109
مكاتيب الأئمّة ج7

مالك المقدّم ذكره بما يسكن إليه ، ويعتدّ بنعمة اللّه عنده ، وتفضّل عليَّ بدعاء جامع لي ولإخواني للدنيا والآخرة ، فعلت مثابا إن شاء اللّه تعالى . التوقيع :
جَمَعَ اللّهُ لَكَ وَلِاءخوَانِكَ خَيرَ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ .
أطال اللّه بقاءك ، وأدام عزّك وتأييدك ، وكرامتك وسعادتك وسلامتك ، وأتمّ نعمته عليك ، وزاد في إحسانه إليك ، وجميل مواهبه لديك ، وفضله عندك ، وجعلني من كلّ سوء ومكروه فداك ، وقدّمني قبلك ، الحمد للّه ربّ العالمين ، وصلّى اللّه على محمّد وآله أجمعين . ۱

72

كتابه عليه السلام إلى محمّد بن عبد اللّه الحِميَريّ

۰.وفي كتابٍ آخر لمحمّد بن عبد اللّه الحميريّ إلى صاحب الزمان عليه السلام ، من جواب مسائله الّتي سأله عنها في سنة سبع وثلاثمئة .
سأل عن المُحرِم : يجوز أن يشدّ المئزر من خلفه على عقبه بالطول ، ويرفع طرفيه إلى حقويه۲ويجمعهما في خاصرته ويعقدهما ، ويخرج الطرفين الآخرين من بين رجليه ويرفعهما إلى خاصرته ، ويشدّ طرفيه إلى وركيه ، فيكون مثل السراويل يستر ما هناك ، فإنّ المئزر الأوّل كنّا نتّزر به إذا ركب الرجل جمله يكشف ما هناك ، وهذا ستر ؟ فأجاب عليه السلام :
جَازَ أَن يَتَّزِرَ الإِنسَانُ كَيفَ شَاءَ ، إِذَا لَم يُحدِث فِي المِئزَر حَدَثا بِمِقرَاضٍ وَلَا إِبرَةٍ

1.الغيبة للطوسي : ص ۳۷۳ ح ۳۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۵۰ ح ۱ وراجع : الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۶۳ ح۳۵۴ .

2.الحَقُو : موضع شدّ الإزار وهو الخاصرة ( المصباح المنير : ص ۱۴۵) .


مكاتيب الأئمّة ج7
108

خَرَجَت لَهَا حَتَّى تَقِضيَ ، وَلَا تَبِيتُ عَن مَنزِلِهَا .
وروي في ثواب القرآن في الفرائض وغيرها : أنّ العالم عليه السلام قال : عَجَباً لِمَن لَم يَقرَأ فِي صَلَاتِهِ : « إِنَّـآ أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » كَيفَ تُقبَلُ صَلَاتُهُ ؟
وروي : مَا زَكَت صَلاَةٌ لَم يُقرَأ فِيهَا بِـ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » .
وروي : إنَّ مَن قَرَأَ فِي فَرَائِضِهِ ( الهُمَزَة ) أُعطِيَ مِنَ الدُّنيَا ، فهل يجوز أن يقرأ ( الهُمَزَة ) ويدع هذه السور الّتي ذكرناها ، مع ما قد روي أنّه لا تُقبل صلاة ولا تزكو إلّا بهما ؟ التوقيع :
الثَّوَابُ فِي السُّورِ عَلَى مَا قَد رُوِيَ ، وَإِذَا تَرَكَ سُورَةً مِمَّا فِيهَا الثَّوَابُ وَقَرَأ : « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » و « إِنَّـآ أَنزَلْنَاه » لِفَضِلِهمَا ، أُعطِيَ ثَوَابَ مَا قَرَأَ وَثَوَابَ السُّورَةِ الَّتِي تَرَكَ ، وَيَجُوزُ أَن يَقرَأَ غَيرَ هَاتَينِ السُّورَتَينِ وَتَكُونُ صَلَاتُهُ تَامَّةٌ ، وَلَكِن يَكُونُ قَد تَرَكَ اليفَضلَ .
وعن وداع شهر رمضان متى يكون ؟ فقد اختلف فيه ( أصحابنا ) ، فبعضهم يقول : يقرأ في آخر ليلة منه ، وبعضهم يقول : هو في آخر يوم منه إذا رأى هلال شوال . التوقيع :
العَمَلُ فِي شَهرِ رَمَضَانَ فِي لَيَالِيهِ ، وَالوَدَاعُ يَقَعُ فِي آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ ، فَإِن خَافَ أَن يَنقُصَ جَعَلَهُ فِي لَيلَتَينِ .
وعن قول اللّه عز و جل : «إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ» أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله المعني به «ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى الْعَرْشِ مَكِينٍ » ، ما هذه القوّة ؟ « مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ » ، ما هذه الطاعة وأين هي ؟ فرأيك أدام اللّه عزّك بالتفضّل عليَّ بمسألة من تثق به من الفقهاء عن هذه المسائل ، وإجابتي عنها مُنعِما ، مع ما تشرحه لي من أمر [عليّ بن] ۱ محمّد بن الحسين بن

1.ما بين المعقوفين من الاحتجاج .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 57386
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي