465
زبدة الأقوال في خلاصةِ الرّجال

زبدة الأقوال في خلاصةِ الرّجال
464

الفائدة الرابعة:

قال الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة : وقبل ذكر من كان سفيراً حال الغيبة . نذكر طرفاً من أخبار من كان يختصّ بكلّ إمام ويتولّى له الأمر على وجه الإيجاز ، ونذكر من كان ممدوحاً منهم ، حسن الطريقة ، ومن كان مذموماً سيّئ المذهب ليعرف الحال في ذلك .
وقد روي في بعض الأخبار أنّهم قالوا : خدّامنا وقوّامنا شرار خلق اللّه . وهذا ليس على عمومه ، وإنّما قالوا لأنّ فيهم من غيّر وبدّل وخان على ما سنذكره ۱ .
وقد روى محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن محمّد بن صالح الهمداني قال : كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام : إنّ أهل بيتي يؤذوني ويضرّوني ۲ بالحديث الذي روي عن آبائك عليهم السلام أنّهم قالوا : خدّامنا وقوّامنا شرار خلق اللّه ، فكتب : ويحكم ما تقرؤون ما قال اللّه تعالى : « وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً »۳ فنحن واللّه القرى التي بارك اللّه فيها وأنتم القرى الظاهرة ۴ .
فمن المحمودين :
حمران بن أعين : أخبرنا الحسين بن عبيداللّه ، عن أبي جعفر محمّد بن سفيان البزوفري ، عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبداللّه بن بكير ، عن زرارة قال : قال أبو جعفر عليه السلام ـ وذكرنا حمران بن أعين ـ فقال : لا يرتدّ واللّه أبداً، ثمّ أطرق هنيئة ، ثمّ قال : [أجل] لا يرتدّ واللّه أبداً ۵ .
ومنهم المفضّل بن عمر : بهذا الإسناد ۶ عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن الحسين بن أحمد المنقري ، عن أسد بن أبي العلاء ، عن هشام بن أحمر قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلام وأنا اُريد أن أسأله عن المفضّل بن عمر وهو في مصنعه ۷ ، في يوم شديد الحرّ والعرق يسيل على صدره ، فابتدأني فقال : نعم واللّه الذي لا إله إلّا هو ، الرجل المفضّل بن عمر الجعفي ، نعم واللّه الذي لا إله إلّا هو ، الرجل المفضّل بن عمر الجعفي! حتّى أحصيت بضعاً وثلاثين مرّة ويكرّرها وقال : إنّما هو والد بعد والد ۸ .
وروي عن هشام بن أحمر قال : حملت إلى أبي إبراهيم عليه السلام إلى المدينة أموالاً ، فقال : ردّها وادفعها إلى المفضّل بن عمر ، فرددتها إلى جعفيّ فحططتها على باب المفضّل ۹ .
وروي عن موسى بن بكر قال : كنت في خدمة أبي الحسن عليه السلام فلم أكن أرى شيئاً يصل إليه إلّا من ناحية المفضّل ، وربّما رأيت الرجل يجيء بالشيء فلا يقبله منه ويقول : أوصله إلى المفضّل ۱۰ .
ومنهم المعلّى بن خنيس : وكان من قوّام أبي عبداللّه عليه السلام ، وإنّما قتله داوود بن عليّ بسببه ، وكان محموداً عنده ، ومضى على منهاجه وأمره مشهور ۱۱ .
فروي عن أبي بصير قال : فلمّا قتل داوود بن عليّ المعلّى بن خنيس وصلبه ، عظم ذلك على أبي عبداللّه عليه السلام واشتدّ عليه وقال : يا داوود ! على ما قتلت مولاي ومؤتمني ۱۲ في مالي وعلى عيالي ؟ واللّه إنّه لأوجه عند اللّه منك في حديث طويل ۱۳ .
وفي خبر آخر أنّه قال : أما واللّه لقد دخل الجنّة ۱۴ .
ومنهم نصر بن قابوس اللخمي : فروي أنّه كان وكيلاً لأبي عبداللّه عليه السلام عشرين سنة ، ولم يعلم أنّه وكيل ، وكان خيّراً فاضلاً ، وكان عبدالرحمن بن الحجّاج وكيلاً لأبي عبداللّه عليه السلام ، ومات في عصر الرضا عليه السلام على ولايته ۱۵ .
