الفائدة السادسة:
ذكر المذمومين الذين ادّعوا البابيّة ـ لعنهم اللّه ـ :
أوّلهم : الشريعي : أخبرنا جماعة ، عن أبي محمّد التلعكبري ، عن أبي عليّ بن همام قال : كان الشريعي يكنّى أبامحمّد ، الظاهر اسمه الحسن ، وكان من أصحاب أبي الحسن عليّ بن محمّد بن [ثمّ] الحسن بن عليّ عليه السلام [بعده] ، وهو أوّل من ادّعى هذا المقام ولم يجعله اللّه فيه ، ولم يكن له أهلاً ، وكذب على اللّه وعلى حججه عليهم السلام ، ونسب إليهم ما لا يليق بهم وما هم منه براء ، فلعنتْه الشيعة وتبرّأت منه ، وخرج توقيع الإمام عليه السلام بلعنه والبراءة منه . قال هارون : ثمّ ظهر القول منه بالكفر والإلحاد . قال : وكلّ هؤلاء المدّعين إنّما يكون كذبهم على الإمام وأنّهم وكلاؤ[ه] فيدعون الصفقة ۱ بهذا القول إلى مولائهم ۲ ثمّ يترقّي الأمر بهم إلى قول الحلّاجية كما اشتهر من [أبي جعفر] الشلمغاني ونظرائه ـ عليهم جميعاً لعائن اللّه ـ ۳ .
ومنهم محمّد بن نصير النميري : قال ابن نوح : أخبرنا أبو نصر هبه اللّه بن محمّد قال : كان محمّد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمّد الحسن بن عليّ عليه السلام ، فلمّا توفّي أبو محمّد عليه السلام ادّعى مقام أبي جعفر محمّد بن عثمان أنّه صاحب إمام الزمان عليه السلام ، وادّعى له البابيّة ، وفضحه اللّه تعالى بما ظهر منه ۴ من الإلحاد والجهل ۵ وادّعاء ۶ ذلك الأمر بعد الشريعي ۷
. وقد تقدّم في الأسماء ما فيه كفاية .
ومنهم أحمد بن هلال الكرخي : قال أبو عليّ محمّد بن همام : كان أحمد بن هلال من أصحاب أبي محمّد عليه السلام ، فاجتمعت الشيعة على وكالة أبي جعفر محمّد بن عثمان رضى الله عنه بنصّ الحسن عليه السلام في حياته عليه السلام ، فلمّا مضى الحسن عليه السلام قالت الشيعة الجماعة له : ألا تقبل أمر أبي جعفر محمّد بن عثمان وترجع إليه وقد نصّ عليه الإمام المفترض الطاعة ؟
فقال لهم : لم أسمعه بنصّ ۸ عليه بالوكالة وليس اُنكر أباه يعني عثمان بن سعيد ، فأمّا إن أقطع أنّ أباجعفر وكيل صاحب الزمان فلا أجسر عليه . فقالوا له : قد سمعه غيرك . فقال : أنتم وما سمعتم . ووقف على أبي جعفر ، فلعنوه وتبرّؤوا منه ، ثمّ ظهر التوقيع على يد أبي القاسم بن روح بلعنه والبراءة منه في جملة من لعن ۹ .
ومنهم أبو طاهر محمّد بن عليّ بن بلال : وقصّته معروفة في ما جرى بينه وبين أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري ـ نضّر اللّه وجهه ـ وتمسّكه بالأموال التي كانت عنده للإمام ، وامتناعه من تسليمها ، وادّعائه أنّه الوكيل حتّى تبرّأت الجماعة منه ولعنوه وخرج فيه من صاحب الزمان عليه السلام ما هو معروف ۱۰ .
ومنهم الحسين بن منصور الحلّاج : وقد ذكر له الشيخ أقاصيص ۱۱ .
ومنهم ابن أبي العزاقر : وهو محمّد بن عليّ الشلمغاني ، وهو من كبار المدّعين ، وقد ذُمّ ولعن ، وذكر الشيخ له أقاصيص ۱۲ ، قتل اللعين سنة ثلاث وعشرين وثلاثمئة ، واستراحت الشيعة منه ۱۳ .
ومنهم أبو دلف المجنون محمّد بن مظفّر الكاتب : وكان ادّعى لأبي بكر البغدادي محمّد بن أحمد بن عثمان ابن أخي الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان البابيّة . روى الشيخ الطوسي ، عن المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أبي الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال : سمعت أباالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه يقول : أمّا أبو دلف الكاتب ـ لاحاطه اللّه ـ فكنّا نعرفه ملحد ، ثمّ أظهر الغلوّ ، ثمّ جنّ وسلسل ، ثمّ صار مفوّضاً ۱۴ ، وما عرفناه قطّ إذا حضر في مشهد إلّا استخفّ به ، ولا عرفته الشيعة إلّا مدّة يسيرة ، والجماعة تتبرّأ منه وممّن يؤمي به [وينمّس به] ، وقد كنّا وجّهنا إلى أبي بكر البغدادي ، فلمّا ادّعى له هذا ما ادّعاه ، فأنكر ذلك وحلف عليه فقبلنا ذلك منه ، لمّا دخل بغداد مال إليه وعدل عن الطائفة وأوصى إليه ، لم نشكّ أنّه على مذهبه ، فلعنّاه وبرئنا منه ، لأنّ عندنا أنّ كلّ من ادّعى هذا الأمر بعد السمري فهو كافر متنمّس ۱۵ ضالّ مضلّ ، وباللّه التوفيق ۱۶ .
ثمّ قال الشيخ رحمه الله : وأمر أبي بكر البغدادي في قلّة العلم والمروّة أشهر ، وجنون أبي دلف أكثر من أن يحصى لا نشغل كتابنا بذلك ۱۷ .
1.في الغيبة للطوسي : «الضعفة» .
2.في الغيبة للطوسي : «إلى موالاتهم» .
3.الغيبة للطوسي : ص ۳۹۷ الرقم ۳۶۸ .
4.في الأصل : «له» بدل «منه» .
5.في الغيبة للطوسي زيادة : «و لعن أبي جعفر محمّد بن عثمان له و تبريه منه و احتجابه عنه» .
6.في الغيبة للطوسي : «وادّعى» .
7.الغيبة للطوسي : ص ۳۹۸ الرقم ۳۶۹ .
8.في الغيبة للطوسي : «ينص» .
9.الغيبة للطوسي : ص ۳۹۹ الرقم ۳۷۴ .
10.الغيبة للطوسي : ص ۴۰۰ ذيل الرقم ۳۷۴ .
11.اُنظر الغيبة للطوسي : ص ۴۰۱ الرقم ۳۷۶ و ص ۴۰۲ الرقم ۳۷۷ .
12.اُنظر الغيبة للطوسي : ص ۴۰۳ ـ ۴۱۲ الرقم ۳۷۸ ـ ۳۸۴ .
13.الغيبة للطوسي : ص ۴۱۲ .
14.في الغيبة للطوسي : «مفوصا» .
15.في الغيبة للطوسي : «منمّس» .
16.الغيبة للطوسي : ص ۴۱۲ الرقم ۳۸۵ .
17.الغيبة للطوسي : ص ۴۱۳ ذيل الرقم ۳۸۷ .