فرجعت إلى بغداد ، وناولت الكيس حاجزاً ، فوزنه فإذا فيه ألف درهم صحاح وخمسون ديناراً ، فناولني ثلاثين ديناراً ، وقال : أمرنا بدفعها إليك لتنفقها . فأخذتها وانصرفت إلى الموضع الّذي نزلت فيه ، فإذا أنا بفيج ۱ قد جاءني من المنزل يخبرني بأنّ حموي قد مات ، وأنّ أهلي أمروني بالانصراف إليهم ، فرجعت فإذا هو قد مات ، وورثت منه ثلاثة آلاف دينار ومئة ألف درهم . وفي ذلك أيضاً عدّة آيات . ۲
14
كتابه عليه السلام إلى أبي محمّد السَّروِيّ
0.العاصمي 3 قال : إنّ رجلاً تفكّر في رجلٍ يوصلُ إليه ما وجب للغريم 4 عليه السلام ، وضاق به
1.الفيج : اشتقّ من الفارسية ، وهو رسول السلطان على رجله . والفائج من الأرض : ما اتّسع منها بين جبلين ، وجمعه فوائج ( كتاب العين : ج ۶ ص ۱۸۹ « فيج » ) .
2.الثاقب في المناقب : ص۵۹۴ ح ۵۳۷ ، الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۷۰۱ ح ۱۷ ، إثبات الهداة : ج ۷ ص ۳۴۹ ح ۱۲۶ ، مدينة المعاجز : ج ۸ ص ۱۷۰ ، ح ۲۷۷۰ ، فرج المهموم : ص ۲۵۷ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۹۵ .
3.هو لقب عدّة أشخاص ، منهم أحمد بن محمّد بن أحمد بن طلحة ، وأحمد بن محمّد بن عاصم ، ومحمّد بن سلامة ، وعيسى بن جعفر بن عاصم .
وقد عدّ الصدوق في الخبر « العاصمي » ممّن رأى الحجّة المنتظر ـ عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف ـ ووقف على معجزاته عليه السلام من الوكلاء ، ولكنّه لم يعيّن اسمه ( كمال الدين : ج ۲ ص ۴۴۲ الرقم ۱۶ ) .
ذكره المحقّق التستري ذيل الخبر المبحوث عنه قائلاً : « الظاهر أنّه الحسين بن عبد الحميد » من دون دليل .
قال السيّد الخوئي : « المراد بالعاصمي هو أحمد بن محمّد العاصمي » ( معجم رجال الحديث : ج ۱۴ ص ۱۹۹ الرقم ۹۱۷۹ و ج ۳ ص۳۵ الرقم ۸۱۵ ) .
قال المامقاني : « العاصمي الّذي عدّه الصدوق ممّن رأى الحجّة المنتظر عليه السلام ، هو متّحد مع عيسى بن جعفر بن عاصم ، أبو جعفر العاصمي » ( تنظيم المقال : ج ۳ ص۵۳ فصل الألقاب ) .
4.الغريم : مَن له الدَّين . والمراد به صاحب الزمان عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف ( مجمع البحرين :ج۲ ص۳۷۷ ) .
قال الشيخ المفيد رحمه الله : « وهذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها ، ويكون خطابها عليه السلام للتقيّة » ( الإرشاد : ص۳۵۴ ، المستجاد من الإرشاد : ص ۲۴۷ ) .
وناقش في ذلك المولى الوحيد البهبهاني في ترجمة محمّد بن صالح بن محمّد الهمداني ، قائلاً : « . . . لا يخلو ذلك من إشكال ، إذ ظاهره أن يكون وكيلاً للصاحب بعد موت أبيه ويكون وكيلاً برأسه عن العسكري عليه السلام ، وللصاحب وبعد موت الأب صارت وكالته عليه السلام إليه » ( تنقيح المقال : ج ۳ ص ۱۳۲ الرقم ۱۰۸۹ ) .
قال المحقّق التستري في رجاله وكذا المامقاني : « كون الغريم كناية عن الحجّة المنتظر عليه السلام في الأخبار الكثيرة دون غيره » ( قاموس الرجال : ج ۹ ص ۳۳۵ ح۶۸۳۸ ، تنقيح المقال : ج ۳ ص ۱۳۲ ) .