الفائدة السابعة :
قال الشيخ رحمه الله : وقد كان زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل ، ۱ منهم :
أبوالحسين محمّد بن جعفر الأسدي : أخبرنا أبوالحسين بن أبي جيّد القمّي ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن صالح بن أبي صالح قال : سألني بعض الناس في سنة تسعين ومئتين قبض شيء ، فامتنعت من ذلك وكتبت أستطلع الرأي ، فأتاني الجواب : بالري محمّد بن جعفر العربي فليدفع إليه ، فإنّه من ثقاتنا ۲ .
وروى محمّد بن يعقوب عن عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن شاذان النيشابوري قال : اجتمع عندي خمسمئة درهم تنقص عشرون درهماً ، فلم اُحبّ أن ينقص هذا المقدار ، فوزنت من عندي عشرين درهماً ودفعتها إلى الأسدي ولم أكتب بخبر نقصانها وأنّي أتممتها من مالي ، فورد الجواب : قد وصلت الخمسمئة التي لك فيها عشرون .
ومات ۳ الأسدي على ظاهر العدالة لم يتغيّر ولم يطعن عليه في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشر وثلاثمئة ۴
.
ومنهم أحمد بن إسحاق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم : روى أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد عن محمّد بن عيسى ۵ ، عن أبي محمّد الرازي قال : كنت وأحمد بن أبي عبداللّه بالعسكر فورد علينا رسول من قبل الرجل فقال: أحمد بن إسحاق الأشعري وإبراهيم بن محمّد الهمداني وأحمد بن حمزة بن اليسع ثقات ۶ ، انتهى .
وفي الكشّي عن محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي محمّد الرازي قال : كنت أنا وأحمد بن أبي عبداللّه البرقي بالعسكر فورد علينا رسول من الرجل فقال لنا : الغائب العليل ثقة ، وأيّوب بن نوح وإبراهيم بن محمّد الهمداني وأحمد بن حمزة وأحمد بن إسحاق ثقات جميعاً ۷ .
محمّد بن عليّ بن القاسم قال : حدّثني أحمد بن الحسين القمّي الآبي أبو عليّ قال : كتب محمّد بن أحمد بن الصلت القمّي إلى الدار كتاباً ذكر فيه قصّة أحمد بن إسحاق [القمّي ]وصحبته وأنّه يريد الحجّ واحتاج إلى ألف دينار ، فإن رأى سيّدي أن يأمره بإقراضه له إيّاه ۸ ويسترجع منه في البلد إذا انصرفنا فأفعل ۹ ؟ فوقّع عليه السلام : هي منّا له صلة ۱۰ فإذا رجع فله عندنا سواها . وكان أحمد لضعفه لا يطمع نفسه [في] أن يبلغ الكوفة ، وفي هذه من الدلالة ۱۱ .
جعفر بن معروف الكشّي قال : كتب أبو عبداللّه البلخي إليّ يذكر عن الحسين بن روح أنّ أحمد بن إسحاق كتب إليه يستأذنه [في الحجّ] ، فأذن له ، وبعث إليه بثوب ، فقال أحمد بن إسحاق : نعى إليّ نفسي ، فانصرف من الحجّ ، مات بحولان ۱۲۱۳ .
أحمد بن إسحاق القمّي ، عاش بعد وفاة أبي محمّد عليه السلام وانتشر هذا الخبر ۱۴ ليكون أصحّ لصلاحه وما ختم له به ۱۵ .
