53
العقد النّضيد و الدّر الفريد

الحديث التاسع والثلاثون

۰.عن ابن عمر قال :بينما أنا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في نخل المدينة وهو يطلب عليّا إذ انتهى إلى حائط فاطّلع فيه فنظر إلى عليّ [ وهو يعمل في الأرض وقد اغبارّ، فقال له : «ما ألوم الناس إن يكنُّوك بأبي تراب» .
قال ابن عمر : فلقد رأيت عليّا تمعّر وجهه وتغيّر لونه واشتدّ ذلك عليه ، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ] : «ألا أُرضيك يا عليّ؟» قال : «بلى يا رسول اللّه ، صلّى اللّه عليك» فقال :
«أنت أخي ووزيري وخليفتي [ بعدي ] في أهلي ، تقضي ديني وتبرئ ذمّتي ، من أحبّك في حياتي فقد قضى اللّه [ له ] بالجنّة ، ومن أحبّك في حياة منك بعدي فقد ختم [ اللّه ] له بالأمن والأمان ، ومن أحبّك بعدك ولم يرَكَ ختم اللّه له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع الأكبر ، ومن مات وهو باغضك مات ميتة جاهليّة ، يهوديّا أو نصرانيّا ، لا يحاسبه اللّه بما عمل في الإسلام» ۱ .
و هذا الخبر يعضد الأوّل . ومن العجب أنّ ابن عمر يروي مثل ذلك ويمتنع من البيعة لأمير المؤمنين عليه السلام ، ثمّ يدخل إلى الحجّاج ليلاً ويقول له : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول : «من مات ولم يعرف له إماما مات ميتة الجاهليّة» قد جئت لأُبايعك لعبد الملك بن مروان!!
فتشاغل الحجّاج ودفع إليه رجليه وقال : يدي مشغولة ورجلي يبايعك! استهانة منه بما أتى به ، ثمّ قال : يا أهل المدينة، هذا أزهد أهل زمانكم قعد عن بيعة عليّ بن أبي طالب بيده وجاء يبايع لعبد الملك برجل الحجّاج .
نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، وما أصدق ما قال الرسول : «الحبّ يتوارث والبغض يتوارث» ۲ .

1.رواه الصدوق في علل الشرايع ۱ : ۱۸۸ ، باب ۱۲۵ العلّة التي من أجلها كنّي أبا تراب ، ح ۴ ، وعنه البحار ۳۵ : ۴۹ ـ ۵۰/۲ ، الباب الثاني: أسماؤه... ؛ ومناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي ۱ : ۳۲۰ الباب السابع والعشرون ، ح ۲۴۲.

2.الصراط المستقيم ۳ : ۱۱۸.


العقد النّضيد و الدّر الفريد
52

الحديث الثامن والثلاثون

۰.عن جابر [ بن عبد اللّه ] قال :قام رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بعرفات وعليٌّ تجاهه وأومأ إلى عليّ وقال : «ادنُ منّي» فدنا منه فقال : «ضع خمسك في خمسي» فوضعها ، فقال : «هذه مبايعة لك ، إنّ مَنْ مات وهو لا يتولاّك مات ميتة الجاهلية» ثمّ قال :
«يا عليّ ، خلقتُ أنا وأنت من شجرة واحدةٍ ، أنا أصلها وأنتَ فرعها والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلّق بغصن منها دخل الجنّة . يا عليّ ، لولا أنّ أُمّتي صاموا حتّى يكونوا كالحنايا ، وصلّوا حتّى يكونوا كالأوتاد، وبغضوك؛ لأكبّهم اللّه في النار [ على وجوههم ]» ۱ .

1.أمالي الطوسي : ۶۱۱ ، المجلس ۲۸ ، ح ۱۲۶۳/۱۱ ؛ وعنه البحار ۶۵ : ۶۹/۱۲۵.

  • نام منبع :
    العقد النّضيد و الدّر الفريد
    المساعدون :
    اوسط الناطقي، علي؛ شهرستاني، سيد هاشم؛ فرادي، لطيف
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1423 ق / 1381 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 39156
الصفحه من 243
طباعه  ارسل الي