39
نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت

1 / 3

شَهادَةُ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ

الكتاب

(وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَا بَيْنِى وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَـبِ ). ۱

(أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَ مِن قَبْلِهِ كِتَـبُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ من يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِى مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَ لَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ ) . ۲

الحديث

۱۴.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ» أنا ، «وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ» عَليٌّ . ۳

۱۵.الإمام عليّ عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالَى :«أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ»ـ: رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الَّذي كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ ، وأنا الشَّاهِدُ لَهُ ومِنهُ . ۴

۱۶.الإمام الرِّضا عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام: أ نَّهُ كانَ يَومُ الجُمُعةِ يَخطُبُ عَلَى المِنبَرِ ، فَقالَ : وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأ النَّسَمَةَ ما مِن رَجُلٍ مِن قُرَيشٍ جَرَت عَلَيهِ المَواسي إلاَّ وقَد نَزَلَت فيهِ آيَةٌ مِن كِتابِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ ، أعرِفُها كَما أعرِفُهُ . فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمنينَ ، ما آيَتُكَ الَّتي نَزَلَت فيكَ ؟ فَقالَ : إذا سَألتَ فَافهَم ، ولا عَلَيكَ ألاَّ تَسألَ عَنها غَيري، أَقَرَأتَ سورَةَ هودٍ ؟ قالَ : نَعَم يا أميرَ المُؤمِنينَ .

1.الرعد : ۴۳.

2.هود : ۱۷.

3.الدرّ المنثور : ج ۴ ص ۴۱۰ ، كنزالعمّال : ج ۲ ص ۴۳۹ ح ۴۴۴۰ كلاهما نقلاً عن ابن مردويه عن الإمام عليّ عليه السلام ؛ بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۳۹۳ ح ۱۷ .

4.الأمالي للمفيد : ص ۱۴۵ ح ۵ عن عبّاد بن عبداللّه ، بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۳۹۰ ح ۹ ؛ كنز العمّال : ج ۲ ص ۴۳۹ ح ۴۴۴۱ نقلاً عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة .


نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت
38

فبكى الشيخ وبكيت أنا أيضا، وبعد بكاء طويل قلت له : يا أبي الروحي، هل تأمرني أن أعتنق الدين الإسلامي؟ فقال : إن أردت الآخرة والنجاة فإنّ عليك قبول دين الحقّ ، ولأنّك مازلت شابّا فليس من المستبعد أن يهيّئ اللّه لك الأسباب الدنيوية فلا تموت جوعا ، وأنا بدوري أدعو لك دائما أن تشهد لي يوم القيامة بأنّي مسلم في الباطن ومن متابعي خير الأنام ، على أنّ غالبية القساوسة هم مثلي في الباطن ولا يستطيعون مثلي أن يتخلّوا في الظاهر عن الرئاسة الدنيوية ، وإلاّ فليس هناك أي شكّ وشبهة في أنّ الدين الإسلامي هو اليوم دين اللّه على الأرض .
وعندما رأيت الكتابين السابقين وسمعت هذه التقريرات من الشيخ ، غلب عليَّ نور هدى خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله ومحبّته إلى درجة بحيث أصبحت الدنيا وما فيها في نظري كجيفة الميتة ، ولم تمنعني رئاسة الدنيا الزائلة والأقارب والوطن ، فرغبت عن كلّ ذلك ، وودّعت الشيخ في نفس تلك الساعة ، فالتمس منّي الشيخ أن أقبل منه مبلغا يؤمن نفقات سفري ، فقبلت هذا المبلغ من الشيخ ، وشددت رحالي نحو الآخرة .

اعتناق الإسلام

ولم أحمل معي شيئا سوى كتابين ، أو ثلاثة كتب ، فلقد تركت كلّ ما لديّ من كتب وغيرها . وبعد شقّ الأنفس دخلت بلدة اُرومية في منتصف الليل ، وفي نفس تلك اللّيلة طرقت باب المرحوم المغفور له السيّد حسن مجتهد الّذي سُرّ كثيرا للقائي بعد أن علم أنّني جئته مسلما ، فرجوته أن يلقي عليَّ الكلمة الطيّبة وضروريات الإسلام ويعلّمني إيّاها ، فألقى عليّ كلّ ذلك وعلّمني إيّاه ، وكتبته بالخطّ السرياني كي لا أنساه ، كما رجوته ألاّ يخبر أحدا بإسلامي ؛ خشية أن يسمع الأقارب والمسيحيون بذلك فيؤذوني ، أو أن يوسوسوا لي . ثمّ دخلت الحمّام ليلاً واغتسلت غسل التوبة من الشرك والكفر ، وبعد خروجي من الحمّام نطقت مرّةً اُخرى بكلمة الإسلام ودخلت دين الحقّ ظاهرا وباطنا» . ۱

1.أنيس الأعلام : ج ۱ ص ۶ ح ۲۰ .

  • نام منبع :
    نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت
    المساعدون :
    احساني فر، محمد؛ المسجدي، حيدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 79816
الصفحه من 176
طباعه  ارسل الي