53
نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت

2 / 2

التَّكاملُ

الكتاب

(وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَىْ ءٍ) . ۱

الحديث

۳۵.الإمام الصّادق عليه السلامـ لِلزِّنديقِ الَّذي سَأَلَهُ : مِن أينَ أثبَتَّ الأنبِياءَ وَالرُّسُلَ؟ ـ: إنَّا لَمَّا أثبَتنا أنَّ لَنا خالِقا صانِعا مُتَعالِيا عَنَّا وعَن جَميعِ ما خَلَقَ ، وكانَ ذلِكَ الصَّانِعُ حَكيما مُتَعاليا ، لَم يَجُز أن يُشاهِدَهُ خَلقُهُ ، ولا يُلامِسوهُ ، فَيُباشِرَهُم ويُباشِروهُ ، ويُحاجَّهُم ويُحاجُّوهُ ، ثَبَتَ أنَّ لَهُ سُفَراءَ في خَلقِهِ يُعَبِّرونَ عَنهُ إلى خَلقِهِ وعِبادِهِ ، ويَدُلُّونَهُم عَلى مَصالِحِهِم ومَنافِعِهِم ، وما بِهِ بَقاؤُهُم وفي تَركِهِ فَناؤُهُم .
فَثَبَتَ الآمِرونَ وَالنَّاهونَ عَنِ الحَكيمِ العَليمِ في خَلقِهِ ، وَالمُعَبِّرونَ عَنهُ جَلَّ وعَزَّ ، وهُمُ الأنبِياءُ عليهم السلام وصَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ ؛ حُكَماءَ مُؤَدَّبينَ بِالحِكمَةِ ، مَبعوثينَ بِها ، غَيرَ مُشارِكينَ لِلنَّاسِ ـ عَلى مُشارَكَتِهِم لَهُم فِي الخَلقِ وَالتَّركيبِ ـ في شَيءٍ مِن أحوالِهِم ، مُؤَيَّدينَ مِن عِندِ الحَكيمِ العَليمِ بِالحِكمَةِ . ۲

۳۶.الإمام الرِّضا عليه السلامـ في عِلَّةِ وُجوبِ مَعرِفَةِ الرُّسُلِ وَالإِقرارِ بِهِم وَالإِذعانِ لَهُم بِالطّاعَةِ ـ:
لَمّا لَم يَكتَف في خَلقِهِم وقُواهُم ما يَثبُتونَ بِهِ لِمُباشَرةِ الصّانِعِ تَعالى حَتّى يُكَلِّمَهُم ويُشافِهَهُم ، وكانَ الصّانِعُ مُتَعالِيا عَن أن يُرى ، وكانَ ضَعفُهُم وعَجزُهُم عَن إدراكِهِ

1.الأنعام : ۹۱ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۱۶۸ ح ۱ ، التوحيد : ص ۲۴۹ ح ۱ ، علل الشرائع : ص ۱۲۰ ح ۳ كلّها عن هشام بن الحكم ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۱۳ ح ۲۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۲۹ ح ۲۰ .


نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت
52

(يَـقَوْمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِىَ اللَّهِ وَ ءَامِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَ يُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَ مَن لاَّ يُجِبْ دَاعِىَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءُ أُوْلَئِكَ فِى ضَلَـلٍ مُّبِينٍ) . ۱

الحديث

۳۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ في وَجهِ تَسميِتِهِ بِالدّاعِي ـ: وَأمَّا الدَّاعي ، فَإِنِّي أدعُو النَّاسَ إلى دينِ رَبِّي عَزَّوجَلَّ . ۲

۳۲.الإمام عليّ عليه السلام :رَحِمَ اللّهُ امرَأً سَمِعَ حُكما فَوَعى ، ودُعِيَ إلى رَشادٍ فَدَنا ، وأخَذَ بِحُجزَةِ هادٍ فَنَجا . ۳

۳۳.عنه عليه السلام :ناظِرُ قَلبِ ۴ اللَّبيبِ بِهِ يُبصِرُ أمَدَهُ ، ويَعرِفُ غَورَهُ ونَجدَهُ ، داعٍ دَعا ، وراعٍ رَعى ، فَاستَجيبوا لِلدَّاعي ، وَاتَّبِعُوا الرَّاعِيَ . ۵

۳۴.الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَكَ خالِقا ومَعبودا ! بِحُسنِ بَلائِكَ عِندَ خَلقِكَ . خَلَقتَ دارا ، وجَعَلتَ فيها مَأدُبَةً ؛ مَشرَبا ومَطعَما وأزواجا وخَدَما وقُصورا وأنهارا وزُروعا وثِمارا . ثُمَّ أرسَلتَ داعِيا يَدعو إلَيها ، فَلاَ الدَّاعِيَ أجابوا ، ولا فيما رَغَّبتَ رَغِبوا ، ولا إلى ما شَوَّقتَ إلَيهِ اشتاقُوا ! أقبَلوا عَلى جيفَةٍ قَدِ افتَضَحوا بِأكلِها ، وَاصطَلَحوا عَلى حُبِّها . ۶

1.الأحقاف : ۳۱ و ۳۲.

2.معاني الأخبار : ص ۵۲ ح ۲ ، علل الشرائع : ص ۱۲۷ ح ۱ ، الأمالي للصدوق : ص ۲۵۶ ح ۲۷۹ كلّها عن عبداللّه بن الحسن عن آبائه عن جدّه الإمام الحسن ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۹۴ ح ۲۸ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۷۶ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۳۱۰ ح ۳۱ .

4.ناظِرُ القلب : استعارة من ناظر العين ، وهو النقطة السوداء منها . والمراد : بصيرة القلب (كما في هامش المصدر) .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۴ ، بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۶۰۰ ح ۲۰ .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۹ ، بحار الأنوار : ج ۵۹ ص ۱۷۵ ح ۶ .

  • نام منبع :
    نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت
    المساعدون :
    احساني فر، محمد؛ المسجدي، حيدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 78849
الصفحه من 176
طباعه  ارسل الي