ومنهم عبداللّه بن جندب البجلي : وكان وكيلاً لأبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليهماالسلام ، وكان عابداً رفيع المنزلة لديهما على ما روي في الأخبار ۱۶
.
ومنهم ـ على ما رواه ـ أبوطالب القمّي قال : دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام في آخر عمره فسمعته يقول : جزى اللّه صفوان بن يحيى ومحمّد بن سنان وزكريّا بن آدم وسعد بن سعد عنّي خيراً فقد وفوا لي ، وكان زكريّا بن آدم ممّن تولّاهم . وخرج فيه عن أبي جعفر عليه السلام : ذكرت ما جرى من قضاء اللّه في الرجل المتوفّى رحمه اللّه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّاً ، فقد عاش أيّام حياته عارفاً بالحقّ قائلاً به ، صابراً محتسباً للحقّ قائماً بما يجب للّه ولرسوله صلى الله عليه و آله وسلم [عليه] ، ومضى رحمه اللّه غير ناكث ولا مبدّل ، فجزاه اللّه أجر نيّته وأعطاه جزاء سعيه ۱۷ .
وأمّا محمّد بن سنان ، فإنّه روي عن عليّ بن الحسين بن داوود قال : سمعت أباجعفر الثاني عليه السلام يذكر محمّد بن سنان بخير ويقول : رضي اللّه عنه برضائي عنه ، فما خالف ولا خالفت أبي قطّ ۱۸ .
ومنهم عبدالعزيز بن المهتدي القمّي الأشعري : خرج فيه عن أبي جعفر عليه السلام : قبضت والحمد للّه ، وقد عرفت الوجوه التي صارت إليك منها ، غفر اللّه لك ولهم [الذنوب] ، ورحمنا وإيّاكم . وخرج فيه : غفر اللّه لك ذنبك ورحمنا وإيّاك ورضي عنك برضائي عنك ۱۹ .
ومنهم عليّ بن مهزيار الأهوازي وكان محموداً : أخبرني جماعة ، عن التلعكبري ، عن أحمد بن عليّ الرازي ، عن الحسين بن عليّ ، عن أبي الحسن البلخي ، عن أحمد بن بندار الإسكافي ، عن العلاء المذاري ۲۰ ، عن الحسن بن شمّون قال : قرأت هذه الرسالة على عليّ بن مهزيار عن أبي جعفر الثاني عليه السلام [بخطّه]:
بسم اللّه الرحمن الرحيم ، يا عليّ ! أحسن اللّه جزاك ، وأسكنك جنّته ، ومنعك من الخزي في الدنيا وفي الآخرة ، وحشرك اللّه معنا . يا عليّ ! قد بلوتك وخبّرتك بالنصيحة والطاعة والخدمة والتوقير والقيام بما يجب عليك ، فلو قلت: إنّي لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقاً ، فجزاك اللّه جنّات الفردوس نزلاً ، فما خفي عَلَيّ مقامك ولا خدمتك في الحرّ والبرد والليل والنّهار ، فأسأل اللّه إذا جمع الخلائق للقيامة أن يحبوك برحمته تغتبط بها إنّه سميع الدعاء ۲۱ .
ومنهم أيّوب بن نوح بن درّاج : ذكر عمرو بن سعيد المدائني ـ وكان فطحياً ـ قال : كنت عند أبي الحسن العسكري عليه السلام بصريا إذ دخل أيّوب بن نوح ووقف قدّامه ، فأمره بشيء ثمّ انصرف ، والتفت إليّ أبوالحسن عليه السلام وقال : [يا] عمرو ! إن أحببت أن تنظر إلى رجل من أهل الجنّة فانظر إلى هذا ۲۲ .
ومنهم عليّ بن جعفر الهماني : وكان فاضلاً مرضيّاً من وكلاء أبي الحسن وأبي محمّد عليهماالسلام . ۲۳
روى أحمد بن عليّ الرازي ، عن علي بن مخلد الأيادي قال : حدّثني أبو جعفر العمري رضى الله عنه : (قال الشيخ في رجاله) ۲۴ [حجّ] أبو طاهر بن بلال فنظر إلى عليّ بن جعفر وهو ينفق النفقات العظيمة ، فلمّا انصرف كتب بذلك إلى أبيمحمّد عليه السلام فوقّع في رقعته :
قد كنّا أمرنا له بمئة ألف دينار ، ثمّ أمرنا له بمثلها فأبى قبولها إبقاءً علينا ، ما للنّاس والدخول في أمرنا في ما لم ندخلهم فيه .
