الضَّلَـلُ» . 1
من جهة اُخرى يسجّل حديث الثقلين «عصمة» العترة من دون لبس وغموض ؛ فمن زاوية عدّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله التمسّك بها واجباً ضروريّاً من دون أيّ قيد أو شرط ، فهل من المنطقيّ أو المعقول أن نتصوّر النبيّ يدفع الاُمّة إلى التمسَّك بمرجعيّة أشخاص ، ويحثّها على التمسّك بتعاليمها دون قيد أو شرط ، وأشخاص هذه المرجعيّة يعيشون الضلال ؟ ثمّ إنّ هذه العترة هي عدل قرآنٍ «لَا يَأْتِيهِ الْبَـطِـلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ» 2 ، فهكذا العترة أيضاً .
وأخيراً دلّ الحديث على أنّ التمسّك بالعترة هو سدّ يحول دون الضلالة ، فإذا ما كان الضلال سائغاً بحقّ هذه المرجعيّة فهل يمكنها أن تكون عاصمة عن الضلال ؟ !
فالعترة إذاً معصومة جزماً بدلالات الحديث .
15 . حديث الغدير
ذكرنا أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أكّد منذ الأيّام الاُولى التي صدع فيها بالرسالة ، على الإمامة ومستقبل الاُمّة من بعده ، وشهدت له المواطن جميعاً ، وهو يعلن «الحقّ» ، ويحدّد أمام الجميع الإمامة من بعده بأعلى خصائصها ، وبمزاياها المتفوّقة ، ولم يتوانَ عن ذلك لحظة ، ولم يُضِع فرصة إلّا وأفاد منها في إعلان هذا «الحقّ» والإجهار به . وفي الحَجَّة الاخيرة التي اشتهرت بـ «حَجَّة الوداع» ، بلغت الجهود النبويّة ذروتها ، وقد جاءه أمر السماء بإبلاغ الولاية ، لتكتسب هذه الحجّة عنوانها الدالّ ، وهي تسمّى «حَجَّة البلاغ» .