قال السيّد السند المحقّق ابن طاووس في ربيع الشيعة : وقد حصلت الغيبتان لصاحب الأمر على حسب ما تضمّنته الأخبار عن آبائه وأجداده عليهم السلام :
أمّا غيبته الصغرى : فهي التي كانت سفراؤه موجودين وأبوابه معروفين لا تختلف الإمامية القائلون بإمامة الحسن بن عليّ عليه السلام فيهم ، فمنهم أبو هاشم داوود بن القاسم الجعفري ، ومحمّد بن عليّ بن بلال ، وأبو عمرو عثمان بن سعيد السمّان وابنه أبو جعفر محمّد بن عثمان ـ رضي اللّه عنهما ، وعمر ۱۶ الأهوازي ، وأحمد بن إسحاق ، وأبو محمّد الوجناي ، وإبراهيم بن مهزيار ، ومحمّد بن إبراهيم ، وجماعة اُخر ، وكانت مدّة هذه الغيبة أربعاً وسبعين سنة ، وكان أبو عمرو عثمان بن سعيد ـ قدّس اللّه روحه ـ باباً لأبيه وجدّه عليهماالسلام من قبل ، والثقة لهما ، ثمّ تولّى البابيّة ۱۷ من قبله ، وظهرت المعجزات على يده ، ولمّا مضى لسبيله قام ابنه أبو جعفر [محمد] مقامه بنصّه عليه ، ومضى على منهاج أبيه رضى الله عنهفي آخر جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ۱۸ وثلاثمئة ، وأقام مقامه أبوالحسين بن روح من بنينوبخت بنصّ أبي جعفر محمّد بن عثمان عليه ، وأقامته مقام نفسه ، ومات رضى الله عنه في شعبان سنة ستّ وعشرين وثلاثمئة ، وقام مقام أبوالحسين عليّ بن محمّد السمري بنصّ أبي القاسم عليه ، وتوفّي في النصف من شعبان سنة ثمان وعشرين وثلاثمئة ۱۹ ، ثمّ حصلت الغيبة الطولى .
وقال فيه أيضاً : قال الشيخ أبو جعفر ـ قدّس اللّه روحه ـ : حدّثنا محمّد بن محمّد الخزاعي ، عن أبي عليّ الأسدي ، عن أبيه ۲۰ محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي ، أنّه ذكر عدد من انتهى إليه ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام ورآه من الوكلاء ببغداد : العمري ، وابنه ، وحاجز ، والبلالي ، والعطّار . ومن الكوفة : العاصمي . ومن الأهواز : محمّد بن إبراهيم بن مهزيار . ومن أهل قم : أحمد بن إسحاق . ومن أهل همدان : محمّد بن صالح . ومن أهل الري : الشيباني ۲۱ والأسدي ـ يعني نفسه ـ . ومن أهل آذربيجان : القاسم بن العلاء . ومن نيشابور : محمّد بن شاذان ۲۲ .
ومن غير الوكلاء جمع كثير تركناهم لعدم الغرض به في هذا المقام .
والجملة في هذين القولين تصريح بأنّ له عليه السلام وكلاء غير الأبواب الأربعة ، وكان تخصيص هؤلاء الأربعة إمّا لأنّ غيرهم كانوا يرجعون إليهم ولا يؤمرون ولا يأمرون إلّا بواسطتهم ولأنّهم كانوا وكلاء عموماً وغيرهم في جزيات ؛ فليتدبّر .
1.الغيبة للطوسي : ص ۴۱۵ ذيل الرقم ۳۹۰ .
2.الغيبة للطوسي : ص ۴۱۵ الرقم ۳۹۱ .
3.في الأصل : «إنّ» بدل «مات» .
4.الغيبة للطوسي : ص ۴۱۶ الرقم ۳۹۴ .
5.في الغيبة للطوسي : «أحمد بن محمّد بن عيسى» بدل «محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى» .
6.الغيبة للطوسي : ص ۴۱۷ الرقم ۳۹۵ .
7.اختيار معرفة الرجال : ص ۵۵۷ الرقم ۱۰۵۳ .
8.في رجال الكشّي : «أن يأمر بإقراضه إيّاه» .
9.في الأصل : «فعل» بدل «فأفعل» .
10.في رجال الكشّي : «هي له منّا صلة» .
11.اختيار معرفة الرجال : ص ۵۵۶ الرقم ۱۰۵۱ .
12.في اختيار معرفة الرجال : «بحلوان» .
13.اختيار معرفة الرجال : ص ۵۵۷ الرقم ۱۰۵۲ .
14.في رجال الكشّي : «وأتيت بهذا الخبر» بدل «وانتشر هذا الخبر» .
15.رجال الكشّي : ص ۵۵۷ ذيل الرقم ۱۰۵۲ .
16.في مدينة المعاجز : «العمرو» .
17.في نسخة مدينة المعاجز : «الباقية» .
18.في مدينة المعاجز : «خمس» .
19.مدينة المعاجز : ج ۸ ص ۷ الرقم ۲۶۵۸ .
20.في كمال الدين وتمام النعمة زيادة «عن» بعد «أبيه» .
21.في كمال الدين و تمام النعمة : «البسّامي» .
22.كمال الدين و تمام النعمة : ص ۴۴۲ ح ۱۶ .