105
كتابه عليه السلام إلى محمّد بن عليّ بن هلال الكرخيّ
۰.ممّا خرج عن صاحب الزمان ـ صلوات اللّه عليه ـ ردّا على الغلاة من التوقيع ، جواباً لكتابٍ كُتب إليه على يد محمّد بن عليّ بن هلال الكرخيّ۱:يَا مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ ، تَعَالَى اللَّهُ عز و جل عَمَّا يَصِفُونَ ، سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ ، لَيسَ نَحنُ شُرَكَاءَهُ فِي عِلمِهِ وَلَا فِي قُدرَتِهِ ، بَل لَا يَعلَمُ الغَيبَ غَيرُهُ ، كَمَا قَالَ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِ تَبَارَكَت أَسمَاؤُهُ : « قُل لَا يَعلَمُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ الغَيبَ إِلَا اللّهُ»۲ ، وَأَنَا وَجَمِيعُ آبَائِي مِنَ الأَوَّلِينَ : آدَمُ وَنُوحٌ وَإِبرَاهِيمُ وَمُوسَى ، وَغَيرُهُم مِنَ النَّبِيِّينَ ، وَمِنَ الآخِرِينَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَغَيرُهُمَا مِمَّن مَضَى مِنَ الأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ ، إِلَى مَبلَغِ أَيَّامِي وَمُنتَهَى عَصرِي ، عَبِيدُ اللَّهِ عز و جل ، يَقُولُ اللَّهُ عز و جل : « وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى * قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَنِي أَعمى وَقَد كُنتُ بَصِيراً * قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى»۳ .