قال : ودخل على أبي الحسن العسكري عليه السلام فأمر له بثلاثين ألف دينار ۲۵ .
منهم أبو عليّ بن راشد : أخبرنا ۲۶ ابن أبي جيّد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى قال : كتب أبوالحسن العسكري عليه السلام إلى الموالي ببغداد والمدائن والسواد وما يليها : قد أقمت أبا عليّ بن راشد مقام عليّ بن الحسين بن عبدربّه ومن قبله من وكلائي ، وقد أوجبت في طاعته طاعتي ، وفي عصيانه الخروج إلى عصياني ۲۷ .
وروى محمّد بن يعقوب رفعه إلى محمّد بن الفرج قال : كتبت إليه أسأله ، عن أبي عليّ بن راشد ، وعن عيسى بن جعفر [بن عاصم] وعن ابن بند ، فكتب إليّ : ذكرت ابن راشد رحمه الله رحمه اللّه ، فإنّه عاش سعيداً ومات شهيداً ، ودعا لابن بند والعاصمي ، وابن بند ضرب بالعمود وقُتل ، وابن عاصم ضرب بالسياط على الحبس ۲۸
ثلاثمئة سوط ورمي به في الدجلة ؛ فهؤلاء جماعة المحمودين ، وتركنا ذكر استقصائهم لأنّهم معروفون مذكورون في الكتب ۲۹ .
وأمّا المذمومون منهم فجماعة :
فروى عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه قال : كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام إذ دخل صالح بن محمّد بن سهل الهمداني وكان يتولّى له ، فقال له : جعلت فداك ! اجعلني من عشرة آلاف درهم في حلّ فإنّي أنفقتها . فقال له أبو جعفر عليه السلام : أنت في حلّ ، فلمّا خرج صالح من عنده قال أبو جعفر عليه السلام : أحدهم يثب على مال ۳۰ آل محمّد وفقرائهم ومساكينهم وأبناء سبيلهم فيأخذه ثمّ يقول: اجعلني في حلّ ، أتراه ظنّ [بي] أنّي أقول له لا أفعل ، واللّه ليسألنّهم اللّه يوم القيامة عن ذلك سؤالاً حثيثاً ۳۱ .
ومنهم عليّ بن أبي حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي وعثمان بن عيسى الرواسي : كلّهم كانوا وكلاء أبي الحسن موسى عليه السلام ، وكان عندهم أموال جزيلة ، فلمّا مضى أبوالحسن موسى عليه السلام وقفوا طمعاً في الأموال ، ودفعوا إمامة الرضا عليه السلام وجحدوه ، وقد ذكرنا ذلك في ما مضى فلا نطوّل بإعادته ۳۲ .
ومنهم فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني : على ما رواه عبداللّه بن جعفر الحميري قال : كتب أبوالحسن العسكري عليه السلام إلى عليّ بن عمرو القزويني بخطّه : [اعتقد] فيما تدين اللّه به أنّ الباطن عندي حسب ما أظهرت لك فيمن استنبأت ۳۳ عنه ، وهو فارس لعنه اللّه ، وإنّه ليس يسعك إلّا الاجتهاد في لعنه وقصده ومعاداته والمبالغة في ذلك بأكثر ما تجد السبيل إليه.
ما كنت آمر أن يدان ۳۴ اللّه بأمر غير صحيح ؛ فجدّ وشدّ في لعنه وهتكه وقطع أسبابه ، وصدّ أصحابنا عنه ، وإبطال أمره وأبلغهم ذلك منّي ، واحكه لهم عنّي ، وإنّي سائلكم بين يدي اللّه عن هذا الأمر المؤكّد ، فويل للعاصي والجاحد ، وكتبت بخطّي ليلة الثلاثاء لتسع ليال من شهر ربيع الأوّل سنة خمسين ومئتين ، وأنا أتوكّل على اللّه وأحمده كثيراً ۳۵ .
ومنهم أحمد بن هلال العبرتائي : روى محمّد بن يعقوب قال : خرج إلى ۳۶ العمري في توقيع طويل اختصرناه : ونحن نبرأ [إلى اللّه تعالى] من ابن هلال لا رحمه اللّه ، وممّن لا يبرأ منه ، فأعلِم الإسحاقيَ وأهلَ بلده ممّا أعلمناك من حال هذا الفاجر ، وجميع من كان سألك ۳۷ وسيسألك عنه ۳۸ .
ومنهم أبو طاهر محمّد بن عليّ بن بلال وغيرهم ممّا لا نطوّل بذكرهم ، لأنّ ذلك مشهور موجود بالكتب ۳۹ .

