33
مكاتيب الأئمّة ج7

فرجعت إلى بغداد ، وناولت الكيس حاجزاً ، فوزنه فإذا فيه ألف درهم صحاح وخمسون ديناراً ، فناولني ثلاثين ديناراً ، وقال : أمرنا بدفعها إليك لتنفقها . فأخذتها وانصرفت إلى الموضع الّذي نزلت فيه ، فإذا أنا بفيج ۱ قد جاءني من المنزل يخبرني بأنّ حموي قد مات ، وأنّ أهلي أمروني بالانصراف إليهم ، فرجعت فإذا هو قد مات ، وورثت منه ثلاثة آلاف دينار ومئة ألف درهم . وفي ذلك أيضاً عدّة آيات . ۲

14

كتابه عليه السلام إلى أبي محمّد السَّروِيّ

0.العاصمي 3 قال : إنّ رجلاً تفكّر في رجلٍ يوصلُ إليه ما وجب للغريم 4 عليه السلام ، وضاق به

1.الفيج : اشتقّ من الفارسية ، وهو رسول السلطان على رجله . والفائج من الأرض : ما اتّسع منها بين جبلين ، وجمعه فوائج ( كتاب العين : ج ۶ ص ۱۸۹ « فيج » ) .

2.الثاقب في المناقب : ص۵۹۴ ح ۵۳۷ ، الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۷۰۱ ح ۱۷ ، إثبات الهداة : ج ۷ ص ۳۴۹ ح ۱۲۶ ، مدينة المعاجز : ج ۸ ص ۱۷۰ ، ح ۲۷۷۰ ، فرج المهموم : ص ۲۵۷ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۹۵ .

3.هو لقب عدّة أشخاص ، منهم أحمد بن محمّد بن أحمد بن طلحة ، وأحمد بن محمّد بن عاصم ، ومحمّد بن سلامة ، وعيسى بن جعفر بن عاصم . وقد عدّ الصدوق في الخبر « العاصمي » ممّن رأى الحجّة المنتظر ـ عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف ـ ووقف على معجزاته عليه السلام من الوكلاء ، ولكنّه لم يعيّن اسمه ( كمال الدين : ج ۲ ص ۴۴۲ الرقم ۱۶ ) . ذكره المحقّق التستري ذيل الخبر المبحوث عنه قائلاً : « الظاهر أنّه الحسين بن عبد الحميد » من دون دليل . قال السيّد الخوئي : « المراد بالعاصمي هو أحمد بن محمّد العاصمي » ( معجم رجال الحديث : ج ۱۴ ص ۱۹۹ الرقم ۹۱۷۹ و ج ۳ ص۳۵ الرقم ۸۱۵ ) . قال المامقاني : « العاصمي الّذي عدّه الصدوق ممّن رأى الحجّة المنتظر عليه السلام ، هو متّحد مع عيسى بن جعفر بن عاصم ، أبو جعفر العاصمي » ( تنظيم المقال : ج ۳ ص۵۳ فصل الألقاب ) .

4.الغريم : مَن له الدَّين . والمراد به صاحب الزمان عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف ( مجمع البحرين :ج۲ ص۳۷۷ ) . قال الشيخ المفيد رحمه الله : « وهذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها ، ويكون خطابها عليه السلام للتقيّة » ( الإرشاد : ص۳۵۴ ، المستجاد من الإرشاد : ص ۲۴۷ ) . وناقش في ذلك المولى الوحيد البهبهاني في ترجمة محمّد بن صالح بن محمّد الهمداني ، قائلاً : « . . . لا يخلو ذلك من إشكال ، إذ ظاهره أن يكون وكيلاً للصاحب بعد موت أبيه ويكون وكيلاً برأسه عن العسكري عليه السلام ، وللصاحب وبعد موت الأب صارت وكالته عليه السلام إليه » ( تنقيح المقال : ج ۳ ص ۱۳۲ الرقم ۱۰۸۹ ) . قال المحقّق التستري في رجاله وكذا المامقاني : « كون الغريم كناية عن الحجّة المنتظر عليه السلام في الأخبار الكثيرة دون غيره » ( قاموس الرجال : ج ۹ ص ۳۳۵ ح۶۸۳۸ ، تنقيح المقال : ج ۳ ص ۱۳۲ ) .


