15
مكاتيب الأئمّة ج7

وَفَّقَكُمَا اللَّهُ لِطَاعَتِهِ ، وَثَبَّتَكُمَا عَلَى دِينِهِ ، وَأَسعَدَكُمَا بِمَرضَاتِهِ ، انتَهَى إِلَينَا مَا ذَكَرتُمَا أَنَّ المِيثَمِيَّ أَخبَرَكُمَا عَنِ المُختَارِ وَمُنَاظَرَاتِهِ مَن لَقِيَ ، وَاحتِجَاجِهِ بِأَنَّهُ لَا خَلَفَ غَيرُ جَعفَرِ بنِ عَلِيٍّ وَتَصدِيقِهِ إِيَّاهُ ، وَفَهِمتُ جَمِيعَ مَا كَتَبتُمَا بِهِ مِمَّا قَالَ أَصحَابُكُمَا عَنهُ ، وَأَنَا أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ العَمَى بَعدَ الجِلَاءِ ، وَمِنَ الضَّلَالَةِ بَعدَ الهُدَى ، وَمِن مُوبِقَاتِ الأَعمَالِ وَمُردِيَاتِ الفِتَنِ ، فَإِنَّهُ عز و جل يَقُولُ : « الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا وَ هُم لَا يُفتَنُونَ »۱ .
كَيفَ يَتَسَاقَطُونَ فِي الفِتنَةِ وَيَتَرَدَّدُونَ فِي الحَيرَةِ ، وَيَأخُذُونَ يَمِيناً وَشِمَالاً ، فَارَقُوا دِينَهُم أَمِ ارتَابُوا ؟ أَم عَانَدُوا الحَقَّ ؟ أَم جَهِلُوا مَا جَاءَت بِهِ الرِّوَايَاتُ الصَّادِقَةُ وَالأَخبَارُ الصَّحِيحَةُ ؟ أَو عَلِمُوا ذَلِكَ فَتَنَاسَوا مَا يَعلَمُونَ .
إِنَّ الأَرضَ لَا تَخلُو مِن حُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً وَإِمَّا مَغمُوراً ، أَوَ لَم يَعلَمُوا انتِظَامَ أَئِمَّتِهِم بَعدَ نَبِيِّهِم صلى الله عليه و آله ، وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ إِلَى أَن أَفضَى الأَمرُ بِأَمرِ اللَّهِ عز و جل إِلَى المَاضِي ـ يَعنِي

1.العنكبوت : ۱ و ۲ .


مكاتيب الأئمّة ج7
14

3

كتابه عليه السلام إلى العمريّ وابنه

۰.رواه سعد بن عبد اللّه ، قال الشيخ أبو عبد اللّه جعفر رضى الله عنه۱: وجدته مثبتا عنه رحمه الله :

