51
نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت

الفصل الثاني : فَلسَفةُ النُبوَّةِ

2 / 1

الدَّعوةُ إلَى اللّهِ

الكتاب

(يَـأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّـآ أَرْسَلْنَـكَ شَـهِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا * وَ دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرَاجًا مُّنِيرًا) . ۱

(قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِى أَدْعُواْ إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِى وَ سُبْحَـنَ اللَّهِ وَ مَآ أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) . ۲

(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جَـدِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) . ۳

(يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) . ۴

1.الأحزاب : ۴۵ ـ ۴۶ .

2.يوسف : ۱۰۸.

3.النحل : ۱۲۵.

4.الأنفال : ۲۴.


نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت
50

صَغيرُهُم ، ولَئِن فَعَلتُم لَتَهلِكُنَّ ، فَإِن أبَيتُم إلاَّ إلفَ دينِكُم وَالإِقامَةَ عَلى ما أنتُم عَلَيهِ فَوادِعوا الرَّجُلَ وَانصَرِفوا إلى بِلادِكُم .
فَأَتى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَقَد غَدا مُحتَضِناً الحُسَينَ آخِذاً بِيَدِ الحَسَنِ وفاطِمَةُ تَمشي خَلفَهُ وعَلِيٌّ خَلفَها وهُوَ يَقولُ : إذا أنَا دَعَوتُ فَأَمِّنوا ، فَقالَ أُسقُفُ نَجرانَ : يا مَعشَرَ النَّصارى ، إنَّي لَأَرى وُجوهاً لَو شاءَ اللّهُ أن يُزيلَ جَبَلاً مِن مَكانِهِ لَأَزالَهُ بِها ، فَلا تُباهِلوا فَتَهلِكوا ولا يَبقى عَلى وَجهِ الأَرضِ نَصرانِيٌّ إلى يَومِ القِيامَةِ ، فَقالوا : يا أبَا القاسِمِ ، رَأَينا ألاّ نُباهِلَكَ وأن نُقِرَّكَ عَلى دينِكَ ونَثبُتَ عَلى دينِنا .
قالَ : فَإِذا أبَيتُمُ المُباهَلَةَ فَأَسلِموا يَكُن لَكُم ما لِلمُسلِمينَ وعَلَيكُم ما عَلَيهِم ، فَأَبَوا . قالَ : فَإِنِّي اُناجِزُكُم .
فَقالوا: ما لَنا بِحَربِ العَرَبِ طاقَةٌ، ولكِن نُصالِحُكَ عَلى أن لا تَغزونا ولا تُخيفَنا ولا تَرُدَّنا عَن دينِنا عَلى أن نُؤَدِّيَ إلَيكَ كُلَّ عامٍ ألفَي حُلَّةٍ ، ألفاً في صَفَرٍ ، وألفاً في رَجَبٍ ، وثَلاثينَ دِرعاً عادِيَّةً مِن حَديدٍ .
فَصالَحَهُم عَلى ذلِكَ ، وقالَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، إنَّ الهَلاكَ قَد تَدَلّى عَلى أهلِ نَجرانَ ، ولَو لاعَنوا لَمُسِخوا قِرَدَةً وخَنازيرَ ، وَلاَضطَرَمَ عَلَيهِمُ الوادي ناراً ، وَلاَستَأصَلَ اللّهُ نَجرانَ وأهلَهُ حَتَّى الطَّيرَ عَلى رُؤوسِ الشَّجَرِ، ولَما حالَ الحَولُ عَلَى النَّصارى كُلِّهِم حَتّى يَهلِكوا ... .
ثُمَّ قالَ الزّمخشَريُ : وقَدّمَهُم فِي الذِّكرِ عَلَى الأَنفُسِ لِيُنَبِّهَ عَلى لُطفِ مَكانِهم وقُربِ مَنزِلَتِهِم ، وليُؤذِنَ بِأَنّهُم مُقدَّمونَ عَلَى الأَنفُسِ مُفدَونَ بِها ، وفيهِ دَليلٌ لا شَيءَ أقوى مِنهُ عَلى فَضلِ أصحابِ الكِساءِ عليهم السلام . ۱

1.الكشّاف : ج ۱ ص ۱۹۳ ، وراجع تفسير الطبريّ : ج ۳ ص ۲۹۹ ، تفسير الفخر الرازيّ : ج ۸ ص ۸۸ وقال في ذيل الرواية : واعلم أنّ هذه الرواية كالمتّفق على صحّتها عند أهل التفسير والحديث ، الإرشاد : ج ۱ ص ۱۶۶ ، مجمع البيان : ج ۲ ص ۷۶۲ ، تفسير القمّيّ : ج ۱ ص ۱۰۴ .

  • نام منبع :
    نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت
    المساعدون :
    احساني فر، محمد؛ المسجدي، حيدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 79829
الصفحه من 176
طباعه  ارسل الي