141
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

ذكر الحاكم النيسابوري الحديث في موضع من «المستدرك على الصحيحين» ، ثمّ كتب بعد ذلك : «هذا حَديثٌ صَحيحٌ عَلى شَرطِ الشَّيخَينِ ولَم يُخرِجاهُ» . ۱
كما قال في موضع آخر بعد نقل الحديث : «هذا حَديثٌ صَحيحُ الإِسنادِ ولَم يُخرِجاهُ» . ۲
أمّا الترمذي فقد ذكر بعد أن نقل الحديث في «السنن» : «هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ» . ۳
وعند ترجمة الذهبي لابن جرير الطبري ، كتب : «لَمّا بَلَغَهُ ـ ابن جرير ـ أنَّ ابنَ أبي داوُدَ تَكَلَّمَ في حَديثِ غَديرِ خُمٍّ ، عَمِلَ كِتابَ الفَضائِلِ ، وتَكَلَّمَ عَلى تَصحيحِ الحَديثِ . قُلتُ : رَأَيتُ مُجَلَّداً مِن طُرُقِ الحَديثِ لِابنِ جَريرٍ ، فَاندَهَشتُ لَهُ ولِكَثرَةِ تِلكَ الطُّرُقِ» . ۴
وكتب ابن حجر : «وأمّا حَديثُ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، فَقَد أخرَجَهُ التِّرمِذِيُّ وَالنِّسائِيُّ ، وهُوَ كَثيرُ الطُّرُقِ جِدّاً ، وَقِد استَوعَبَهَا ابنُ عُقدَةَ في كِتابٍ مُفرَدٍ ، وكَثيرٌ مِن أسانيدِها صِحاحٌ حِسانٌ» . ۵
أمّا كتاب ابن عقدة الموسوم بـ «حديث الولاية» فقد كان متداولاً بين العلماء حتى القرن الهجري العاشر تقريباً ، وعنه كتب السيّد ابن طاووس يقول : «وقَد رُوِيَ فيهِ نَصُّ النَّبِيِّ ـ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ـ عَلى مَولانا عَلِيٍّ عليه السلام بِالوِلايَةِ مِن مِائَةٍ وخَمسِ

1.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۱۸ ح۴۵۷۶ .

2.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۶۱۳ ح۶۲۷۲ .

3.سنن الترمذي : ج۵ ص۶۳۳ ح۳۷۱۳ .

4.تذكرة الحفّاظ : ج۲ ص۷۱۳ ح۷۲۸ .

5.فتح الباري : ج۷ ص۷۴ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
140

القَطعَ بِأَنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه و آله قالَهُ ، رَواهُ الجَمُّ الغَفيرُ وَالعَدَدُ الكَثيرُ مِن طُرُقٍ صَحيحةٍ ، وحَسَنَةٍ ، وضَعيفَةٍ ، ومُطَّرَحَةٍ ، وأنَا أسوقُها : . . . . ۱
وقد أحصى العلّامة الأميني مائة وعشرة من أعاظم الصحابة رووا الحديث ، ثمّ ذكر في نهاية الجولة أنّ من فاته منهم أكثر من ذلك بكثير . ۲
أمّا المحقّق الراحل السيّد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله فقد ذكر في هامش على كلام صاحب الغدير ، أنّ هناك عدداً آخر من الصحابة رووا الحديث ، قد استوفاهم في كتابه «على ضفاف الغدير» . ۳
ثمَّ في موسوعة «الغدير» فهرس كبير تقصّى رواة حديث الغدير من التابعين .
أمّا العالم الغيور السيّد حامد حسين الهندي الذي أمضى عمره دفاعاً عن الولاية وحريم التشيّع بمثابرة عجيبة ومن دون تعب أو كلل ، فقد خصّص جزءاً كبيراً من موسوعته الخالدة «عبقات الأنوار» لحديث الغدير ، حيث كشف فيه عن أسانيد الحديث تفصيلاً ، وضبط طرقه ورواته ۴ ، ثمّ استوفى الكلام في نقد من ذهب إلى عدم تواتر الحديث ، كاشفاً خطل هذه الدعوى وعدم صوابها بأدلّة دامغة وافية . ۵
على ضوء هذه المعطيات يبدو أنّ الكلام عن سند الحديث وصحّته هو من فضول الكلام ، وممّا لا جدوى من ورائه . لذلك كلّه سنكتفي بشهادات عدد من المحدّثين ، قبل أن نترك هذه النقطة إلى بُعد آخر من أبعاد البحث :

1.رسالة طرق حديث «من كنت مولاه فعليّ مولاه» للذهبي : ص۱۱ .

2.الغدير : ج۱ ص۶۰ .

3.هذا الكتاب مخطوط ولم يطبع حتى الآن ، راجع : هامش الغدير (طبعة مركز الغدير للدراسات الإسلاميّة) : ج۱ ص۱۴۴ .

4.راجع : نفحات الأزهار : ج۶ ـ ۹ .

5.نفحات الأزهار : ج۶ ص۳۷۷ ـ ۴۱۵ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 402637
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي