الفصل الثاني : عهد عمر بن الخطّاب
أ ـ مَكانَةُ عُمَرَ عِندَ أبي بَكرٍ
۱۵۸.تاريخ الإسلام عن أبي بكر :وَاللّهِ ، ما عَلى ظَهرِ الأَرضِ رَجُلٌ أحَبُّ إلَيَّ مِن عُمَرَ . ۱
۱۵۹.الإمامة والسياسةـ في ذِكرِ كِتابَةِ استِخلافِ عُمَرَ ـ: خَرَجَ عُمَرُ بِالكِتابِ وأعلَمَهُم ، فَقالوا : سَمعا وطاعَةً ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ : ما فِي الكِتابِ يا أبا حَفصٍ ؟ قالَ : لا أدري ، ولكِنّي أوَّلُ مَن سَمِعَ وأطاعَ . قالَ : لكِنّي وَاللّهِ أدري ما فيهِ ؛ أمَّرتَهُ عامَ أوَّلٍ ، وأمَّرَكَ العامَ ! ۲
ب ـ مَوقِفُ الإِمامِ عليه السلام مِن خِلافَتِهِ
۱۶۰.الإمام عليّ عليه السلام ـ في ذِكرِ السَّقيفَةِ ومابَعدَها ـ :ـ في ذِكرِ السَّقيفَةِ ومابَعدَها ـالإمام عليّ عليه السلام : فَرَأَيتُ أنَّ الصَّبرَ عَلى هاتا أحجى ۳ ، فَصَبَرتُ وفِي العَينِ قَذىً ، وفِي الحَلقِ شَجا ، أرى تُراثي ۴ نَهبا ، حَتّى مَضَى الأَوَّلُ لِسَبيلِهِ ، فَأَدلى بِها إلى فُلانٍ بَعدَهُ .
شَتّانَ ما يَومِي عَلى كورِهاويَومُ حَيّانَ أخي جابِرِ۵
فَيا عَجَبا ! ! بَينا هُوَ يَستَقيلُها في حَياتِهِ إذ عَقَدَها لِاخَرَ بَعدَ وَفاتِهِ ـ لَشَدَّ ما تَشَطَّرا ضَرعَيها ! ـ فَصَيَّرَها في حَوزَةٍ خَشناءَ يَغلُظُ كَلمُها ۶ ، ويَخشُنُ مَسُّها ، ويَكثُرُ العِثارُ فيها ، وَالاِعتِذارُ مِنها ، فَصاحِبُها كَراكِبِ الصَّعبَةِ إن أشنَقَ لَها خَرَمَ ، وَإن أسلَسَ لَها تَقَحَّم ۷ فَمُنِيَ النّاسُ ـ لَعَمرُ اللّهِ ـ بِخَبطٍ وشِماسٍ ۸ ، وتَلَوُّنٍ وَاعتِراضٍ . ۹
1.تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۲۶۵ .
2.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۳۸ .
3.أي أجدَر وأولى وأحقَّ (النهاية : ج۱ ص۳۴۸) .
4.التراث : ما يُخَلِّفه الرجل لورثته (النهاية : ج۱ ص۱۸۶) .
5.هذا البيت هو للأعشى ، وقد تمثّل به عليه السلام .
6.الكَلْم : الجَرْح (النهاية : ج۴ ص۱۹۹) .
7.قال الشريف الرضي ـ في ذيل الخطبه ـ : قوله عليه السلام : «كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها تقحّم» يريد : أنّه إذا شدّد عليها في جذْب الزمام وهي تُنازعه رأسَها خرم أنفها ، وإن أرخى لها شيئا مع صعوبتها تقحّمت به فلم يملكها ، يقال : أشنَقَ الناقةَ : إذا جذَب رأسَها بالزمام فرفعه ، وشنَقَها أيضا . ذكر ذلك ابن السكّيت في «إصلاح المنطق» ، وإنّما قال : «أشنق لها» ولم يقل: «أشنقها» لأنّه جعله في مقابلة قوله: «أسلس لها» ، فكأنّه عليه السلام قال : إن رفع لها رأسها بمعنى أمسكه عليها بالزمام .
8.شَمَسَت الدابَّةُ والفَرس : شَرَدتْ وجَمَحَتْ ومَنَعتْ ظَهْرَها (لسان العرب : ج۶ ص۱۱۳) .
9.نهج البلاغة : الخطبة ۳ .