1.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۵ الرقم ۲۹۴ .

2.في الغيبة للطوسي : «ويقرعوني» بدل «ويضرّوني» .

3.سورة سبأ : الآية ۱۸ .

4.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۵ الرقم ۲۹۵ .

5.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۶ الرقم ۲۹۶ .

6.أي : الإسناد الذي تقدّم آنفا في حمران بن أعين .

7.في الغيبة للطوسي : «في ضيعة له» .

8.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۶ الرقم ۲۹۷ .

9.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۷ الرقم ۲۹۸ .

10.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۷ الرقم ۲۹۹ .

11.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۷ ذيل الرقم ۲۹۹ .

12.في الغيبة للطوسي : «وقيّمي» .

13.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۷ الرقم ۳۰۰ والتلخيص من الشيخ لا المؤلّف .

14.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۷ الرقم ۳۰۱ .

15.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۷ الرقم ۳۰۲ .

16.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۷ ذيل الرقم ۳۰۲ .

17.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۸ الرقم ۳۰۳ .

18.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۸ الرقم ۳۰۴ .

19.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۹ الرقم ۳۰۵ .

20.في الغيبة للطوسي : «النداري».

21.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۹ الرقم ۳۰۶ .

22.الغيبة للطوسي : ص ۳۴۹ الرقم ۳۰۷ .

23.الغيبة للطوسي : ص ۳۵۰ ذيل الرقم ۳۰۷ .

24.ما بين القوسين لايوجد في عبارة الشيخ في الغيبة.

25.الغيبة للطوسي : ص ۳۵۰ الرقم ۳۰۸ .

26.في الغيبة للطوسي : «أخبرني» .

27.الغيبة للطوسي : ص ۳۵۰ الرقم ۳۰۹ .

28.في الغيبة للطوسي : «الجسر» بدل «الحبس» .

29.الغيبة للطوسي : ص ۳۵۱ الرقم ۳۱۰ .

30.في الغيبة للطوسي : «يثب على أموال حقّ».

31.الغيبة للطوسي : ص ۳۵۱ الرقم ۳۱۱ .

32.الغيبة للطوسي : ص ۳۵۲ ذيل الرقم ۳۱۱ .

33.في الأصل : «استنبت» .

34.في الأصل : «يدين» .

35.الغيبة للطوسي : ص ۳۵۲ الرقم ۳۱۲ .

36.في الأصل : «في» .

37.في الأصل : «يسألك» .

38.الغيبة للطوسي : ص ۳۵۳ الرقم ۳۱۳ .

39.الغيبة للطوسي : ص ۳۵۳ ذيل الرقم ۳۱۳ .

  • نام منبع :
    زبدة الأقوال في خلاصةِ الرّجال
    المساعدون :
    الصحفي، السيد مجتبي؛ الصدرايي الخويي، علي؛ جديدي نجاد، محمد رضا
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 98358
الصفحه من 544
طباعه  ارسل الي