في ذلِكَ ، فَهَجَرَتهُ ؛ فَلَم تُكَلِّمهُ حَتّى تُوُفِّيَت ، وعاشَت بَعدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله سِتَّةَ أشهُرٍ .
فَلَمّا تُوُفِّيَت دَفَنَها زَوجُها عَلِيٌّ لَيلاً ، ولَم يُؤذِن بِها أبا بَكرٍ ، وصَلّى عَلَيها . وكانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النّاسِ وجهٌ حَياةَ فاطِمَةَ ، فَلَمّا تُوُفِّيَتِ استَنكَرَ عَلِيٌّ وُجوهَ النّاسِ ، فَالتَمَسَ مُصالَحَةَ أبي بَكرٍ ومُبايَعَتَهُ ، ولَم يَكُن يُبايِع تِلكَ الأَشهُرَ . ۱
ك ـ دَوافِعُ بَيعَةِ الإِمامِ عليه السلام بَعدَ امتِناعِهِ
1 . مَخافَةُ الفُرقَةِ
۱۵۱.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَتِهِ قَبلَ حَربِ الجَمَلِ ـ: إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله حينَ قُبِضَ كُنّا نَحنُ أهلَ بَيتِهِ ، وعُصبَتَهُ ، ووَرَثَتَهُ ، وأولِياءَهُ ، وأحَقَّ خَلقِ اللّهِ بِهِ ، لا نُنازَعُ في ذلِكَ . . . فَانتَزَعوا سُلطانَ نَبِيِّنا مِنّا ، ووَلَّوهُ غَيرَنا ، وَايمُ اللّهِ فَلَولا مَخافَةُ الفُرقَة بَينَ المُسلِمينَ أن يَعودوا إلَى الكُفرِ لَكُنّا غَيَّرنا ذلِكَ مَا استَطَعنا ! ۲
2 . مَخافَةُ الإرتِدادِ
۱۵۲.الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ النّاسَ لَمّا صَنَعوا ما صَنَعوا إذ بايَعوا أبا بَكرٍ ، لم يَمنَع أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام مِن أن يَدعُوَ إلى نَفسِهِ إلّا نَظَرا لِلنّاسِ ، وتَخَوُّفا عَلَيهِم أن يَرتَدّوا عَنِ الإِسلامِ ؛ فَيَعبُدُوا الأَوثانَ ، ولا يَشهَدوا أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله . . . وبايَعَ مُكرَها ؛ حَيثُ لَم يَجِد أعوانا . ۳
3 . عَدَمُ النّاصِرِ
۱۵۳.الكافي عن سدير :كُنّا عِندَ أبي جَعفرٍ عليه السلام ، فَذَكَرنا ما أحدَثَ النّاسُ بَعدَ نَبِيِّهِم صلى الله عليه و آله ،