الفائدة الثانية:
ذكر الشيخ وغيره في كثير من الأخبار سعد بن عبداللّه عن أبي جعفر ، والمراد بأبي جعفر هذا هو أحمد بن محمّد بن عيسى . ويرد في بعض الأخبار : الحسن بن محبوب ، عن أبي القاسم ، والمراد به معاوية بن عمّار ؛ قاله في الخلاصة ۱ .
الفائدة الثالثة : في تنبيهات أوردها ابن داوود
فمنها : إذا وردت رواية ، عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن إسماعيل بلا واسطة ففي صحّتها قول ؛ لأنّ في لقائه له إشكالاً فتقف الرواية صحّتها لجهالة الواسطة بينهما وإن كان كلاهما مرضيّين معظّمين ، وكذا ما يأتي عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة ۲ ، انتهى .
أقول : الذي يفهم منه أنّه ظنّ أنّ المراد بمحمّد بن إسماعيل هذا هو ابن بزيع والأمر ليس على ما ظنّه ؛ لأنّه لا إشكال فيه للقطع بعدم لقائه له ببعد المدّة بينهما ، لأنّ الكليني رحمه اللهكان في الغيبة الصغرى وابن بزيع قالوا: إنّه من أصحاب أبي الحسن عليه السلام ۳ وأدرك أباجعفر عليه السلام ۴ ، وهذا يدلّ على أنّه لم يدرك مَن بعده من الأئمّة ؛ فعلى هذا فكيف يمكن لقاؤه له؟ والذي حقّقه البهائي ـ رضوان اللّه عليه ـ في مشرق الشمسين أنّه الرازي ۵ ، واستدلّ عليه بأدلّةٍ من أرادها وقف عليها من هناك . وحكم الأصحاب بصحّة طريق فيه محمّد بن يعقوب عن محمّد بن إسماعيل يؤيّد ما قاله البهائي ، وحكم الأصحاب بصحّة الطريق يغنينا عن هذا البحث ، واللّه أعلم .
ومنها : إذا وردت رواية عن موسى بن القاسم ، عن عبدالرحمن ، قال بعض أصحابنا: إنّها في الصحيح، لأنّ عبدالرحمن يتعيّن أن يكون ابن أبي نجران وهو ثقة ؛ لأنّ موسى بن القاسم معاصر عليّ بن جعفر عليه السلام وهو يروي عن الكاظم عليه السلام ، وعبدالرحمن بن أبي نجران من أصحاب الرضا عليه السلام ، ۶ انتهى .
قال الميرزا : فيه نظر ؛ لأنّ عبدالرحمن بن الحجّاج من رجال الرضا عليه السلام وقد رمي بالكيسانيّة ، نعم قد ورد رجوعه إلى الحقّ وترحّم الرضا عليه السلام عليه ۷ ، انتهى .
والحقّ [أنّ] ذلك لأنّ روايته عن ابن أبي نجران معلوم مصرّح .
ومنها : إذا وردت رواية [يروي] فيها موسى بن القاسم عن حمّاد فلا تتوهّمها مرسلة لكون حمّاد من رجال الصادق عليه السلام ؛ لأنّ حمّاد إمّا ابن عثمان وقد بقي إلى زمن الرضا عليه السلام وروى عن الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام ، وإمّا ابن عيسى فقد عمّر من زمن الصادق عليه السلام إلى زمن أبي جعفر الثاني عليه السلام لكنّه لم يرو عن الرضا عليه السلام ولا عن أبي جعفر عليه السلام شيئاً ، وعندي في أنّه روى عن الكاظم عليه السلام ۸ تردّد لأنّي لم أقف له على ذلك ، مات سنة تسع ومئتين غريقاً عن نيّف وسبعين سنة ۹ .
ومنها : إذا ورد عليك الإسناد من إبراهيم بن هاشم إلى حمّاد فلا تتوهّم أنّه حمّاد بن عثمان؛ فإنّ إبراهيم [بن هاشم لم يلق حمّاد بن عثمان] ، بل هو حمّاد بن عيسى ؛ قاله ابن داوود ۱۰ ونحوه في الخلاصة ۱۱ .
ومنها : أنّ كلّ رواية يرويها محمّد بن يعقوب وأبو جعفر ابن بابويه عن جميل بن درّاج أو جميل بن صالح أو معاوية [بن عمّار] ، فهي صحيحة إذا كان ما بعد ذلك من الرجال مستقيمين ، وإن كان عن جميل [أ]و معاوية بغير تقييد فيها ۱۲ فهي محتملة الصحّة وعدمها ، فإن ۱۳ كان معاوية بن وهب فإن كان يروي عن أبي عبداللّه عليه السلام بلا فصل فهي صحيحة؛ لأنّ البجلي ، وإن كان بينهما آخر أشكل حالها لعدم تحتّمه ، انتهى ۱۴ . وفيه نظر ؛ فتدبّر .
ومنها : كلّ رواية رواها شيخنا أبو جعفر رحمه الله ، عن ابن محبوب ، أو عن محمّد بن عليّ بن محبوب ، أو عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، أو عن عليّ بن جعفر ، أو عن محمّد بن أبي عمير ، أو الصفّار ، فطريق الشيخ إلى كلّ واحدٍ منهم واحد ۱۵ ، انتهى .
أي الطرق إليهم صحيحة وإلّا فموضع نظر .
1.خلاصة الأقوال : ص ۴۳۰ الفائدة الثانية.
2.رجال ابن داوود : ص ۳۰۶ تنبيهات رقم ۱ .
3.رجال الطوسي : ص ۳۴۴ الرقم ۵۱۳۰ .
4.أي : أبي جعفر الثاني عليه السلام ، اُنظر رجال الطوسي : ص ۳۷۷ الرقم ۵۵۹۰ .
5.مشرق الشمسين : ص ۲۷۴، ذيل الصفحة.
6.رجال ابن داوود: ص ۳۰۶ تنبيهات رقم ۲ .
7.منهج المقال : ص ۴۰۱ .
8.في الأصل : «الرضا عليه السلام » .
9.رجال ابن داوود : ص ۳۰۶ تنبيهات رقم ۳ .
10.رجال ابن داوود : ص ۳۰۷ تنبيهات رقم ۴ .
11.خلاصة الأقوال : ص ۴۴۳ الفائدة التاسعة .
12.في الأصل : «فيهما» بدل «فيها» .
13.في الأصل : «وإن» بدل «فإن» .
14.رجال ابن داوود : ص ۳۰۷ تنبيهات رقم ۵ .
15.رجال ابن داوود : ص ۳۰۷ تنبيهات رقم ۶ .