85
مكاتيب الأئمّة ج7

فَإِنَّا نُحِيطُ عِلمُنَا بِأَنبَائِكُم ، وَلَا يَعزُبُ ۱ عَنَّا شَيءٌ مِن أَخبَارِكُم ، وَمَعرِفَتُنَا بِالإِذلَالِ الَّذِي أَصَابَكُم مُذ جَنَحَ كَثِيرٌ مِنكُم إِلَى مَا كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ عَنهُ شَاسِعاً ، وَنَبَذُوا العَهدَ المَأخُوذَ مِنهُم وَراءَ ظُهُورِهِم كَأَنَّهُم لَا يَعلَمُونَ .
إِنَّا غَيرُ مُهمِلِينَ لِمُرَاعَاتِكُم ، وَلَا نَاسِينَ لِذِكرِكُم ، وَلَولَا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللَأوَاءُ ۲ وَاصطَلَمَكُمُ ۳ الأَعدَاءُ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ ، وَظَاهِرُونَا عَلَى انتِيَاشِكُم ۴ مِن فِتنَةٍ قَد أَنَافَت عَلَيكُم ، يَهلِكُ فِيهَا مَن حُمَّ ۵ أَجَلُهُ وَيُحمَى عَنهَا مَن أَدرَكَ أَمَلَهُ ، وَهِيَ أَمَارَةٌ لأُزُوفِ ۶ حَرَكَتِنَا ، وَمُبَاثَّتِكُم بِأَمرِنَا وَنَهيِنَا ، وَاللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ .
اعتَصِمُوا بِالتَّقِيَّةِ مِن شَبِّ نَارِ الجَاهِلِيَّةِ ، يَحشُشهَا عَصَبٌ أُمَوِيَّةٌ ، يَهُولُ بِهَا فِرقَةً مَهدِيَّةً ، أَنَا زَعِيمٌ بِنَجَاةِ مَن لَم يَرُم مِنكُم المَوَاطِنَ الخَفِيَّةَ ، وَسَلَكَ فِي الظَّعنِ مِنهَا السُّبُلَ المرَّضِيَّةَ إِذَا حَلَّ جُمَادَى الأُولَى مِن سَنَتِكُم هَذِهِ ، فَاعتَبِرُوا بِمَا يَحدُثُ فِيهِ ، وَاستَيقِظُوا مِن رَقدَتِكُم لِمَا يَكُونُ مِنَ الَّذِي يَلِيهِ .
سَتَظهَرُ لَكُم مِنَ السَّمَاءِ آيَةٌ جَلِيَّةٌ ، وَمِنَ الأَرضِ مِثلُهَا بِالسَّوِيَّةِ ، وَيَحدُثُ فِي أَرضِ المَشرِقِ مَا يَحزُنُ وَيُقلِقُ ، وَيَغلِبُ مِن بَعدُ عَلَى العِرَاقِ طَوَائِفُ عَنِ الإِسلَامِ مُرَّاقٌ ، تَضِيقُ بِسُوءِ فِعَالِهِم عَلَى أَهلِهِ الأَرزَاقُ ، ثُمَّ تَنفَرِجُ الغُمَّةُ مِن بَعدِ بِبَوَارِ طَاغُوتٍ مِنَ الأَشرَارِ ، ثُمَّ يُسَرُّ بِهَلَاكِهِ المُتَّقُونَ الأَخيَارُ ، وَيَتَّفِقُ لِمُرِيدِي الحَجِّ مِنَ

1.عَزَب يَعزُب : إذا أبعَد (النهاية : ج ۳ ص ۲۲۷) .

2.اللَأواء : الشدّة وضيق المعيشة ( النهاية : ج ۴ ص ۲۲۱ ) .

3.الاصطلام : افتعال من الصلم : القطع ( النهاية : ج ۳ ص ۴۹ ) .

4.التناوش : التناول ، والانتياش مثله (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۲۴) .

5.حَمَّ : قَرُب ودنا ( المصباح المنير : ص ۱۵۲) .

6.أزِف : دنا وقَرُب ( المصباح المنير : ص ۱۲) .


مكاتيب الأئمّة ج7
84

قدّس اللّه روحه ونوّر ضريحه ـ ذكر موصله أنّه يحمله من ناحية متّصلة بالحجاز ، نسخته :لِلأَخِ السَّدِيدِ ، وَالوَلِيِّ الرَّشِيدِ ، الشَّيخِ المُفِيدِ أَبِي عَبدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ النُّعمَانِ أَدَامَ اللَّهُ إِعزَازَهُ ، مِن مُستَودَعِ العَهدِ المَأخُوذِ عَلَى العِبَادِ .
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم
أَمَّا بَعدُ : سَلَامٌ عَلَيكَ أَيُّهَا الولَى المُخلِصُ فِي الدِّينِ ، المَخصُوصُ فِينَا بِاليَقِينِ ، فَإِنَّا نَحمَدُ إِلَيكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ ، وَنَسأَلُهُ الصَّلَاةَ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَولَانَا نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ ، وَنُعلِمُكَ ـ أَدَامَ اللَّهُ تَوفِيقَكَ لِنُصرَةِ الحَقِّ وَأَجزَلَ مَثُوبَتَكَ عَلَى نُطقِكَ عَنَّا بِالصِّدقِ ـ أَنَّهُ قَد أُذِنَ لَنَا فِي تَشرِيفِكَ بِالمُكَاتَبَةِ ، وَتَكلِيفِكَ مَا تُؤَدِّيهِ عَنَّا إِلَى مَوَالِينَا قِبَلَكَ ، أَعَزَّهُمُ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ ، وَكَفَاهُمُ المُهِمَّ بِرِعَايَتِهِ لَهُم وَحِرَاسَتِهِ ، فَقِف أَيَّدَّكَ اللَّهُ بِعَونِهِ عَلَى أَعدَائِهِ المَارِقِينَ عَن دِينِهِ عَلَى مَا نَذكُرُهُ ، وَاعمَل فِي تَأدِيَتِهِ إِلَى مَن تَسكُنُ إِلَيهِ بِمَا نَرسِمُهُ إِن شَاءَ اللَّهُ تعالى .
نَحنُ وَإِن كُنَّا ثَاوِينَ 1 بِمَكَانِنَا النَّائِي عَن مَسَاكِنِ الظَّالِمِينَ ، حَسَبَ الَّذِي أَرَانَاهُ اللَّهُ تَعَالَى لَنَا مِنَ الصَّلَاحِ ، وَلِشِيعَتِنَا المُؤمِنِينَ فِي ذَلِكَ مَا دَامَت دَولَةُ الدُّنيَا لِلفَاسِقِينَ ،

1.ثوى بالمكان : إذا أقام فيه (النهاية : ج ۱ ص ۲۳۰) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 57405
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي