239
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

ثُمَّ أتاهُمُ اللَّيلَةَ الثّالِثَةَ فَما أتاهُ غَيُرنا .
فَلَمّا رَأى غَدرَهُم وقِلَّةَ وَفائِهم لَهُ لَزِمَ بَيتَهُ ، وأقبَلَ عَلَى القُرآنِ يُؤَلِّفُهُ ويَجمَعُهُ ، فَلَم يَخرُج مِن بَيتِهِ حَتّى جَمَعَهُ . ۱

۱۴۷.تاريخ اليعقوبي :اِجتَمَعَ جَماعَةٌ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ يَدعونَهُ إلَى البَيعَةِ لَهُ ، فَقالَ لَهُم : اُغدوا عَلى هذا مُحَلِّقينَ الرُّؤوسَ . فَلَم يَغدُ عَلَيهِ إلّا ثَلاثَةُ نَفَرٍ . ۲

ط ـ وَعيُ الإِمامِ عليه السلام في مُواجَهَةِ الفِتنَةِ

۱۴۸.أنساب الأشراف عن الحسين عن أبيه :إنَّ أبا سُفيانَ جاءَ إلى عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ : يا عَلِيُّ ، بايَعتُم رَجُلاً مِن أذَلِّ قَبيلَةٍ مِن قُرَيشٍ ! أما وَاللّهِ لَئِن شِئتَ لَاُضرِمَنَّها عَلَيهِ مِن أقطارِها ، ولَأَملَأَنَّها عَلَيهِ خَيلاً ورِجالاً ! !
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : إنَّكَ طالَما ما غَشَشتَ اللّهَ ورَسولَهُ وَالإِسلامَ ، فَلَم يَنقُصهُ ذلِكَ شَيئا . ۳

ي ـ بَيعَةُ الإِمامِ عليه السلام بَعدَ وَفاةِ فاطِمَةَ عليهاالسلام

۱۴۹.الكامل في التاريخ عن الزُّهري:بَقِيَ عَلِيٌّ وبَنو هاشِمٍ وَالزُّبَيرُ سِتَّةَ أشهُرٍ لَم يُبايِعوا أبا بَكرٍ ، حَتّى ماتَت فاطِمَةُ رَضِيَ اللّهُ عَنها ، فَبايَعوهُ . ۴

۱۵۰.صحيح البخاري عن عائشة :إنَّ فاطِمَةَ عليهاالسلام بِنتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أرسَلَت إلى أبي بَكرٍ تَسأَلُهُ ميراثَها مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؛ مِمّا أفاءَ اللّهُ عَلَيهِ بِالمَدينَةِ ، وفَدَكَ ، وما بَقِيَ مِن خُمُسِ خَيبَرَ ... فَأَبى أبو بَكرٍ أن يَدفَعَ إلى فاطِمَةَ مِنها شَيئا ، فَوَجَدَت فاطِمَةُ عَلى أبي بَكرٍ

1.كتاب سليم بن قيس : ج۲ ص۵۸۰ ح۴ .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۲۶ .

3.أنساب الأشراف : ج۲ ص۲۷۱ .

4.الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۱۴ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
238

ولا يَرقى إلَيَّ الطَّيرُ ، فَسَدَلتُ دونَها ثَوبا ، وطَوَيتُ عَنها كَشحا ۱ ، وطَفِقتُ أرتَئي بَينَ أن أصولَ بِيَدٍ جَذّاءَ ۲ ، أو أصبِرَ عَلى طَخيَةٍ ۳ عَمياءَ ، يَهرَمُ فيهَا الكَبيرُ ، وَيَشيبُ فيهَا الصَّغِيرُ ، ويَكدَحُ فيها مُؤمِنٌ حتّى يَلقى رَبَّهُ ! فَرَأَيتُ أنَّ الصَّبرَ عَلى هاتا أحجى ، فَصَبَرتُ وفِي العَينِ قَذىً ، وفِي الحَلقِ شَجا ۴ ، أرى تُراثي نَهبا . ۵

ح ـ اِستِنصارُ الإِمامِ عليه السلام المُهاجِرينَ وَالأَنصارَ

۱۴۶.كتاب سليم بن قيس :قالَ سَلمانُ : فَلَمّا أن كانَ اللَّيلُ حَمَلَ عَلِيٌّ عليه السلام فاطِمَةَ عليهاالسلامعَلى حِمارٍ ، وأخَذَ بِيَدَيِ ابنَيهِ الحَسَنِ والحُسَينِ عليهماالسلام ، فَلَم يَدَع أحَدا مِن أهلِ بَدرٍ مِنَ المُهاجِرينَ ولا مِنَ الأَنصارِ إلّا أتاهُ في مَنزِلِهِ ، فَذَكَّرَهُم حَقَّهُ ، ودَعاهُم إلى نُصرَتِهِ ، فَمَا استَجابَ لَهُ مِنهُم إلّا أربَعَةٌ وأربَعون رَجُلاً . فَأَمَرَهُم أن يُصبِحوا بُكرَةً مُحَلِّقينَ رُؤوسَهُم مَعَهُم سِلاحُهُم لِيُبايِعوا عَلَى المَوتِ ، فَأَصبَحوا ، فَلَم يُوافِ مِنهُم أحَدٌ إلّا أربَعَةٌ .
فَقُلتُ لِسَلمانَ : مَنِ الأَربَعَةُ ؟ فَقالَ : أنَا وأبو ذَرٍّ وَالمِقدادُ وَالزُّبَيرُ بنُ العَوّامِ .
ثُمَّ أتاهُم عَلِيٌّ عليه السلام مِنَ اللَّيلَةِ المُقبِلَةِ ، فَناشَدَهُم ، فَقالوا : نُصبِحُكَ بُكرَةً ، فَما مِنهُم أحَدٌ أتاهُ غَيرُنا .

1.الكَشْح : ما بين الخاصرة إلى الضلع الخَلْف ، كناية عن امتناعه وإعراضه عنها (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۵۷۲ «كشح») .

2.جَذّاء : مقطوعة ، كنّى به عن قصور أصحابه وتقاعدهم عن الغزو ؛ فإنّ الجند للأمير كاليد (النهاية : ج ۱ ص ۲۵۰ «جذذ») .

3.طخية عمياء : أي ظلمة لا يهتدى فيها للحقّ ، وكنّى بها عن التباس الاُمور في أمر الخلافة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۷۹ «جذذ») .

4.القذى : ما يقع في العين فيؤذيها كالغبار ونحوه . والشجا : ما ينشب في الحلق من عظمٍ ونحوه فيُغصُّ به ، وهما كنايتان عن النقمة ومرارة الصبر والتألّم من الغبن (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۳۲ «شجا») .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۳ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 296198
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي