237
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله حَيّا ومَيِّتا ؛ لِأَنّا أهلُ بَيتِهِ ، وأقرَبُ الخَلقِ إلَيهِ ، فَإِن كُنتُم تَخافونَ اللّهَ فَأَنصِفونا ، وَاعرِفوا لَنا في هذَا الأَمرِ ما عَرَفَتهُ لَكُمُ الأَنصارُ .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ : إنَّكَ أيُّهَا الرَّجُلُ لَستَ بِمَتروكٍ أو تُبايِعُ كَما بايَعَ غَيرُكَ . فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : إذا لا أقبَلُ مِنكَ وَلا اُبايِعُ مَن أنَا أحَقُّ بِالبَيعَةِ مِنهُ . فَقالَ لَهُ أبو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ : وَاللّهِ يا أبَا الحَسَنِ ، إنَّكَ لَحَقيقٌ لِهذَا الأَمرِ لِفَضلِكَ وسابِقَتِكَ وقَرابَتِكَ ، غَيرَ أنَّ النّاسَ قَد بايَعوا ورَضوا بِهذَا الشَّيخِ ، فَارضَ بِما رَضِيَ بِهِ المُسلِمونَ .
فَقالَ لَهُ عليّ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ : يا أبا عُبَيدَةَ ، أنتَ أمينُ هذِهِ الاُمَّةِ ! ! فَاتَّقِ اللّهَ في نَفسِكَ ؛ فَإِنَّ هذَا اليَومَ لَهُ ما بَعدَهُ مِنَ الأَيّامِ ، ولَيسَ يَنبَغي لَكُم أن تُخرِجوا سُلطانَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله مِن دارِهِ وقَعرِ بَيتِهِ إلى دورِكُم وقُعورِ بُيوتِكُم ؛ فَفي بُيوتِنا نَزَلَ القُرآنُ ، ونَحنُ مَعدِنُ العِلمِ وَالفِقهِ وَالدّينِ وَالسُّنَّةِ وَالفَرائِضِ ، ونَحنُ أعلَمُ بِاُمورِ الخَلقِ مِنكُم ؛ فَلا تَتَّبِعُوا الهَوى فَيَكونَ نَصيبُكُمُ الأَخَسَّ .
فَتَكَلَّمَ بَشيرُ بنُ سَعدٍ الأَنصارِيُّ فَقالَ : يا أبَا الحَسَنِ ، أما وَاللّهِ لَو أنَّ هذَا الكَلامَ سَمِعَهُ النّاسُ مِنكَ قَبلَ البَيعَةِ لَمَا اختَلَفَ عَلَيكَ رَجُلانِ ، وَلَبايَعَكَ النّاسُ كُلُّهُم ، غَيرَ أنَّكَ جَلَستَ في مَنزِلِكَ وَلَم تَشهَد هذَا الأَمرَ ، فَظَنَّ النّاسُ أن لا حاجَةَ لَكَ فيهِ ، وَالآنَ فَقَد سَبَقَتِ البَيعَةُ لِهذَا الشَّيخِ ، وَأنتَ عَلى رَأسِ أمرِكَ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : وَيحَكَ يا بَشيرُ ! أ فَكانَ يَجِبُ أن أترُكَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله في بَيتِهِ فَلَم أجِبهُ إلى حُفرَتِهِ ، وأخرُجَ اُنازِعُ النّاسَ بِالخِلافَةِ ؟ ! ۱

ز ـ اِعتِراضُ الإِمامِ عليه السلام عَلى قَرارِ السَّقيفَةِ

۱۴۵.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ تَشتَمِلُ عَلَى الشَّكوى مِن أمرِ الخِلافَةِ ـ: أما وَاللّهِ لَقَد تَقَمَّصَها فُلانٌ وإنَّهُ لَيَعلَمُ أنَّ مَحَلّي مِنها مَحَلُّ القُطبِ مِنَ الرَّحا ، يَنحَدِرُ عَنِّي السَّيلُ

1.الردّة : ص ۴۶ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
236

فَوَضَعَ طَرَفَ المِسحاةِ فِي الأَرضِ ويَدُهُ عَلَيها ثُمَّ قالَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ* الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكَـذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّـئاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ»۱ . ۲

ه ـ الهُجومُ عَلى بَيتِ فاطِمَةَ عليهاالسلام بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله

۱۴۲.أنساب الأشراف عن سليمان التيمي وعن ابن عَون :إنَّ أبا بَكرٍ أرسَلَ إلى عَلِيٍّ يُريدُ البَيعَةَ ، فَلَم يُبايِع . فَجاءَ عُمَرُ ، وَمَعَهُ قَبَسٌ ، فَتَلَقَّتهُ فاطِمَةُ عَلَى البابِ ، فَقالَت فاطِمَةُ : يَابنَ الخَطّابِ ! ! أ تُراكَ مُحَرِّقا عَلَيَّ بابي ؟ ! قالَ : نَعَم ! ! ، وذلِكَ أقوى فيما جاءَ بِهِ أبوكِ . ۳

۱۴۳.تاريخ الطبري عن زياد بن كُلَيب :أتى عُمَرُ بنُ الخَطّابِ مَنزِلَ عَلِيٍّ وَفيهِ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ورِجالٌ مِنَ المُهاجِرينَ ، فَقالَ : وَاللّهِ لَاُحرِقَنَّ عَلَيكُم أَو لَتَخرُجُنَّ إلَى البَيعَةِ . فَخَرَجَ عَلَيهِ الزُّبَيرُ مُصلِتا بِالسَّيفِ ، فَعَثَرَ فَسَقَطَ السَّيفُ مِن يَدِهِ ، فَوَثَبوا عَلَيهِ فَأَخَذوهُ . ۴

و ـ اِمتِناعُ الإِمامِ عليه السلام مِنَ البَيعَةِ

۱۴۴.الردّة :أرسَلَ أبو بَكرٍ إلى عَلِيٍّ فَدَعاهُ ، فَأَقبَلَ وَالنّاسُ حُضورٌ ، فَسَلَّمَ وجَلَسَ ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَى النّاسِ ، فَقالَ : لِمَ دَعَوتَني ؟ فَقالَ لَهُ عُمَرُ : دَعَوناكَ لِلبَيعَةِ الَّتي قَدِ اجتَمَعَ عَلَيهَا المُسلِمونَ ، فَقالَ عَلِيٌّ : يا هؤُلاءِ ، إنَّما أخَذتُم هذَا الأَمرَ مِنَ الأَنصارِ بِالحُجَّةِ عَلَيهِم وَالقَرابَةِ لِأَبي بَكرٍ ؛ لِأَنَّكُم زَعَمتُم أنَّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله مِنكُم ، فَأَعطَوكُمُ المَقادَةَ ، وَسَلَّموا إلَيكُمُ الأَمرَ ، وأنَا أحتَجُّ عَلَيكُم بِالَّذِي احتَجَجتُم بِهِ عَلَى الأَنصارِ ، نَحنُ أولى

1.العنكبوت : ۱ ـ ۴ .

2.الإرشاد : ج ۱ ص ۱۸۹ .

3.أنساب الأشراف : ج۲ ص۲۶۸ .

4.تاريخ الطبري : ج۳ ص۲۰۲ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 302273
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي