وهكذا فبنو هاشم هم صفوة اختيرت من بين صفوة الاُسر ، ورسول اللّه صلى الله عليه و آله وعليّ عليه السلام هما صفوة هذه الصفوة ، قال الإمام عليه السلام واصفا سلالة النبيّ صلى الله عليه و آله :
«اُسرَتُهُ خَيرُ الاُسَرِ ، وشَجَرَتُهُ خَيرُ الشَّجَرِ ؛ نَبَتَت في حَرَمٍ ، وبَسَقَت في كَرَمٍ ، لَها فُروعٌ طِوالٌ ، وثَمَرٌ لا يُنالُ» .۱
وهذا الثناء ـ بحقّ ـ هو ثناء على سلالته عليه السلام أيضا ، حيث قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
«أنَا وعَلِيٌّ مِن شَجَرَةٍ واحِدَةٍ» .۲
وقال :
«لَحمُهُ لَحمي ، ودَمُهُ دَمي» .۳
وعلى هذا يكون بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وبيت عليّ هو بيت النبوّة ، واُرومتهما اُرومة النور والكرامة ، وهما المصطفيان من نسل إبراهيم وبني هاشم ، مع خصائص ومزايا سامقة؛ كالطهارة، والفصاحة ، والسماحة ، والشجاعة ، والذكاء ، والحياء ، والعفّة ، والحلم ، والصبر وأمثالها ۴ . ناهيك عن منزلتهما المرموقة العليّة بين قبائل العرب بأجمعها .
۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :خُلِقتُ أنَا وعَليٌّ مِن نورٍ واحِدٍ . . . فَلَم يَزَل يَنقُلُنَا اللّهُ عزّ وجلّ مِن أصلابٍ طاهِرَةٍ إلى أرحامٍ طاهِرَةٍ حَتَّى انتَهى بِنا إلى عَبدِ المُطَّلِبِ . ۵
ب ـ الأَبُ
عبد مناف بن عبد المطّلب ، المشهور بأبي طالب ، أحد العشرة من أولاد
1.نهج البلاغة : الخطبة ۹۴ .
2.الخصال : ص ۲۱ .
3.الأمالي للمفيد : ص ۲۹۴ .
4.راجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة : ص۱۶۳ (الفصل الثاني : جوامع خصائصهم) .
5.معاني الأخبار : ص۵۶ ح۴ .