73
العقد النّضيد و الدّر الفريد

الحديث الرّابع والخمسون

۰.بإسناد الشيخ المفيد أيضا عن بشير الدهّان قال :قلت لأبي جعفر عليه السلام : جعلت فداك ، أيّ الفصوص أفضل لاُركّبه على خاتمي؟ فقال :
«يا بشير ، أين أنت عن العقيق الأحمر والعقيق الأصفر والعقيق الأبيض ، فإنّها ثلاثة جبال في الجنّة : فأمّا الأحمر فمطلّ ۱ على دار رسول اللّه ، وأمّا الأصفر فمطلّ على دار [ فاطمة عليهاالسلام ]، [ وأمّا الأبيض فمطلّ على دار ] أمير المؤمنين عليه السلام ، والدور كلّها واحدة تخرج منها ثلاثة أنهارٍ ، من تحت كلّ جبل نهر أشدُّ بَرْدا من الثلج، وأحلى من العسل ، وأشدّ بياضا من اللبن ، لا يشرب منها إلاّ محمّدٌ وآله وشيعتهم ، ومصبّها كلّها واحد، ومجراها من الكوثر ، وإنّ هذه الثلاثة جبال تسبّح اللّه وتقدّسه وتمجّده ، وتستغفر لمحبّي آل محمد عليهم السلام ، فمن تختّم بشيء منها من شيعة آل محمد لم يَرَ إلاّ الخير والحسنى، والسعة في رزقه، والسلامة من جميع أنواع البلاء ، وهو [ في ] أمان من السلطان الجائر، ومن كلّ ما يخافه الإنسان ويحذره» ۲ .

الحديث الخامس والخمسون

۰.وبإسناده أيضا إلى إسحاق السبيعيّ قال :. دخلنا على مسروق بن الأجدع ، فإذا عنده ضيف لا نعرفه ، وهما يطعمان من طعامٍ لهما ، فقال الضيف :
كنتُ مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بحنين ـ فلمّا قالها عرفنا أ نّه كانت له صحبة مع النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ـ قال : فجاءت صفيّة بنت حُيَي بن أخطب إلى النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم فقالت : يا رسول اللّه ، إنّي لست كأحدٍ من نسائك ، قتلت الأب والأخ والعمّ ، فإن حدث بك حدث فإلى من؟
فقال لها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : «إلى هذا» وأَشار إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام .
ثمّ قال : ألا أُحدّثكم بما حدّثني به الحارث الأعور؟ قال : قلنا : بلى ، قال : دخلت على عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال : «ما جاء بك يا أعور؟» قال : قلت : حبّك يا أمير المؤمنين ، قال : «اللّه ؟» قلت : اللّه ؛ فناشدني ثلاثا ، ثمّ قال : «أما إنّه ليس عبد من عباد اللّه ممّن امتحن اللّه قلبه للإيمان إلاّ وهو يجد مودّتنا على قلبه فهو يحبّنا ، وليس عبد من عباد اللّه ممّن سخط اللّه عليه إلاّ وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا ، فأصبح محبّنا ينتظر الرحمة ، وكأنّ أبواب الرحمة قد فتحت له ، وأصبح مبغضنا على شفا جرفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنّم ، فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم ! وتعسا لأهل النار مثواهم!» ۳ .

1.أي مشرف.

2.أمالي الطوسي : ۳۸ ، المجلس الثاني ، ح ۴۱/۱۰ ؛ وعنه بحار الأنوار ۳۷ : ۴۲/۱۷.

3.أمالي المفيد : ۲۷۰ ، المجلس الثاني والثلاثون ، ح ۲ ؛ ورواه الطوسي في الأمالي : ۳۳ ، المجلس الثاني ، ح ۳۴/۳ عن المفيد.


العقد النّضيد و الدّر الفريد
72

الحديث الثالث والخمسون

۰.عن الشيخ المفيد أبي محمّد عبد الرحمن النيسابوري ، بإسناده إلى عكرمة ، عن ابن عبّاس قال :صلّى بنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم صلاة الظهر ، فلمّا ركع في الرابعة طال ركوعه ، فظننّا أنَّ خبرا أُنزل عليه ، فلمّا كان بعد ساعة استوى، ثمّ سجد ثمّ تشهّد ثمّ سلّم، ثمّ قال :
«يا أصحابي ، مَا لِي ما أرى فيكم ابن عمّي وأخي عليّ بن أبي طالب؟!» فناداه من الصف الأخير : «لَبَّيْك يا رسول اللّه » فقال [ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ] : «أما حضرت الجماعة؟» فقال : «يا رسول اللّه ، أَذَّن بلال وكنْتُ على غير وضوءٍ ، فذهبت أن أتطهّر ، فناديت : يا حسن يا حسين، فما أجابني أَحَدٌ ، فلمّا الْتَفَتُّ رَأَيْتُ خلفِي سطلاً من الذهب مغطّىً بمنديل أخضر ، فرفعت المنديل فإذا في السطل ماءٌ أَبيض من اللبن وأَحْلى من العسل [ و ] أطيب من رائحة المسك ، فتوضّيت وتمسّحت ولا أرى مخلوقا ، فلمّا تمسّحت وضعت المنديل فلم أرَ السطل ولا المنديل» .
فقال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : «والذي بعثني بالحقّ نبيّا إنَّ السطل كان من الجنّة ، والماء من الكوثر ، والمنديل من استبرق الجنّة ، وما وضع لك السطل إلاّ جبرئيل ، وما ناولك المنديل إلاّ ميكائيل ، ولا زال إسرافيل أخذ كفّي على ركبتي لا يدعني أن أستوي حتّى تمسَّحتَ وجئتَ ولحقتَ مع الجماعة ، وأعطاك اللّه ثواب ذلك ، أفيَلُومني الناس على حبّك واللّه تعالى وملائكته يحبّونك من فوق السماء؟!» ۱ .

1.روى نحوه ابن طاووس في الطرائف : ۸۵ ؛ وأخطب خوارزم في المناقب : ۳۰۴/۳۰۰ عن حميد الطويل عن أنس ؛ وعنه البحار ۳۹ : ۱۱۶/۴.

  • نام منبع :
    العقد النّضيد و الدّر الفريد
    المساعدون :
    اوسط الناطقي، علي؛ شهرستاني، سيد هاشم؛ فرادي، لطيف
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1423 ق / 1381 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 39180
الصفحه من 243
طباعه  ارسل الي