1.هو محمّد بن عثمان بن سعيد العمريّ ، يكنّى أبا جعفر وأبوه يكنّى أبا عمرو ، جميعا وكيلان من جهة مولانا صاحب الزمان ـ عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف ـ ولهما منزلة جليلة عند الطائفة ( رجال الطوسي : ص ۳۴۷ الرقم۶۳۵۱ ) ، وهو أحد القرّاء الأربعة في الغيبة الصغرى رضوان اللّه تعالى عليهم . ويتولّى أمر الوكالة نحو من خمسين سنة . ذكره العلّامة في القسم الأوّل قائلاً : « . . . وكان محمّد قد حفر لنفسه قبرا وسوّاه بالساج ، فسُئل عن ذلك فقال للنّاس أسباب ، ثمّ سُئل بعد ذلك فقال : قد أُمرت أن أجمع أمري . فمات بعد شهرين من ذلك في جمادى الأولى سنة خمس وثلاثمئة . وقيل سنة أربع وثلاثمئة ، وكان يتولّى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة . وقال عند موته : « أُمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح » ، وأوصى إليه . وأوصى أبو القاسم بن روح إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد السمريّ ، فلمّا حضرت السمريّ الوفاة سُئل أن يوصي ، فقال : للّه أمر هو بالغه . والغيبة الثانية هي الّتي وقعت بعد مضى السمريّ ( خلاصة الأقوال : ص ۱۴۹ الرقم ۵۷ ) . والروايات في منزلته وجلالته متظافرة ، منها ما رواه الكليني بسندٍ صحيح ؛ عن أحمد بن إسحاق أبي علي ، أنّه سأل أبا محمّد الحسن بن علي ، فقال : من أعامل أو عمّن آخذ ، وقول من أقبل ؟ فقال عليه السلام له : العمري ( عثمان بن سعيد ) وابنه ثقتان ، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان ( الكافي : ج ۱ ص ۳۳۰ ح ۱ نقله الشيخ في الغيبة زائدا عنه ، ص۲۱۹ ـ ۲۲۳ ) . روى الصدوق رحمه الله عن عبد اللّه بن جعفر الحميري أنّه قال : سألت محمّد بن عثمان العمري رضى الله عنه ، فقلت له : رأيت صاحب هذا الأمر عليه السلام ، فقال : نعم ، وآخر عهدي به عند بيت اللّه الحرام وهو يقول : اللّهمّ أنجز لي ما وعدتني . قال محمّد بن عثمان رضي اللّه عنه وأرضاه : ورأيته ـ صلوات اللّه عليه ـ متعلّقا بأستار الكعبة في المستجار ، وهو يقول : اللّهمّ انتقم لي من أعدائك ( كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۲ ص ۵۲۰ ح ۳۱۱۵ ) . قال الشيخ : قال أبو نصر هبة اللّه : كان لأبي جعفر كتب مصنّفة في الفقه ممّا سمعها من أبي الحسن ومن الصاحب عليهماالسلام ، ومن أبيه ، عن أبي محمّد وعلي بن محمّد عليهماالسلام ، فيها كتب ترجمتها « كتب الأشربة » ذكرت الكبيرة أُم كلثوم بنته أنّها وصلت إلى الحسين بن روح عند الوصية إليه وكانت في يده . قال أبو نصر : وأظنّها قالت : وصلت بعد ذلك إلى أبي الحسن السمري رضى الله عنه ( الغيبة للطوسي : ص ۲۱۱ ) . روى الشيخ بإسناده عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ ، قال : خرج التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري ـ قدّس اللّه روحه ـ في التعزية بأبيه ـ رضي اللّه تعالى عنه ـ ، وفي فصل من الكتاب : إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، تسليما لأمره ورضىً بقضائه ، عاش أبوك سعيدا ومات حميدا ، فرحمه اللّه وألحقه بأوليائه ومواليه عليهم السلام ، فلم يزل مجتهدا في أمرهم ساعيا فيما يقرّبه إلى اللّه عز و جل وإليهم ، نضّر اللّه وجهه وأقاله عثرته . وفي فصلٍ آخر : أجزل اللّه لك الثواب وأحسن لك العزاء ، ورزئت رزئنا ، وأوحشك فراقه وأوحشنا ، فسّره اللّه في منقلبه ، وكان من كمال سعادته أن رزقه اللّه تعالى ولدا مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحّم عليه ، وأقول : الحمد للّه ، فإنّ الأنفس طيّبة بمكانك وما جعله اللّه عز و جل فيك وعندك ، أعانك اللّه وقوّاك وعضدك ووفقك ، وكان لك وليّا وحافظا وراعيا وكافيا ( الغيبة للطوسي : ص ۳۶۱ في ذكر السفراء المحمودين في زمان الغيبة ) . وقبره في شارع باب الكوفة في الموضع الّذي كانت دوره ومنازله فيه . . . ( الغيبة للطوسي : ص ۲۲۲ ) . ومات سنة ۳۰۵ ( الكامل في التاريخ : ج ۸ ص ۱۰۹ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 57394
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي