113
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

عليّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ قال : إنّه كان أوّلنا به لحوقاً ، وأشدّنا به لزوقاً .
لقد ضمّ فصل «أحاديث الوراثة» النصوص الروائيّة والتاريخيّة التي تفصح عن هذه الحقيقة من كتب الفريقين ، وهي تُشير إلى الكلمات النبويّة التي ذكر فيها رسول اللّه صلى الله عليه و آله صراحة أنَّ عليّاً وارثه ؛ وارث علمه وخزانته ومكنون معرفته ، ومن ثَمّ فهو بالضرورة إمام الاُمّة ورمز مرجعيّتها الفكريّة والسياسيّة .

4 . أحاديث الخلافة

«الخلافة» هي أيضاً تعبير قرآني ، ومصطلح ديني يُشير بوضوح إلى الاستخلاف في الأبعاد المختلفة إلّا إذا استثني بُعد . وهذا ما يفسّر لنا الجهود الحثيثة التي بذلها الذين أمسكوا بأزمّة اُمور المسلمين بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وما بذلوه من مساعٍ جبّارة كي يلبسوا هذا الرداء ، ويُحكموه على قاماتهم .
كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد صرّح بخلافة عليّ بن أبي طالب منذ الأيّام الاُولى لإعلان دعوته وإجهاره برسالة السماء ؛ هذا التصريح الذي يمكن تلمّسه في أحاديث كثيرة قالها النبيّ في مواضع متعدّدة ، ومواقع مختلفة ، وهي تُشير إلى حدود هذه الخلافة .
وهذا الجهد النبوي يكشف عن مدى عناية رسول اللّه صلى الله عليه و آله بمستقبل الاُمّة ، واهتمامه الكبير بمصير الرسالة من بعده .

5 . أحاديث المنزلة

من بين أعظم الصفات التي نَحَل بها النبيّ صلى الله عليه و آله عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ومن أكثر العناوين النبويّة ألَقاً ـ ممّا أطلقه النبيّ على الإمام أمير المؤمنين ـ هو عنوان «المنزلة» ، حيث ساوى النبيّ عليّاً بنفسه ، ووصفه أ نّه مثله في القيادة . هذه المجموعة من الأحاديث النبويّة تشتهر بين العلماء والمحدّثين بأحاديث المنزلة ،


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
112

الباطل !

3 . أحاديث الوراثة

ألِفَ الذهن الإنساني على الدوام عناوين «الإرث» و «الميراث» و «الوراثة» ، بحيث استوعبت هذه الحقيقة الاُمور الماديّة والمعنويّة ، والناس تُظهر دهشتها ـ في العادة ـ لإنسان يسكت عن كيفيّة التصرّف بتركته من بعده ، وما يتركه الناس يتمثّل تارة بالاُمور المادّية واُخرى بالاُمور والمواريث المعنويّة .
لقد جرت سنّة الإرث ، وتواضع الطبع الإنساني في هذا المجال على وجود الوارث والمؤتمن ، من دون أن يُنكر ذلك أحد ، بل التقى الناس على امتداح هذه السنّة مهما كانت انتماءاتهم الحضاريّة والثقافيّة والفكريّة .
فتعالوا الآن لننظر ماذا فعل رسول اللّه صلى الله عليه و آله بميراثه العظيم ، وهو خاتم النبيّين ، وحامل آخر رسالات السماء ، ومبلّغ دين أبديّ يترامى امتداداً فوق حدود المكان والزمان . إلامَ عَهِد بأمر هذا الدين من بعده ؟ هل أوصى اللّه سبحانه رسوله الكريم أن يعهد بالأمر إلى شخص محدّد ؟
إنّ أخبار «الوراثة» ونصوصها هي جواب جليّ على هذا السؤال المهمّ ؛ فقد راح رسول اللّه صلى الله عليه و آله يُخبر تارة بأنّ اختيار الوارث هي سنّة جرى عليها جميع النبيّين قبله ، ومن ثَمّ يتحتّم عليه بوصفه خاتم المرسلين والحلقة الأخيرة في نبوّات السماء ، أن يختار وارثه ، كما تحدّث اُخرى وبصراحة على أنّ وراثته تكمن بالإمامة والعلم .
وهذا الموقع هو ما أكّد عليه الصحابة أيضاً منذ ذلك العصر ؛ حيث صاروا يُظهرون كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله وتصريحه بهذه الحقيقة في مناسبات ومواضع ومناسبات مختلفة ، كما كانوا أحياناً يُشيرون في كلامهم إلى عليّ بن أبي طالب بموقع الوراثة ومقام الوارث ، من ذلك : سأل عبد الرحمن بن خالد قثم بن العبّاس : من أين ورث

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 302363
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي