طُرُقٍ» ۱ . ۲
ممّن أتى على نقل الحديث أيضاً ابن عساكر ؛ حيث ذكره في مواضع عدّة من مصنّفه العظيم ، ويكفيك أ نّه ذكر له عشرات الطرق في موضع واحد فقط . ۳
وعلى النهج ذاته مضى عدد كبير من المحدّثين والمفسّرين والعلماء .
أ فبعد هذا كلّه ، يجوز الشكّ في صدور الحديث أو في طرقه ؟ ! إنّ من يفعل هذا إنّما ينزلق إليه عن استكبار وعتوّ ورغبة في مناهضة الحقّ الصراح ، لا لشيء آخر .
2 . دلالة الحديث
يظهر ممّا ذكرناه في بداية البحث وما سنعمل تفصيله أكثر عبر نصوص جمّة ، أنّ أحداً لم يكن يشكّ أو يناقش في أنّ مدلول جملة : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ» إنّما كان يُشير إلى الرئاسة وتولّي الأمر ، وإلى الإمامة والزعامة ، على هذا مضت سُنّة السلف ومن عاصر الحديث ، دون أن يفهم أحد ما سوى ذلك . ولا جدال أنّ للفظ «المولى» في اللغة معاني أوسع من ذلك ۴ ، لكن ليس ثمَّ شيء من تلك المعاني يمكن أن يكون هو المراد ، إنّما المقصود بمدلول الحديث هو الذي ذكرناه ، وفهمه الجيل الأوّل .
1.الإقبال : ج۲ ص۲۴۰ .
2.راجع : كتاب «الغدير في التراث الإسلامي» : ص۴۵ ، حيث توفّر المؤلّف على بيان أهمّية كتاب ابن عقدة وتأثيره في الكتب التالية له بدقّة كافية .
3.راجع : تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۲۰۴ ـ ۲۳۸ .
4.راجع : الغدير : ج۱ ص۳۶۲ ، حيث استعرض عدداً من هذه المعاني .