149
مكاتيب الأئمّة ج7

ورأيت عدّة ليالٍ قد نزل من الغُرفة وضوء السِّراج قائمٌ ، وكنت أفتحُ الباب وأخرجُ على أثر الضوء وأنا أراه ـ أعني الضوء ـ ولا أرى أحداً ، حتّى يدخل المسجد وأرى جماعةً من الرجال من بلدان شتّى يأتون باب هذه الدّار ، فبعضهم يدفعون إلى العجوز رقاعاً معهم ، ورأيت العجوز قد دفعت إليهم كذلك الرقاع ، فيكلّمونها وتكلّمهم ، ولا أفهم عنهم ، ورأيت منهم في منصرفنا جماعةً في طريقي إلى أن قدمت بغداد .
نسخة الدفتر الّذي خرج :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرسَلِينَ ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العَالَمِينَ ، المُنتَجَبِ فِي المِيثَاقِ ، المُصطَفَى فِي الظِّلالِ ، المُطَهَّرِ مِن كُلِّ آفَةٍ ، البَرِيءِ مِن كُلِّ عَيبٍ ، المُؤَمَّلِ لِلنَّجَاةِ ، المُرتَجَى لِلشَّفَاعَةِ ، المُفَوَّضِ إِلَيهِ دِينُ اللّهِ .
اللَّهُمَّ شَرِّف بُنيَانَهُ ، وَعَظِّم بُرهَانَهُ وَأَفلِج ۱ حُجَّتَهُ ، وَارفَع دَرَجَتَهُ ، وَأَضِئ نُورَهُ ، وَبَيِّض وَجهَهُ ، وَأَعطِهِ الفَضلَ وَالفَضِيلَةَ ، وَالدَّرَجَةَ وَالوَسِيلَةَ الرَّفِيعَةَ ، وَابعَثهُ مَقَاماً مَحمُوداً ، يَغبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ .
وَصَلِّ عَلَى أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَوَارِثِ المُرسَلِينَ ، وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ ۲ ، وَسَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ العَالَمِينَ .
وَصَلِّ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إِمَامِ المُؤمِنِينَ ، وَوَارِثِ المُرسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العَالَمِينَ .

1.وفي البحار : « أَفلِح » .

2.الغُرِّ المحجّلين : الغُرَّةُ بياض في الوجه ، يريد بياض وجوههم بنور الوضوء ( مجمع البحرين : ج ۲ ص۱۳۱۳ ) .


مكاتيب الأئمّة ج7
148

ونفقةٍ وجّه بها إليّ على يدي رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربيّة ، وهي ثلاثون ديناراً ، وأمرني أن أحجّ سنتي هذه ، فخرجت رغبةً منّي في أن أراه .
فوقع في قلبي أنّ الرجل الّذي كنت أراه يدخل ويخرج هو هو ، فأخذت عشرة دراهم صحاحاً ، فيها ستّة رضويّة من ضرب الرضا عليه السلام قد كنت خبأتها لألقيها في مقام إبراهيم عليه السلام ، وكنت نذرت ونويت ذلك ، فدفعتها إليها وقلت في نفسي : أدفعها إلى قومٍ من ولد فاطمة عليهاالسلام أفضل ممّا ألقيها في المقام ، وأعظم ثواباً ، فقلت لها : ادفعي هذه الدراهم إلى من يستحقّها من ولد فاطمة عليهاالسلام . وكان في نيّتي أنّ الّذي رأيته هو الرجل ، وإنّما تدفعها إليه .
فأخَذَت الدراهم وصَعَدت وبقيت ساعة ، ثمّ نزلت ، فقالت : يقول لك : ليس لنا فيها حقّ ، اجعلها في الموضع الّذي نويت ، ولكن هذه الرضويّة خذ منّا بدلها وألقها في الموضع الّذي نويت . ففعلت وقلت في نفسي : الّذي أُمرت به عن الرجل .
ثمّ كان معي نسخة توقيع خرج إلى القاسم بن العلاء بآذربيجان ، فقلت لها : تعرضين هذه النسخة على إنسان قد رأى توقيعات الغائب ، فقالت: ناولني فإنّي أعرفها . فأريتها النسخة وظننت أنّ المرأة تُحسن أن تقرأ ، فقالت : لا يمكنني أن أقرأ في هذا المكان ، فصَعِدت الغرفة ، ثمّ أنزلته ، فقالت : صحيح . وفي التوقيع :أُبَشِّرُكُم بِبُشرَى مَا بَشَّرتُهُ بِهِ [ إِيَّاهُ ] وَ غَيرَهُ .
ثمّ قالت : يقول لك : إذا صلّيت على نبيّك صلى الله عليه و آله كيف تصلّي ( عليه ) ؟ فقلت : أقول :
اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد ، وبارك على محمّد وآل محمّد ، كأفضل ما صلّيت وباركت وترحّمت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنّك حميد مجيدٌ . فقالت : لا ، إذا صلّيت عليهم فصلِّ عليهم كلّهم وسَمّهِم . فقلت : نَعَم .
فلمّا كانت من الغد نزلت ومعها دفترٌ صغير ، فقالت : يقول لك : إذا صلّيت على النّبيّ فصلِّ عليه وعلى أوصيائه علَى هذه النسخة . فأخذتُها وكنت أعملُ بها ،

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 57415
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي