الإسلام فسوف يقتلوني ، وحتّى إذا نجوت منهم هربا فإنّ سلاطين المسيحيّة سوف يطلبونني من سلاطين الإسلام ؛ باعتبار أنّ خزائن الكنيسة بيدي وإنّني ارتكبت خيانة بحقّهم ، أو أخذت منهم شيئا وأكلته ووهبته ، ولذلك أرى من الصعب أن يحافظ عليَّ سلاطين الإسلام وكباره ، وحتى إذا التجأت فرضا إلى أهل الإسلام وقلت لهم : إنّني مسلم ، فسوف يقولون : هنيئا لك لقد أنقذت نفسك من نار جهنّم فلا تمنن علينا ، لأنّك أنقذت نفسك من عذاب اللّه بالدخول في دين الحقّ ومذهب الهدى!
بنيّ الروحي ، (هنيئا لك) سوف لا يكون لي خبز ولا ماء! ولذلك سوف أعيش أنا الشيخ بين المسلمين في فقر مدقع واضطراب ومسكنة وذلّ وتنغيص، مع جهلي بلغتهم، وسوف لا يعرفون حقّي ولا يرعون حرمتي وسوف أموت من الجوع بينهم وأرحل عن هذه الدنيا بين الخرابات والأطلال! ولقد رأيت الكثير بعيني وقد دخلوا الدين الإسلامي ولم يعتن بهم أهل الإسلام فارتدوا عن الدين الإسلامي إلى دينهم مرّة اُخرى فخسروا الدنيا والآخرة! وأنا أيضا أخشى أن لا أتحمل شدائد الدنيا ومصائبها، وحينئذٍ سوف لا يكون لي نصيب لا من الدنيا ولا من الآخرة! وأنا والحمد للّه من أتباع محمّد صلى الله عليه و آله في الباطن .