مكاتيب الأئمّة ج7
32

لَا تَقبَل مِن أَحمَدَ بنِ أَبِي رُوحٍ ، وَتَوَجَّه بِهِ إِلَينَا ، إِلَى سُرَّ مَن رَأَى .
فقلت : لا إله إلّا اللّه ، هذا أجل شيء أردته ، فخرجت به ووافيت سُرّ مَن رَأى ، فقلت : أبدأ بجعفر ، ثمّ تفكّرت وقلت : أبدأ بهم ، فإن كانت المحنة من عندهم وإلّا مضيت إلى جعفر .
فدنوت من باب دار أبي محمّد عليه السلام ، فخرج إليّ خادم فقال : أنت أحمد بن أبي روح ؟ قلت : نعم ، قال : هذه الرقعة اقرأها فقرأتها ، فإذا فيها :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم
يَا ابنَ أَبِي رَوحٍ ، أَودَعَتكَ حَايلَ بِنتُ الدَّيرَانِيِّ كِيساً فِيهِ أَلفُ دِرهَمٍ بِزَعمِكَ ، وَهُوَ خِلَافُ مَا تَظُنُّ ، وَقَد أُدِّيَت فِيهِ الأَمَانَةُ ، وَلَم تَفتَحِ الكِيسَ وَلَم تَدرِ مَا فِيهِ ، وَإَنَّمَا فِيهِ أَلفُ دِرهَمٍ وَخَمسُونَ دِينَاراً صِحَاحاً ، وَمَعَكَ قُرطان زَعَمَتِ المَرأَةُ أَنَّهَا تُسَاوِي عَشَرَةَ دَنَانِيرَ صُدِّقَت مَعَ الفَصَّينِ اللَّذَينِ فِيهمَا ، وَفِيهمَا ثَلَاثُ حَبَّاتِ لُؤلُؤٍ شِرَاؤُهَا بِعَشَرَةُ دَنَانِيرَ ، وَهِيَ تُسَاوِي أَكثَرَ ، فَادفَعهُمَا إِلَى جَارِيَتِنَا فُلَانَةَ ، فَإِنَّا قَد وَهَبنَاهُمَا لَهَا ، وَصِر إِلَى بَغدَادَوَادفَعِ المَالَ إِلَى حَاجِزٍ ، وَخُذ مِنهُ مَا يُعطِيكَ لِنَفَقَتِكَ إِلَى مَنزِلِكَ .
فَأَمَّا العَشَرَةُ الدَّنَانِيرِ الَّتِي زَعَمَت أَنَّ أُمَّهَا استَقرَضَتهَا فِي عُرسِهَا وَهِيَ لَا تَدرِي مَن صَاحِبُهَا وَلَا تَعلَمُ لِمَن هِيَ ، هِيَ لِكُلثُومٍ بِنتِ أَحمَدَ ، وَهِيَ نَاصِبِيَّةٌ ، فَتَحَرَّجَت أَن تُعطِيَهَا ، فَإِن أَحَبَّت أَن تَقسِمَهَا فِي أَخَوَاتِهَا فَاستَأذَنَتنَا فِي ذَلِكَ ، فَلتُفَرِّقهَا فِي ضُعَفَاءِ أَخَوَاتِهَا .
وَلَا تَعُودَنَّ يَا بنَ أَبِي رَوحٍ إِلَى القَولِ بِجَعفَرٍ وَالمِحنَةِ لَهُ ، وَارجِع إِلَى مَنزِلِكَ ، فَإِنَّ عَدُوِّكَ قَد مَاتَ وَقَد أَورَثَكَ اللَّهُ ۱ أَهلَهُ وَمَالَه .

1.وفي بحار الأنوار : «فإنّ عمّك قد مات ، وقد أورثك اللّه » بدل «فإنّ عدوّك قد مات ، وقد أورثك اللّه ».

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 68107
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي