35
مكاتيب الأئمّة ج7

وذلك بعد مضي أبي محمّد الحسن بن عليّ عليه السلام بسنة أو سنتين ، وكان الناس في حيرة ، فاستبشروا أهل الدينور بموافاتي ، واجتمع الشيعة عندي ، فقالوا : قد اجتمع عندنا ستّة عشر ألف دينار من مال الموالي ، ونحتاج أن تحملها معك ، وتسلّمها بحيث يجب تسليمها . قال : فقلت : ياقوم ، هذه حيرة ، ولا نعرف الباب في هذا الوقت . قال : فقالوا : إنّما اخترناك لحمل هذا المال لما نعرف من ثقتك وكرمك ، فاحمله على ألّا تخرجه من يديك إلّا بحجّة .
قال : فحُمِل إليَّ ذلك المال في صُررٍ باسم رجلٍ رجلٍ ، فحملت ذلك المال وخرجت ، فلمّا وافيت قَرميسين ۱ ، وكان أحمد بن الحسن مقيماً بها ، فصرت إليه مسلّماً ، فلمّا لقيني استبشر بي ، ثمّ أعطاني ألف دينار في كيسٍ ، وتُخوتَ ثيابٍ من ألوانٍ معتمة ، لم أعرف ما فيها ، ثمّ قال لي أحمد : احمل هذا معك ، ولا تخرجه عن يدك إلّا بحجّة . قال : فقبضت منه المال والتخوت بما فيها من الثياب . فلمّا وردت بغداد لم يكن لى همّة غير البحث عمّن أُشير إليه بالنيابة ، فقيل لي : إنّ هاهنا رجلاً يُعرف بالباقَطَانيّ يَدّعي بالنيابة ، وآخر يُعرف بإسحاق الأحمر يَدّعي بالنيابة ، وآخر يُعرف بأبي جعفر العمريّ يَدّعي بالنيابة .
قال : فبدأت بالباقطانيّ ، فصرت إليه ، فوجدته شيخاً بهيّاً له مُروءة ظاهرة ، وفرسٌ عربي ، وغلمان كثير ، ويجتمع عنده الناس يتناظرون . قال : فدخلت إليه ، وسلّمت عليه ، فرحّب وقرّب وبرّ وسرّ . قال : فأطلت القعود إلى أن خرج أكثر الناس ، قال : فسألني عن حاجتي ، فعرّفته أنّي رجل من أهل الدينور ، ومعي شيء من المال ، أحتاج أن أُسلّمه . قال : فقال لي : احمله . قال : فقلت : أريد حجّة . قال : تعود إليّ في غد . قال : فعدت إليه من الغد فلم يأت بحجّة ، وعدت إليه في اليوم الثالث فلم يأت بحجّة .

1.بلد معروف قرب الدينور وبين همذان وحلوان على جادة العراق ( مراصد الاطّلاع ) . وهو تعريب كرمان ( معجم البلدان : ج ۲ ص ۵۴۶ ) .


مكاتيب الأئمّة ج7
34

صدره ، فسمع هاتفاً يهتف به : أوصل ما معك إلى حاجزٍ . قال : وخرج أبو محمّد السرويّ 1 إلى سُرّ مَن رَأى ومعه مال ، فخرج إليه ابتداءً :فَلَيسَ فِينَا شَكٌّ ، وَلَا فِيمَن يِقُومُ مَقَامَنَا شَكٌّ ، وَرُدَّ مَا مَعَكَ إِلَى حَاجِزٍ . 2

15

كتابه عليه السلام إلى أحمد بن الدِّينَوَريّ

0.حدّثني أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد المقرئ ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن سابور ، قال : حدّثني الحسن بن محمّد بن حيوان السرّاج القاسم ، قال : حدّثني أحمد بن الدينوريّ السرّاج ، المُكنّى بأبي العبّاس ، الملقّب بأستاره ، قال : انصرفت من أردبيل إلى الدينور 3 أُريد الحجّ ،

1.أبو محمّد السروي : « الرجل مجهول لم نجده في الرجال ، لعلّه حمزة بن محمّد السروي ، وله مكاتبة إلى مولانا أبي محمّد العسكري عليه السلام ، ومنها يُستفاد أنّه مورد عنايته ولطفه » . المناقب : ج ۳ ص ۵۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص۲۸۴ .

2.كمال الدين : ص ۴۹۸ ح ۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۳۴ .

3.مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين ، يُنسب إليها خلق كثير ، وبين الدنيور وهمذان نيف وعشرون فرسخا ، ومن الدينور إلى شهرزور أربع مراحل ، والدينور بمقدار ثلثي همذان ، وهي كثيرة الثمار والزروع ، وله مياه ومستشرف ، وأهلها أجود طبعا من أهل همذان ، ويُنسب إلى الدينور جماعة كثيرة من أهل الأدب والحديث ( معجم البلدان : ج ۲ ص ۵۴۶ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 57392
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي