39
مكاتيب الأئمّة ج7

يَا أَحمَدَ بنَ الحَسَنِ ، الأَلفُ دِينَارٍ الَّتِي لَنَا عِندَكَ ، ثَمَنُ النَّصلِ وَالفَرَسِ ، سَلِّمها إِلَى أَبِي الحَسَنِ الأَسَدِيِّ ۱ .
قال : فخررت للّه عز و جل ساجداً شاكراً لما منَّ به عليَّ ، وعرفت أنّه خليفة اللّه حقّاً ؛ لأنّه لم يقف على هذا أحد غيري ، فأضفت إلى ذلك المال ثلاثة آلاف دينار أُخرى سروراً بما منَّ اللّه عليَّ بهذا الأمر . ۲

16

كتابه عليه السلام إلى الحسن بن النضر

0.عليّ بن محمّد ، عن سعيد بن عبد اللّه ، قال : إنّ الحسن بن النضر 3 وأبا صِدَام 4 وجماعة تكلّموا بعد مضيّ أبي محمّد عليه السلام فيما في أيدي الوكلاء ، وأرادوا الفحص ، فجاء الحسن بن النضر إلى أبي الصِّدام فقال : إنّي أُريد الحجّ . فقال له أبو صِدام : أخّره هذه السنة . فقال له الحسن ( ابن النضر ) : إنّي أفزع في المنام ولا بدَّ من

1.المراد به محمّد بن جعفر الرازي ، وكان أحد الأبواب . قال الشيخ الطوسي في الغيبة : « وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل ، منهم أبو الحسن محمّد بن جعفر الأسدي » ( الغيبة : ص ۲۷۲ ) .

2.دلائل الإمامة : ۵۱۹ ح ۴۹۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۰۳ ، مدينة المعاجز : ج ۸ ص ۹۸ الرقم ۲۷۱۸ ، فرج المهموم : ۲۳۹ ـ ۲۴۴ ، وأخرج قطعة منه في إثبات الهداة : ج ۳ ص ۷۰۱ ح ۱۳۹ عن دلائل الإمامة ، وقطعة أُخرى : ص ۷۰۲ ح ۱۴۴ عن فرج المهموم .

3.الحسن بن النضر : أبو عون الأبرش كُنية للحسن بن النضر ، وعدّه الشيخ من أصحاب مولانا الحسن العسكريّ عليه السلام قائلاً : « الحسن بن النضر أبو عون الأبرش » ( رجال الطوسي : ص ۳۹۹ الرقم ۵۸۴۴ ) . ويظهر من الخبر ذمّه ( خلاصة الأقوال : ص ۴۳۲ الرقم ۱۷ ) ، إلّا أنّ الخبر ضعيف ( معجم رجال الحديث : ج۶ ص۱۶۲ الرقم۳۱۸۰ ) . ذكره ابن داوود في باب الكُنى من القسم الثاني قائلاً : « إنّه مذموم » ( رجال ابن داوود : ص ۳۳ الرقم۲۲ ) .

4.لم نجد له ترجمة لا في الرجال ولا في التاريخ والسِيَر غير هذا التوقيع ، وهذا يدلّ على مكانته بين الشيعة .


مكاتيب الأئمّة ج7
38

اجتمع عندي الناس ، فأخرجت الدرج الّذي أخرجه وكيل مولانا ـ صلوات اللّه عليه ـ إليَّ ، وقرأته على القوم ، فلمّا سمع ذكر الصرّة باسم الذرّاع سقط مغشيّاً عليه ، فما زلنا نعلّله حتّى أفاق ، فلمّا أفاق سجد شكرا للّه عز و جل ، وقال : الحمد للّه الّذي مَنَّ علينا بالهداية ، الآن علمت أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، هذه الصرّة دفعها ـ واللّه ـ إليَّ هذا الذرّاع ، ولم يقف على ذلك إلّا اللّه عز و جل .
قال : فخرجت ولقيت بعد ذلك بدهر أبا الحسن المادرائيّ ، وعرّفته الخبر ، وقرأت عليه الدرج ، قال : يا سبحان اللّه ، ما شككت في شيء ، فلا تشكنَّ في أنّ اللّه عز و جل لا يخلي أرضه من حجّة .
اعلم إنّه لمّا غزا إذكُوتَكِين يزيدَ بن عبد اللّه ب سهرورد ۱ ، وظفر ببلاده واحتوى على خزانته ، صار إليّ رجل ، وذكر أنّ يزيد بن عبد اللّه جعل الفرس الفلاني والسيف الفلاني في باب مولانا عليه السلام ، قال : فجعلت أنقل خزائن يزيد بن عبد اللّه إلى إذكُوتَكِين أوّلاً فأوّلاً ، وكنت أُدافع بالفرس والسيف إلى أن لم يبقَ شيء غيرهما ، وكنت أرجو أن أخلص ذلك لمولانا عليه السلام . فلمّا اشتدّ مطالبة إذكوتكين إيّاي ولم يمكنني مدافعته ، جعلت في السيف والفرس في نفسي ألف دينار ، ووزنتها ودفعتها إلى الخازن ، وقلت له : ادفع هذه الدنانير في أوثق مكان ، ولا تخرجنّ إليَّ في حال من الأحوال ولو اشتدّت الحاجة إليها . وسلّمت الفرس والنصل .
قال : فأنا قاعد في مجلسي بالري أبرم الأُمور وأوفي القصص وآمر وأنهي ، إذ دخل أبو الحسن الأسديّ ، وكان يتعاهدني الوقت بعد الوقت ، وكنت أقضي حوائجه ، فلمّا طال جلوسه وعليَّ بؤس كثير ، قلت له : ما حاجتك ؟ قال : أحتاج منك إلى خلوة . فأمرت الخازن أن يهيّئ لنا مكاناً من الخزانة ، فدخلنا الخزانة ، فأخرج إليَّ رقعة صغيرة من مولانا عليه السلام فيها :

1.سهرورد : بلدة قريبة من زنجان بالجبال ( معجم البلدان : ج ۳ ص ۲۸۹ ) . وراجع القصّة في تاريخ الاُمم والملوك للطبرسي : ج ۹ ص ۵۴۹ وج ۱۰ ص ۱۶ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 68076
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي