211
مكاتيب الأئمّة ج7

وَأَمَّا مَا ذَكَرتَ مِن أَمرِ الصُّوفِيِّ المُتَصَنِّعِ ـ يعني الهلالي ـ فَبَتَرَ اللّهُ عُمُرَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ مِن بَعدِ مَوتِهِ : فَقَد قَصَدنَا فَصَبَرنَا عَلَيهِ ، فَبَتَرَ اللّهُ تَعَالَى عُمُرَهُ بِدَعوَتِنَا . ۱

109

كتابه له عليه السلام في ابن العزاقر

0.قال ابن نوح : وأخبرني جدّي محمّد بن أحمد بن العبّاس بن نوح رضى الله عنه ، قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن جعفر بن إسماعيل بن صالح الصيمريّ 2 ، قال : لما أنفذ الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح رضى الله عنه التوقيع في لعن ابن أبي العزاقر 3 ، أنفذه من محبسه في دار المقتدر إلى شيخنا أبي عليّ بن همام رحمه الله في ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة وثلاثمئة ، وأملاه أبو عليّ رحمه الله عليَّ ، وعرّفني أنّ أبا القاسم رضى الله عنه راجع في ترك إظهاره ، فإنّه في يد القوم و ( في ) حبسهم ، فأمر بإظهاره وألّا يخشى ويأمن ، فتخلّص فخرج من الحبس بعد ذلك بمدّة يسيرة والحمد للّه . 4

1.كمال الدين : ص ۴۸۹ ح ۱۳ .

2.لم نجد له ترجمة ، وقع من طريق الشيخ في هذه المكاتبة وفيها ما يفيد حسنه .

3.هو محمّد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر ، يكنّى أبا جعفر ، له كتب وروايات ، وكان مستقيم الطريقة ، ثمّ تغير وظهرت منه مقالات منكرة ، إلى أن أخذه السلطان فقتله وصلبه ببغداد ، وله من الكتب الّتي عملها في حال الاستقامة كتاب التكليف . عدّه الشيخ فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام ، قائلاً : « محمّد بن علي الشلمغاني ، يُعرف بابن أبي العزاقر ، غالٍ » ( رجال الطوسي : ص ۴۴۸ الرقم ۶۳۶۴ ) . قال النجاشي : « إنّه كان متقدمّا في أصحابنا ، فحمله الحسد لأبي القاسم الحسين بن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الردية ، حتّى خرجت فيه توقيعات ، فأخذه السلطان وقتله وصلبه . . . » ( رجال النجاشي : ص ۳۷۸ الرقم ۱۰۲۹ ) .

4.الغيبة للطوسي : ص ۳۰۷ ح ۲۵۹ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۲۴ .


مكاتيب الأئمّة ج7
210

إِلَى الخَاصِّ مِن مَوَالِينَا ، وَنَحنُ نَبرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنِ ابنِ هِلَالٍ لَا رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَمِمَّن لَا يَبرَأُ مِنهُ .
وَأَعلِمِ الإِسحَاقِيَّ سَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَهلَ بَيتِهِ مِمَّا أَعلَمنَاكَ مِن حَالِ هَذَا الفَاجِرِ ، وَجَمِيعَ مَن كَانَ سَأَلَكَ وَيَسأَلُكَ عَنهُ مِن أَهلِ بَلَدِهِ وَالخَارِجِينَ ، وَمَن كَانَ يَستَحِقُّ أَن يَطَّلِعَ عَلَى ذَلِكَ ، فَإِنَّهُ لَا عُذرَ لِأَحَدٍ مِن مَوَالِينَا فِي التَّشكِيكِ فِيمَا يُؤَدِّيهِ عَنَّا ثِقَاتُنَا ، قَد عَرَفُوا بِأَنَّنَا نُفَاوِضُهُم سِرَّنَا ، وَنَحمِلُهُ إِيَّاهُ إِلَيهِم ، وَعَرَفنَا مَا يَكُونُ مِن ذَلِكَ إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
وقال أبو حامد : فثبت قوم على إنكار ما خرج فيه ، فعاودوه فيه ، فخرج :
لَا شَكَرَ اللَّهُ قَدرَهُ ، لَم يَدَعِ المَرء رَبَّةَ بِألَا يُزِيغَ قَلبَهُ بَعدَ أَن هَدَاهُ ، وَأَن يَجعَلَ مَا مَنَّ بِهِ عَلَيهِ مُستَقَرّاً وَلَا يَجعَلَهُ مُستَودَعاً ، وَقَد عَلِمتُم مَا كَانَ مِن أَمرِ الدِّهقَانِ عَلَيهِ لَعنَةُ اللَّهِ وَخِدمَتِهِ وَطُولِ صُحبَتِهِ ، فَأَبدَلَهُ اللَّهُ بِالإِيمَانِ كُفراً حِينَ فَعَلَ مَا فَعَلَ ، فَعَاجَلَهُ اللَّهُ بِالنَّقِمَةِ وَلَا يُمهِلهُ ، وَالحَمدُ لِلَّهِ لَا شَرَيكَ لَهُ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّم . ۱

108

كتابه عليه السلام إلى أبي جعفر

۰.قال : ولمّا ورد نعي ابن هلال ـ لعنه اللّه ـ ، جاءني الشيخ فقال لي : أخرج الكيّس الّذي عندك ، فأخرجته إليه ، فأخرج إليَّ رقعة فيها :

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۱۶ الرقم ۱۰۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۳۱۸ ح ۱۵ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 57356
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي