يتكلّم في الرضى والغضب ۱ ، واُخرى يحثّونه على التزام العدالة ! وثالثة تثقل عليهم قراراته وما يأتي به ـ عن السماء ـ من أحكام حتى يستريبوا في أصل الرسالة !
فبعد هذا كلّه ، هل من المنطقي أن يكل النبيّ القائد أزمّة الاُمور ومستقبل الرسالة بيد مجتمع كهذا ، ثمّ يمضي قرير العين إلى ربّه !
ج ـ المنافقون والتيّارات الهدّامة من الداخل
اصطفّ كثيرون لمواجهة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ومناهضة رسالته ، وهو في ذروة قوّته ، وفي أثناء ممارسته لحاكميّته . ومع أنّ هؤلاء كانوا يتظاهرون بالإيمان إلّا أ نّهم في باطنهم كانوا يعارضون دين الحقّ ، ويسعون لإطفاء أنواره بكلّ ما اُوتوا من جهد وقوّة . إنّ هذه المواجهة يمكن أن تعدّ أوسع مدىً وأشدّ وطأة من دائرة عمل المنافقين ؛ فهي تتخطّاها إلى تخوم أوسع كما تشهد على ذلك وقائع التاريخ ، وكما سنُشير إليه في حينه ، ومن ثمّ هل يمكن أن يكون رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد أغضى عن ذلك ؟ وهل يجوز أن نتصوّر أنّ هذا القائد العظيم أهمل هذا ـ وغيره ـ وترك الاُمّة هملاً من دون تدبير ؟ !
ينبغي أن يضاف إلى هؤلاء تلك العناصر التي كانت حديثة عهد بالإسلام ، حيث لم تدخل هذا الدين إلّا بعد فتح مكّة ، فهؤلاء لم تترسّخ حقائق الدين في نفوسهم بعدُ ، ولم تتمكّن من وجودهم كما ينبغي . ومن ثمّ فهم عرضة للتغيير مع أوّل طارئ ، ويمكن أن تقذفهم الأوضاع إلى طريق آخر ، كما أثبتت ذلك التيّارات التي عصفت بالحياة الإسلاميّة بعد النبيّ .
د ـ اليهود والقوى الاُخرى والأخطار الخارجيّة
الإسلام دعوة انقلابيّة تتضمّن الهدم والبناء ، فقد قوّضت حركة هذا الدين الأحابيل