25
العقد النّضيد و الدّر الفريد

الحديث التاسع

۰.عن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها ، قالت :سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول :
«ما من قوم اجتمعوا يذكرون فضل محمّد وآل محمّد إلاّ هبطت [ عليهم ] ملائكة من السماء حتّى تحفّ بهم وتأنس بحديثهم ، فإذا تفرّقوا عرجت الملائكة إلى السماء ، فتقول لهم الملائكة : إنّا نشمّ منكم رائحة ما شممنا رائحة أطيب منها ، فيقولون : كنّا عند قوم يذكرون محمّدا وأهل بيته فعلق فينا من ريحهم فتعطّرنا .
[ فيقولون : اهبطوا بنا إليهم ، فيقولون: تفرّقوا ومضى كلّ واحد منهم إلى منزله ، فيقولون : ] اهبطوا بنا إلى المكان الذي كانوا فيه [ حتّى نتعطّر بذلك المكان ]» ۱ .

الحديث العاشر

۰.روي عن جميع بن عمير قال :دخلت على أُمّ المؤمنين عائشة مع أُمّي وأنا غلام ، فَذَكَرتْ لها عليّا عليه السلام ، فقالت :
ما رأيت رجلاً قطّ أحبّ إلى رسول اللّه منه ، وامرأةً أحبّ إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلممن امرأته . وقالت له فاطمة يوما وأنا حاضرة : «فدتك نفسي يا رسول اللّه ، صلّى اللّه عليك ! أيّ شيءٍ رأيت لي؟» فقال : «يا فاطمة ، أنتِ خير نساء البريّة ، وأنتِ سيّدة نساء الجنّة» قالت : «فما ابن عمّك عليّ؟» فقال : «عليّ لا يقاس به أحد من الناس» قالت : «والحسن والحسين؟» قال : «هما ولداي وسبطاي وريحاناي أيّام حياتي ومماتي» .
فأتى عليّ فقال : «فداك أبي وأُمّي يا رسول اللّه ، أيّ شيء رأيت لي؟».
فقال : «يا عليّ ، أنا وأنتَ وفاطمة والحسن والحسين في غرفة من درّة ؛ أساسها من رحمة اللّه ، وأطرافها من رضوان اللّه ، وهي تحت عرش اللّه .
يا بن أبي طالب ، بينك وبين نور اللّه باب فتنظر إليه وينظر إليك ، وذلك وقت ألجم الناسَ العرقُ ، على رأسك تاج من نور قد أضاء نوره ما بين المشرق والمغرب ، وأنت ترفل في حليتين : حلّة حمراء ، وحلّة ورديّة ، خُلِقتُ وخُلِقْتُم وخُلِقَ محبّونا من طينة تحت العرش ، وخُلِق مبغضونا من طينة الخبال» ۲ .

1.روى نحوه الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين : ۱۵۱ ؛ وعنه بحار الأنوار ۳۸ : ۱۹۹/۷ ؛ ومستدرك الوسائل ۱۲ : ۳۹۲/۱۴۳۸۷.

2.روى نحوه شاذان بن جبرئيل في الفضائل : ۶۸ ؛ وعنه البحار ۳۷ : ۷۸ ، ح ۴۷ ؛ أربعون حديثا لابن أبي الفوارس ، الحديث الثاني والثلاثون. وروى شطرا منه أحمد بن شعيب النسائي في خصائص أمير المؤمنين : ۱۵۵ ـ ۱۵۷ ، ح ۱۱۱ و۱۱۲.


العقد النّضيد و الدّر الفريد
24

الحديث الثامن

۰.عن مكحول ، عن عياض بن غنم وعن عبداللّه بن عباس أنّهما قالا :لمّا رجعنا من حجّة الوداع مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله جلسنا مع النبي في مسجده، ظهر الوحي عليه ، فتبسّم تبسّما شديدا [ حتّى ] بانت ثناياه ، فقلنا : يا رسول اللّه ، ممّ تبسّمت؟
فقال : «من إبليس ؛ مرّ بنفرٍ يتناولون عليّا ، فوقف أَمامهم ، فقال القوم : من الذي وقف أمامنا؟ فقال : أنا أبو مرّة ، فقالوا : وتسمع كلامنا؟ فقال : نعم ، سوأة لكم! أتسبّون مولاكم عليّ بن أبي طالب؟!
فقالوا [ له ] : يا أبا مرّة من أين علمت أ نّه مولانا؟ فقال : لقول نبيّكم بالأمس : «من كنت مولاه فعليّ مولاه [ اللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ] .
فقالوا : يا أبا مرّة ، فأنت من شيعته أو من مواليه؟ فقال : ما أنا من شيعته ولا من مواليه ، ولكنّي أُحبّه ؛ لأنّه ومايبغضه أحد منكم إلاّ شاركته في المال والولد ، وذلك قول اللّه تعالى أسمع «وَ شَارِكْهُمْ فِى الْأَمْوَ لِ وَ الْأَوْلَـدِ»۱ .
فقالوا : يا أبا مرّة ، فتقول في عليّ شيئا؟ قال : نعم ، اسمعوا منّي : عبدتُ اللّه عز و جلفي الجانّ اثني عشر ألف سنة ، فلمّا أهلك اللّه الجانّ شكوت إلى اللّه عز و جل الوحدة ،
فأُوتي بي إلى السماء الدنيا ، فعبدت اللّه فيها اثني عشر ألف سنة أُخرى [ مع الملائكة ] ، فبينا نحن كذلك نسبّح اللّه تعالى ونقدّسه إذ مرّ بنا نور شعشعانيٌّ ، فخرّت الملائكة لذلك سجّدا فقالوا : نور نبيّ مرسل أو ملك مقرّب ، فإذا النداء من قبل اللّه تعالى : لا نور نبيّ مرسل ولا ملك مقرّب ، هذا نور طينة عليّ بن أبي طالب ابن عمّ محمّد صلى الله عليه و آله وسلم» ۲ .

1.الإسراء (۱۷) : ۶۴.

2.روى مثله الصدوق في علل الشرايع ۱ : ۱۷۲ ، ح ۹ ، باب ۱۲۰ ، في أنّ علّة محبّة أهل البيت عليهم السلامطيب الولادة ، عن سلمان ؛ والأمالي : ۲۸۴ ، ح ۶ ، المجلس الخامس والخمسون ؛ وعنهما البحار ۳۹ : ۱۶۲/۱ ؛ الفضائل : ۱۵۸ ؛ الروضة في المعجزات والفضائل : ۱۵۱ ؛ أربعون حديثا لابن أبي الفوارس ، الحديث الثامن والعشرون.

  • نام منبع :
    العقد النّضيد و الدّر الفريد
    المساعدون :
    اوسط الناطقي، علي؛ شهرستاني، سيد هاشم؛ فرادي، لطيف
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1423 ق / 1381 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 39184
الصفحه من 243
طباعه  ارسل الي