137
العقد النّضيد و الدّر الفريد

الحديث الثامن والتسعون

۰.عن عبد اللّه بن شرحبيل ، عن أبيه قال :. كنت جالسا بين يدي معاوية إذ دخل زيد بن أرقم ومعه رجل أسود ، قال : يا أمير المؤمنين ، هذا رجل بدويّ ومعه كتاب
من محمّد بن أبيبكر رضى الله عنه ، فأخذ معاوية وفتح وقرأ ، فضحك .
قلنا : يا أمير المؤمنين ، أيّ شيءٍ أضحكك؟
قال : هذا الذي كتب إليّ :
بسم اللّه الرحمن الرحيم
من محمّد بن أبي بكر إلى معاوية بن صخر : سلام على من سلّم لأمر اللّه ، وعلى من أسلم لأهل ولاية اللّه ، فإنّ اللّه عز و جل خلق خلقه بلا عبث ولا ضعف ولا حاجة ، لكن خلقهم عبيدا ، فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ وغويٌّ ورشيدٌ . واصطفى محمّدا وانتجب عليّا ، وكان أوّل من أجاب ووافق وصدّق هو ، من دونك ودون أبيك وشيعتك وأنصارك ، وقد كفرت بما جاء به محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، وأسأت الصحبة استيلاءً على حقوق العترة عليهم السلام . والسلام .
فأجابه معاوية :
كتابي إلى الزاري على أبيه والرادّ [ عليه ] محمّد بن أبي بكر ، أتاني كتابك ، وفيه لي ولأبيك تعنيف .
كتبت تذكر فضل عليٍّ ، فالحمد لِلّهِ الذي صرف الفضل عنك وصيّره في غيرك وهو ابن عمّنا ، فإن كان ما نحن عليه حقّا فأبوك أوّله ، وإن يك باطلاً فأبوك أسّسه ، برأيه أخذنا ، وبهداه اقتدينا ، ولولا ما سبقنا إليه أبوك لسلّمنا إلى عليّ بن أبي طالب ، فعِبْ أباك ما بدا لك ، أو فدع . والسلام ۱ .

1.وقعة صفين : ۱۱۸ ـ ۱۲۰ ؛ الاحتجاج ۱ : ۱۸۳ ـ ۱۸۴ ، وعنه في بحار الأنوار ۳۳ : ۵۷۵ باختلاف.


العقد النّضيد و الدّر الفريد
136

الحديث السابع والتسعون

۰.جاء في الآثار أ نّه لمّا خرجت عائشة نحو البصرة ومعها طلحة والزبير ، كتبت إلى صعصعة بن صوحان العبدي :.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
من عائشة بنت أبي بكر زوجة النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم إلى صعصعة بن صوحان : أيّها الولد ، فإنّي خرجت ومعي طلحة والزبير قاصدين البصرة بطلب دم الخليفة المظلوم عثمان بن عفّان ، فساعة تقف على كتابي هذا فَاكسِرْ سيفك ، والزم بيتك ، ولا تخالف قولي أيّها الولد ، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته .
فكتب صعصعة الجواب :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
من صعصعة بن صوحان ، صاحب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلى أُمّ المؤمنين عائشة :
أمّا بعد ، فقد أتاني كتابك أيّتها الأُمّ ، تأمُريني فيه بما أمرك اللّه تعالى به من لزوم البيت وترك الجهاد ، لقوله تعالى : «يَا نِسَآءَ النَّبِىِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَآءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِى مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا * وَ قَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ»۱ ، وتفعلين أنت ما أمرني اللّه به من الجهاد ، وهذا عجيب! لأنّي لو قيل : من أعقل الناس؟ لما عدوتك ، فاتّقي اللّه أيّتها الأُمّ ، وارجعي إلى البيت الذي أمرك رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بلزومه ، فإنّي في أثر كتابي هذا خارج نحو عليٍّ عليه السلامللبيعة التي في عنقي ، والسلام على من اتّبع الهدى ۲ .

1.الأحزاب (۳۳) : ۳۲ ـ ۳۳.

2.رواه في الصراط المستقيم ۳ : ۱۶۲ باختصار ، ونحو هذه المكاتبة وردت بين عائشة وزيد بن صوحان ، راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ۶ : ۲۲۶ ، والعقد الفريد ۴ : ۳۱۷ .

  • نام منبع :
    العقد النّضيد و الدّر الفريد
    المساعدون :
    اوسط الناطقي، علي؛ شهرستاني، سيد هاشم؛ فرادي، لطيف
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1423 ق / 1381 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 39148
الصفحه من 243
طباعه  ارسل الي