209
مكاتيب الأئمّة ج7

اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مَعَ ذَلِكَ قَبلَهُ وَبَعدَهُ عِندَنَا جَمِيلَةٌ ، وَبِهِ نَثِقُ وَإِيَّاهُ نَستَعِينُ ، وَهُوَ حَسبُنَا فِي كُلِّ أُمُورِنَا وَنِعمَ الوَكِيل . ۱

107

كتابه عليه السلام في ابن هلال

۰.عليّ بن محمّد بن قتيبة ، قال : حدّثني أبو حامد أحمد بن إبراهيم المراغيّ۲، قال : ورد على القاسم بن العلاءنسخة ما خرج من لعن ابن هلال ، وكان ابتداء ذلك ، أن كتب عليه السلام إلى قوّامه بالعراق :احذَرُوا الصُّوفِيَ المُتَصَنِّعَ .
قال : وكان من شأن أحمد بن هلال أنّه قد كان حجّ أربعا وخمسين حجّة ، عشرون منها على قدميه . قال : وكان رواة أصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه ، وأنكروا ما ورد في مذمّته ، فحملوا القاسم بن العلاء على أن يراجع في أمره . فخرج إليه :
قَد كَانَ أَمرُنَا نَفَذَ إِلَيكَ فِي المُتَصَنِّعِ ابنِ هِلَالٍ لَا رَحِمَهُ اللَّهُ ، بِمَا قَد عَلِمتَ لَم يَزَل ، لَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَنبَهُ ، وَلَا أَقَالَهُ عَثرَتَهُ ، يُدَاخِلُ فِي أَمرِنَا بِلَا إِذنٍ مِنَّا وَلَا رِضًى ، يَستَبِدُّ بِرَأيِهِ ، فَيَتَحَامَى مِن دُيُونِنَا ، لَا يَمضِي مِن أَمرِنَا إِيَّاهُ إِلَا بِمَا يَهوَاهُ وَيُرِيدُ ، أَرَادَهُ ۳ اللَّهُ بِذَلِكَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، فَصَبَرنَا عَلَيهِ حَتَّى تَبَرَ ۴ اللَّهُ بِدَعوَتِنَا عُمُرَهُ .
وَكُنَّا قَد عَرَّفنَا خَبَرَهُ قَوماً مِن مَوَالِينَا فِي أَيَّامِهِ لَا رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَأَمَرنَاهُم بِإِلقَاءِ ذَلِكَ

1.الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۵۲ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۸۰ ح ۲ .

2.أبو حامد كنية لأحمد ، ذكر العلّامة الخبر في ترجمته ( خلاصة الأقوال : ص ۶۹ الرقم ۲۹ ) . وظاهره اعتماده عليه ، إمّا للزوم العمل برواية كلّ إمامي لم يرد فيه قدح ، أو من ورود هذا المدح فيه ، الظاهر أنّ الرواية لا تدلّ على المدح فيه ؛ لأنّ راوي الخبر ثقة .

3.وفي بحار الأنوار : « أرداه » بدل « أراده » والتصويب من البحار .

4.وفي بحار الأنوار : « بتر » بدل « تبر » والتصويب من البحار .


مكاتيب الأئمّة ج7
208

عداد أصحاب أبي محمّد عليه السلام ، ثمّ تغيّر عمّا كان عليه وأنكر نيابة أبي جعفر محمّد بن عثمان ، فخرج التوقيع بلعنه من قبل صاحب الأمروبالبراءة منه ، في جملة من لعن وتبرّأ منه .
وكذلك كان أبو طاهر محمّد بن عليّ بن بلال ، والحسين بن منصور الحلّاج ، ومحمّد بن عليّ الشلمغانيّالمعروف بابن أبي العزاقر ، لعنهم اللّه ، فخرج التوقيع بلعنهم والبراءة منهم جميعاً على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله ، ونسخته :عَرِّف أَطَالَ اللَّهُ بَقَاكَ وَعَرَّفَكَ الخَيرَ كُلَّهُ وَخَتَمَ بِهِ عَمَلَكَ ، مَن تَثِقُ بِدِينِهِ وَتَسكُنُ إِلَى نِيَّتِهِ مِن إِخوَانِنَا أَدَامَ اللَّهُ سَعَادَتَهُم ، بِأَنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ المَعرُوفَ بِالشَّلمَغَانِيِّ ، عَجَّلَ اللَّهُ لَهُ النَّقِمَةَ وَلَا أَمهَلَهُ ، قَدِ ارتَدَّ عَنِ الإِسلَامِ وَفَارَقَهُ ، وَأَلحَدَ فِي دِينِ اللَّهِ ، وَادَّعَى مَا كَفَرَ مَعَهُ بِالخَالِقِ جَلَّ وَتَعَالَى ، وَافتَرَى كَذِباً وَزُوراً ، وَقَالَ بُهتَاناً وَإِثماً عَظِيماً ، كَذَبَ العَادِلُونَ بِاللَّهِ وَضَلُّوا ضَلَالاً بَعِيداً ، وَخَسِرُوا خُسراناً مُبِيناً .
وَإِنَّا بَرِئنَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَإِلَى رَسُولِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ وَسَلَامُهُ وَرَحمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنهُ ، وَلَعَنَّاهُ عَلَيهِ لَعَائِنُ اللَّهِ تَترَى ، فِي الظَّاهِرِ مِنَّا وَالبَاطِنِ ، فِي السِّرِّ وَالجَهرِ ، وَفِي كُلِّ وَقتٍ وَعَلَى كُلِّ حَالٍ ، وَعَلَى مَن شَايَعَهُ وَبَلَغَهُ هَذَا القَولُ مِنَّا فَأَقَامَ عَلَى تَوَلاَّه 1 بَعدَهُ .
أَعلِمهُم تَوَلَاكُمُ اللَّهُ ، إِنَّنَا فِي التَّوَقِّي وَالمُحَاذَرَةِ مِنهُ عَلَى مِثلِ مَا كُنَّا عَلَيهِ مِمَّن تَقَدَّمَهُ مِن نُظَرَائِهِ ، مِنَ : الشَّرِيعِيِّ ، وَالنُّمَيرِيِّ ، وَالهِلَالِيِّ ، وَالبِلَالِيِّ وَغَيرِهِم ، وَعَادَةُ

1.في البحار : « تولّيه» بدل «تولّاه» .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 57364
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي