أبو بَكرٍ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قَرَأَ : «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُم مَّيِّتُونَ»۱ ، ثُمَّ قَرَأَ : «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَـبِكُمْ»۲ ، حَتّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ ، ثُمَّ قالَ : مَن كانَ يَعبُدُ مُحَمَّدا فَإِنَّ مُحَمَّدا قَد ماتَ ، ومَن كانَ يَعبُدُ اللّهَ فَإِنَّ اللّهَ حَيٌّ لا يَموتُ !
قالَ : فَقالَ عُمَرُ : هذا في كِتابِ اللّهِ ؟ قالَ : نَعَم ! فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! هذا أبو بَكرٍ وذو شَيبَةِ المُسلِمينَ فَبايِعوهُ ! فَبايَعَهُ النّاسُ . ۳
ب ـ ما جَرى فِي السَّقيفَةِ
۱۳۹.صحيح البخاري عن ابن عبّاس عن عمرـ مِن خُطبَتِهِ فِي أواخِرِ عُمُرِهِ ـ: بَلَغَني أنَّ قائِلاً مِنكُم يَقولُ : وَاللّهِ لَو قَد ماتَ عُمَرُ بايَعتُ فُلاناً فَلا يَغتَرَّنَّ امرُؤٌ أن يَقولَ : إنَّما كانَت بَيعَةُ أبي بَكرٍ فَلتَةً وتَمَّت . ألا وإنَّها قَد كانَت كَذلِكَ ، ولكِنَّ اللّهَ وقى شَرَّها ، ولَيسَ فيكُم مَن تُقطَعُ الأعناقُ إلَيهِ مِثلُ أبي بَكرٍ .
مَن بايَعَ رَجُلاً عَن غَيرِ مَشورَةٍ مِنَ المُسلِمينَ فَلا يُتابَعُ هُوَ ولَا الَّذي تابَعَهُ تَغِرَّةٌ ۴ أن يُقتَلا وإِنَّه قَد كانَ مِن خَبَرِنا حينَ تَوفّى اللّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله أنَّ الأَنصارَ خالَفونا ، واجتَمَعوا بِأَسْرِهِم في سَقيفَةِ بَني ساعِدَةَ ، وخالَفَ عَنّا عَليٌّ والزُّبَيرُ ومَن مَعَهُما ، واجتَمَعَ المُهاجِرونَ إلى أبي بَكرٍ ، فَقُلتُ لأَبي بَكرٍ : يا أبا بَكرِ اِنطَلِق بِنا إلى إخوانِنا هؤلاءِ مِنَ الأنصارِ ، فَانطَلَقنا نُريدُهُم ، فَلمّا دَنَونا مِنهُم لَقيَنا مِنهُم رَجُلانِ صالِحانِ ، فَذَكَرا ما تَمالأَ عَلَيهِ القَومُ ، فَقالا : أينَ تُريدونَ يامَعشَرَ المُهاجِرينَ ؟ فَقُلنا : نُريدُ إخوانَنا هؤلاءِ