53
كتابه عليه السلام إلى القاسم بن العلاء
0.أخبرني محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد اللّه ، عن محمّد بن أحمد الصفواني رحمه الله ، قال : رأيت القاسم بن العلاء 1 وقد عُمّر مئة سنة وسبع عشرة سنة ، منها ثمانون سنة صحيح العينين ، لقي مولانا أبا الحسن وأبا محمّد العسكريين عليهماالسلام .
وحُجب 2 بعد الثمانين ، وردّت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيّام . وذلك أنّي كنت مقيماً عنده بمدينة الران من أرض آذربيجان ، وكان لا تنقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان عليه السلام على يد أبي جعفر محمّد بن عثمان العمريّ ، وبعده على ( يد ) أبي القاسم ( الحسين ) بن روح ـ قدس اللّه روحهماـ ، فانقطعت عنه المكاتبة نحواً من شهرين ، فقلق رحمه الله لذلك .
فبينا نحن عنده نأكل إذ دخل البواب مستبشراً ، فقال له : فيج 3 العراق ـ لا يسمّى بغيره 4 ـ فاستبشر القاسم وحوّل وجهه إلى القبلة فسجد ، ودخل كهل قصير يرى أثر الفيوج عليه ، وعليه جبّة مصريّة ، وفي رجله نعل محامليّ ، وعلى كتفه مخلاة .
1.عدّه الصدوق ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام ورآه من الوكلاء من أهل آذربيجان ( راجع كمال الدين : ج۲ ص۴۴۲ ح۱۶ ) .
وعدّه الشيخ في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليه السلام ، قائلاً : « القاسم بن العلاء الهمداني ، روى عنه الصفواني » ( رجال الطوسي : ص۴۳۶ الرقم ۶۲۴۳ ) .
قال السيّد الخوئي بعد نقل التوقيع : « والرواية صحيحة ، وهي مشتملة على ما يدلّ على جلالة القاسم واختصاصه بالإمام عليه السلام ، وكونه مورد عنايته ، وعلى أنّه كان له ابن يُسمّى بالحسن ، وكان متزوّجا إلى أبي عبد اللّه بن حمدون الهمداني ، و . . . » ( معجم رجال الحديث : ج۱۵ ص۳۶ الرقم ۹۵۴۳ ) .
2.أي : عمي ( البحار ) .
3.الفيج : بالفتح ، معرّب « پيك » ( البحار ) .
4.أي كان هذا الرسول لا يُسمّى إلّا بفيج العراق ، أو أنّه لم يسمّه المبشر ، بل هكذا عبّر عنه .