87
مكاتيب الأئمّة ج7

إِلَيكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ ، إِلَهَنَا وَإِلَهَ آبَائِنَا الأَوَّلِينَ ، وَنَسأَلُهُ الصَّلَاةَ عَلَى نَبِيِّنَا وَسَيِّدِنَا وَمَولَانَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَعَلَى أَهلِ بَيتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .
وَبَعدُ : فَقَد كُنَّا نَظَرنَا مُنَاجَاتَكَ عَصَمَكَ اللَّهُ بِالسَّبَبِ الَّذِي وَهَبَهُ لَكَ مِن أَولِيَائِهِ ، وَحَرَسَكَ بِهِ مِن كَيدِ أَعدَائِهِ ، وَشَفَّعَنَا ذَلِكَ الآنَ مِن مُستَقَرٍّ لَنَا يُنصَبُ فِي شِمرَاخٍ ۱
، مِن بَهمَاءَ صِرنَا إِلَيهِ آنِفاً مِن غَمَالِيلَ ۲ أَلجَأنَا إِلَيهِ السَّبَارِيتُ ۳ مِنَ الإِيمَانِ ، وَيُوشِكُ أَن يَكُونَ هُبُوطُنَا إِلَى صَحصَحٍ ۴ مِن غَيرِ بُعدٍ مِنَ الدَّهرِ وَلَا تَطَاوُلٍ مِنَ الزَّمَانِ ، وَيَأتِيكَ نَبَأٌ مِنَّا بِمَا يَتَجَدَّدُ لَنَا مِن حَالٍ ، فَتَعرِفُ بِذَلِكَ مَا نَعتَمِدُهُ مِنَ الزُّلفَةِ إِلَينَا بِالأَعمَالِ ، وَاللَّهُ مُوَفِّقُكَ لِذَلِكَ بِرَحمَتِهِ .
فَلتَكُن حَرَسَكَ اللَّهُ بِعَينِهِ الَّتِي لَا تَنَامُ ، أَن تُقَابِلَ لِذَلِكَ فِتنَة تُبسَلُ ۵ نُفُوسُ قَومٍ حَرَثَت بَاطِلاً لاِستِرهَابِ المُبطِلِينَ ، وَيَبتَهِجُ لِدَمَارِهَا المُؤمِنُونَ ، وَيَحزَنُ لِذَلِكَ المُجرِمُونَ ، وَآيَةُ حَرَكَتِنَا مِن هَذِهِ اللُّوثَةِ حَادِثَةٌ بِالحَرَمِ المُعَظَّمِ مِن رِجسِ مُنَافِقٍ مُذَمَّمٍ ، مُستَحِلٍّ لِلدَّمِ المُحَرَّمِ ، يَعمِدُ بِكَيدِهِ أَهلَ الإِيمَانِ وَلَا يَبلُغُ بِذَلِكَ غَرَضَهُ مِنَ الظُّلمِ لَهُم وَالعُدوَانِ؛ لأَنَّنَا مِن وَرَاءِ حِفظِهِم بِالدُّعَاءِ الَّذِي لَا يُحجَبُ عَن مَلِكِ الأَرضِ وَالسَّمَاءِ ، فَليَطمَئِنَّ بِذَلِكَ مِن أَولِيَائِنَا القُلُوبُ ، وَلِيَثِقُوا بِالكِفَايَةِ مِنهُ ، وَإِن رَاعَتهُم بِهِمُ الخُطُوبُ ، وَالعَاقِبَةُ بِجَمِيلِ صُنعِ اللَّهِ سُبحَانَهُ تَكُونُ حَمِيدَةً لَهُم مَا

1.الشِّمراخ : رأس الجبل (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۷۶) .

2.الغُملول : الوادي ذو الشجر ، وكلّ مجتمع أظلم وتراكم من شجر أو غمام أو ظلمة ( القاموس المحيط : ج۴ ص۲۶ ) .

3.السبروت : القفر لا نبات فيه ، والشيء القليل ( القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۴۸ ) .

4.الصحصح : ما استوى من الأرض (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۳ ) .

5.أبسَلَه : أسلمه للهلكة ( القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۳۵ ) .


مكاتيب الأئمّة ج7
86

الآفَاقِ مَا يَأمُلُونَهُ مِنهُ عَلَى تَوفِيرِ عَلَيهِ مِنهُم وَاتِّفَاقٍ ، وَلَنَا فِي تَيسِيرِ حَجِّهِم عَلَى الاختِيَارِ مِنهُم وَالوِفَاقِ شَأنٌ يَظهَرُ عَلَى نِظَامٍ وَاتِّسَاقٍ .
فَليَعمَلُ كُلُّ امرِئٍ مِنكُم بِمَا يَقرُبُ بِهِ مِن مَحَبَّتِنَا ، وَلِيَتَجَنَّبَ مَا يُدنِيهِ مِن كَرَاهَتِنَا وَسَخَطِنَا ، فَإِنَّ أمرَنَا بَغتَةٌ فَجأَةٌ حِينَ لَا تَنفَعُهُ تَوبَةٌ وَلَا يُنَجِّيهِ مِن عِقَابِنَا نَدَمٌ عَلَى حَوبَةٍ ۱ . وَاللَّهُ يُلهِمُكَ الرُّشدَ ، وَيَلطُفُ لَكُم بِالتَّو فِيقِ بِرَحمَتِهِ .
نسخة التوقيع باليد العُليا على صاحبها السلام :
هَذَا كِتَابُنَا إِلَيكَ أَيُّهَا الأَخُ الوَلِيُّ ، وَالمُخلِصُ فِي وُدِّنَا الصَّفِيُّ ، وَالنَّاصِرُ لَنَا الوَفِيُّ ، حَرَسَكَ اللَّهُ بِعَينِهِ الَّتِي لَا تَنَامُ ، فَاحتَفِظ بِهِ وَلَا تُظهِر عَلَى خَطِّنَا الَّذِي سَطَرنَاهُ بِمَا لَهُ ضَمِنَّاهُ أَحَداً ، وَأَدِّ مَا فِيهِ إِلَى مَن تَسكُنُ إِلَيهِ ، وَأَوصِ جَمَاعَتَهُم بِالعَمَلِ عَلَيهِ إِن شَاءَ اللَّهُ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ . ۲

59

كتابه عليه السلام إلى المفيد

۰.ورد عليه ( أي : على الشيخ المفيد رحمه الله ) كتاب آخر من قبله صلوات اللّه عليه ، يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة ، سنة اثنتي عشرة وأربعمئة . نسخته :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم
سَلَامٌ اللّهِ عَلَيكَ أَيُّهَا النَّاصِرُ لِلحَقِّ ، الدَّاعِي إِلَيهِ بِكَلِمَةِ الصِّدقِ ، فَإِنَّا نَحمَدُ اللَّهَ

1.الحَوبَة : الخطيئة ( المصباح المنير : ص ۱۵۵ ) .

2.الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۹۶ ح ۳۵۹ ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۷۴ ح ۷ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 57328
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي