107
مكاتيب الأئمّة ج7

وقد عوّدتني ـ أدام اللّه عزّك ـ من تفضّلك ما أنت أهل أن تجريني على العادة ، وقبِلك ـ أعزّك اللّه ـ فقهاء ، أنا محتاج إلى أشياء تسأل لي عنها .
فروي لنا عن العالم عليه السلام أنّه سُئل عن إمام قومٍ صلّى بهم بعض صلاتهم وحدثت عليه حادثة ، كيف يعمل من خلفه ؟ فقال : يُؤَخَّرُ وَيُقَدَّمُ بَعضُهُم ، وَيُتِمُّ صَلَاتَهُم ، وَيَغتَسِلُ مَن مَسَّهُ . التوقيع :
ليس على من نحّاه إِلَا غَسلُ اليَدِ ، وَإِذَا لَم تَحدثُ حَادِثَةُ تَقطَعُ الصَّلَاةَ تَمَّمَ صَلَاتَهُ مَعَ القَومِ .
وروي عن العالم عليه السلام : إِنَّ مَن مَسَّ مَيِّتا بِحَرارَتِهِ غَسَلَ يَدَيهِ ، وَمَن مَسَّهُ وَقَد بَرَدَ فَعَلَيهِ الغُسلُ . وهذا الإمام في هذه الحالة لا يكون مسّه إلّا بحرارته ، والعمل من ذلك على ما هو ، ولعلّه ينحّيه بثيابه ولا يمسّه ، فكيف يجب عليه الغسل ؟ التوقيع :
إِذَا مَسَّهُ عَلَى هَذِهِ الحَالَةِ ، لَم يَكُن عَلَيهِ إِلَا غَسلُ يَدِهِ .
وعن صلاة جعفر : إذا سها في التسبيح في قيامٍ أو قعودٍ أو ركوعٍ أو سجودٍ ، وذكره في حالة أُخرى قد صار فيها من هذه الصلاة ، هل يعيد ما فاته من ذلك التسبيح في الحالة الّتي ذكرها ، أم يتجاوز في صلاته ؟ التوقيع :
إِذَا سَهَا فِي حَالَةٍ مِن ذَلِكَ ثُمَّ ذَكَرَ فِي حَالَةٍ أُخرَى ، قَضَى مَا فَاتَهُ فِي الحَالَةِ الَّتِي ذَكَرَ .
وعن المرأة يموت زوجها ، هل يجوز أن تخرج في جنازته أم لا ؟ التوقيع :
تَخرُجُ فِي جَنَازَتِهِ .
وهل يجوز لها وهي في عدّتها أن تزور قبر زوجها أم لا؟ التوقيع :
تَزُورُ قَبرَ زَوجِهَا ، وَلَا تَبِيتُ عَن بَيتِهَا .
وهل يجوز لها أن تخرج في قضاء حقٍّ يلزمها ، أم لا تبرح من بيتها وهي في عدّتها ؟ التوقيع :
إِذَا كَانَ حَقٌّ خَرَجَت وَقَضَتهُ ، وَإِذَا كَانَت لَهَا حَاجَةٌ لَم يَكُن لَهَا مَن يَنظُرُ فِيهَا


مكاتيب الأئمّة ج7
106

وقال ابن نوح : أوّل من حدّثنا بهذا التوقيع أبو الحسين محمّد بن عليّ بن تمام ، ( و ) ذكر أنّه كتبه من ظهر الدُرج الذي عند أبي الحسن بن داوود ، فلمّا قدم أبو الحسن بن داوود وقرأته عليه ، ذكر أنّ هذا الدُرج بعينه كتب به أهل قمّ إلى الشيخ أبي القاسم وفيه مسائل ، فأجابهم على ظهره بخطّ أحمد بن إبراهيم النوبختيّ ، وحصل الدُرج عند أبي الحسن بن داوود .
نسخة الدُرج ۱ : مسائل محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ :
بسم اللّه الرحمن الرحيم
أطال اللّه بقاءك ، وأدام عزّك وتأييدك وسعادتك وسلامتك ، وأتمّ نعمته ( عليك ) وزاد في إحسانه إليك ، وجميل مواهبه لديك ، وفضله عندك ، وجعلني من السوء فداك ، وقدّمني قبلك ، الناس يتنافسون في الدرجات ، فمن قبلتموه كان مقبولاً ، ومن دفعتموه كان وضيعاً ، والخامل من وضعتموه ، ونعوذ باللّه من ذلك .
وببلدنا أيّدك اللّه جماعة من الوجوه ، يتساوون ويتنافسون في المنزلة ، وورد أيّدك اللّه كتابك إلى جماعة منهم في أمر أمرتهم به من معاونة « ص » ۲ ، وأخرج عليّ بن محمّد بن الحسين بن مالك ( المعروف ) بادوكة وهو ختن ۳ « ص » رحمهم اللّه من بينهم ، فاغتمّ بذلك وسألني أيّدك اللّه أن أعلمك ما ناله من ذلك ، فإن كان من ذنبٍ استغفر اللّه منه ، وإن يكن غير ذلك عرّفته ما يسكن نفسه إليه إن شاء اللّه . التوقيع :
لَم نُكَاتِب إِلَا مَن كَاتَبَنَا .

1.دُرجٌ ، وهو كالسفط الصغير ، تضع فيه المرأة خِفَّ وطيبها ، وأصله شيءٌ يُدرج : أي يلفّ ( النهاية : ج ۲ ص۱۱۱ ) . وفي البحار : أي نسخة الكتاب المدرج المطوى كتبه أهل قمّ وسألوا عن بيان صحّته ، فكتب عليه السلام : « إنّ جميعه صحيح » .

2.قال في البحار : عبّر عن المعان برمز « ص » للمصلحة، وحاصل جوابه عليه السلام : إنّ هؤلاء كاتبوني وسألونيفأجبتهم، وهو لم يكاتبني من بينهم، فلذا لم أدخله فيهم ، وليس ذلك من تقصير وذنب .

3.خَتنُ الرجل : أي زوّج ابنته ( النهاية : ج ۲ ص ۱۰ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 57413
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي