يعدو في الأسواق حافياً حاسراً وهو يصيح : واسيّداه ، فاستعظم الناس ذلك منه وجعل الناس يقولون : ما الّذي تفعل بنفسك ۱ ، فقال : اسكنوا فقد رأيت ما لم تروه ، وتشيّع ورجع عمّا كان عليه ، ووقف الكثير من ضياعه .
وتولّى أبو عليّ بن جَحدَر غسل القاسم وأبو حامد يصبّ عليه الماء ، وكُفّن في ثمانية أثواب ، على بدنه قميص مولاه أبي الحسن وما يليه السبعة الأثواب الّتي جاءته من العراق ، فلمّا كان بعد مدّة يسيرة ورد كتاب تعزية على الحسن من مولانا عليه السلام في آخره دعاء :
أَلهَمَكَ اللّهُ طَاعَتَهُ وَجَنَّبَكَ مَعصِيَتَهُ .
وهو الدعاء الّذي كان دعا به أبوه ، وكان آخره :
قَد جَعَلنَا أَبَاكَ إِمَاماً لَكَ وَفَعَالَهُ لَكَ مِثَالاً . ۲
54
كتابه عليه السلام إلى عبد اللّه بن جعفر الحميريّ
۰.هارون بن موسى ، عن محمّد بن همام قال :قال لي عبد اللّه بن جعفر الحميريّ : لمّا مضى أبو عمرو ـ رضي اللّه تعالى عنه ـ أتتنا الكتب بالخطّ الّذي كنّا نكاتب به بإقامة