13
مكاتيب الأئمّة ج7

مُتَشَابِهٍ ، وَلَا يَعرِفُ حَدَّ الصَّلَاةِ وَوَقتَهَا ، أَم بِوَرَعٍ ؟ فَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى تَركِهِ الصَّلَاةَ الفَرضَ أَربَعِينَ يَوماً ، يَزعُمُ ذَلِكَ لِطَلَبِ الشَّعوَذَةِ ۱ ، وَلَعَلَّ خَبَرَهُ قَد تَأَدَّى إِلَيكُم ، وَهَاتِيكَ ظُرُوفُ مُسكِرِهِ مَنصُوبَةٌ ، وَآثَارُ عِصيَانِهِ لِلَّهِ عز و جلمَشهُورَةٌ قَائِمَةٌ ، أَم بِآيَةٍ ؟ فَليَأتِ بِهَا ، أَم بِحُجَّةٍ ؟ فَليُقِمهَا ، أَم بِدَلَالَةٍ ؟ فَليَذكُرهَا .
قَالَ اللَّهُ عز و جل فِي كِتَابِهِ : «بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَـنِ الرَّحِيمِ * حـم * تَنزِيلُ الكِتَـبِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ * مَا خَلَقنَا السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا إِلَا بِالْحَقِّ وَ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَ الَّذِينَ كَفَرُواْ عَمَّا أُنذِرُوا مُعرِضُونَ * قُل أَرَءَيتُم مَّا تَدعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِى السَّمَـوَ تِ ائْتُونِي بِكِتَـبٍ مِّن قَبلِ هَـذَا أَو أَثَـرَةٍ مِن عِلمٍ إِن كُنتُم صَـدِقِينَ * وَ مَن أَضَلُّ مِمَّن يَدعُوا مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ القِيَـمَةِ وَ هُم عَن دُعَائِهِم غَـفِلُونَ * وَ إِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُم أَعدَاءً وَ كَانُوابِعِبَادَتِهِم كَـفِرِينَ»۲ .
فَالتَمِس ـ تَوَلَّي اللَّهُ تَوفِيقَكَ ـ مِن هَذَا الظَّالِمِ مَا ذَكَرتُ لَكَ ، وَامتَحِنهُ وَسَلهُ عَن آيَةٍ مِن كِتَابِ اللَّهِ يُفَسِّرهَا ، أَو صَلَاةِ فَرِيضَةٍ يُبَيِّن حُدُودَهَا وَمَا يَجِبُ فِيهَا ؛ لِتَعلَمَ حَالَهُ وَمِقدَارَهُ ، وَيَظهَرَ لَكَ عُوَارُهُ وَنُقصَانُهُ ، وَاللَّهُ حَسِيبُهُ .
حَفِظَ اللَّهُ الحَقَّ عَلَى أَهلِهِ ، وَأَقَرَّهُ فِي مُستَقَرِّهِ ، وَقَد أَبَى اللَّهُ عز و جل أَن تَكُونَ الإِمَامَةُ فِي أَخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلام ، وَإِذَا أَذِنَ اللَّهُ لَنَا فِي القَولِ ظَهَرَ الحَقُّ ، وَاضمَحَلَّ البَاطِلُ وَانحَسَرَ عَنكُم ، وَإِلَى اللَّهِ أَرغَبُ فِي الكِفَايَةِ ، وَجَمِيلِ الصُّنعِ وَالوَلَايَةِ ، وَحَسبُنَا اللّهُ وَنِعمَ الوَكِيلُ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ . ۳

1.الشَّعوَذَةُ : خِفَّةٌ في اليد وأخذٌ كالسحر ، يُرى الشيء بغير ما عليه أصله رأي العين ( القاموس المحيط : ج۱ ص۳۵۵ ) .

2.الأحقاف : ۱ ـ ۶ .

3.الغيبة للطوسي : ص ۲۸۷ ح ۲۴۶ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۳۸ ح ۳۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۹۳ ح ۲۱ .


مكاتيب الأئمّة ج7
12

وَجَعَلَ عَصَاهُ ثُعبَاناً مُبِيناً ، وَمِنهُم مَن أَحيَا المَوتَى بِإِذنِ اللَّهِ ، وَأَبرَأَ الأَكمَهَ ۱ وَالأَبرَصَ ۲ بِإِذنِ اللَّهِ ، وَمِنهُم مَن عَلَّمَهُ مَنطِقَ الطَّيرِ وَأُوتِيَ مِن كُلِّ شَيءٍ ، ثُمَّ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله رَحمَةً لِلعَالَمِينَ ، وَتَمَّمَ بِهِ نِعمَتَهُ ، وَخَتَمَ بِهِ أَنبِيَاءَهُ ، وَأَرسَلَهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً ، وَأَظهَرَ مِن صِدقِهِ مَا أَظهَرَ ، وَبَيَّنَ مِن آيَاتِهِ وَعَلَامَاتِهِ مَا بَيَّنَ ، ثُمَّ قَبَضَهُ صلى الله عليه و آله حَمِيداً فَقِيداً سَعِيداً .
وَجَعَلَ الأَمرَ ( مِن ) بَعدَهُ إِلَى أَخِيهِ وَابنِ عَمِّهِ وَوَصِيِّهِ وَوَارِثِهِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، ثُمَّ إِلَى الأَوصِيَاءِ مِن وُلدِهِ وَاحِداً وَاحِداً ، أَحيَا بِهِم دِينَهُ ، وَأَتَمَّ بِهِم نُورَهُ ، وَجَعَلَ بَينَهُم وَبَينَ إِخوَانِهِم وَبَنِي عَمِّهِم وَالأَدنَينَ فَالأَدنَينَ مِن ذَوِي أَر حَامِهِم ، فُرقَاناً بَيِّناً يُعرَفُ بِهِ الحُجَّةُ مِنَ المَحجُوجِ وَالإِمَامُ مِنَ المَأمُومِ؛ بِأَن عَصَمَهُم مِنَ الذُّنُوبِ ، وَبَرَّأَهُم مِنَ العُيُوبِ ، وَطَهَّرَهُم مِنَ الدَّنَسِ ، وَنَزَّهَهُم مِنَ اللَّبسِ ، وَجَعَلَهُم خُزَّانَ عِلمِهِ ، وَمُستَودَعَ حِكمَتِهِ ، وَمَوضِعَ سِرِّهِ ، وَأَيَّدَهُم بِالدَّلَائِلِ ، وَلَولَا ذَلِكَ لَكَانَ النَّاسُ عَلَى سَوَاءٍ ، وَلَادَّعَى أَمرَ اللَّهِ عز و جل كُلُّ أَحَدٍ ، وَلَمَا عُرِفَ الحَقُّ مِنَ البَاطِلِ ، وَلَا العَالِمُ مِنَ الجَاهِلِ .
وَقَدِ ادَّعَى هَذَا المُبطِلُ المُفتَرِي عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ بِمَا ادَّعَاهُ ، فَلَا أَدرِي بِأَيَّةِ حَالَةٍ هِيَ لَهُ رَجَاءَ أَن يُتِمَّ دَعوَاهُ ، أَ بِفِقهٍ فِي دِينِ اللَّهِ ؟ فَوَاللَّهِ مَا يَعرِفُ حَلَالاً مِن حَرَامٍ ، وَلَا يَفرُقُ بَينَ خَطَأٍ وَصَوَابٍ ، أَم بِعِلمٍ ؟ فَمَا يَعلَمُ حَقّاً مِن بَاطِلٍ ، وَلَا مُحكَماً مِن

1.كَمِهَ فهو أكمه : وهو العمى الذي يولد عليه الإنسان ، وربّما كان من مرض ( المصباح المنير : ص ۵۴۱ ) .

2.البَرَص : لون مختلط حُرَةً وبياضا ، ولا يَحصُل إلّا من فساد المزاج وخلل في الطبيعة ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۱۴۱ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 57398
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي