د ـ دَوافِعُ الإِمامِ عليه السلام لِقَبولِ الحُكومَةِ
۱۸۸.الإمام عليّ عليه السلام :أما وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَولا حُضورُ الحاضِرِ ، وقِيامُ الحُجَّةِ بِوُجودِ النّاصِرِ ، وما أخَذَ اللّهُ عَلَى العُلَماءِ ألّا يُقارّوا ۱ عَلى كِظَّةِ ۲ ظالِمٍ ، ولا سَغَبِ ۳ مَظلومٍ ، لَأَلقَيتُ حَبلَها عَلى غارِبِها ، وَلَسَقَيتُ آخِرَها بِكَأسِ أوَّلِها ، ولَأَلفَيتُم دُنياكُم هذِهِ أزهَدَ عِندي مِن عَفطَةِ عَنزٍ . ۴
ه ـ أوَّلُ مَن بايَعَ
۱۸۹.الكامل في التاريخ :لَمّا قُتِلَ عُثمانُ ، اجتَمَعَ أصحابُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وفيهِم طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ، فَأَتَوا عَلِيّا ، فَقالوا لَهُ : إنَّهُ لابُدَّ لِلنّاسِ مِن إِمامٍ ! قالَ : لا حاجَةَ لي ]في[ ۵ أمرِكُم ؛ فَمَنِ اخترَتُم رَضيتُ بِهِ . فَقالوا : ما نَختارُ غَيرَكَ .
وتَرَدَّدوا إلَيهِ مِرارا ، وقالوا لَهُ في آخِرِ ذلِكَ : إنّا لا نَعلَمُ أحَدا أحَقَّ بِهِ مِنكَ ؛ لا أقدَمَ سابِقَةً ، ولا أقرَبَ قَرابَةً مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . فَقالَ : لا تَفعَلوا ، فَإِنّي أكونُ وَزيرا خَيرا مِن أن أكونَ أميرا . فَقالوا : وَاللّهِ ما نَحنُ بِفاعِلينَ حَتّى نُبايِعَكَ . قالَ : فَفِي المَسجِدِ ؛ فَإِنَّ بَيعَتي لا تَكونُ خَفِيَّةً ، ولا تَكونُ إلّا فِي المَسجِدِ ـ وكانَ في بَيتِهِ ، وقيلَ : في حائِطٍ لِبَني عَمرِو بنِ مَبذولٍ ـ .
فَخَرَجَ إلَى المَسجِدِ وعَلَيه إزارٌ وطاقٌ وعِمامَةُ خَزٍّ ، ونَعلاهُ في يَدِهِ ، مُتَوَكِّئا عَلى قَوسٍ ، فَبَايَعَهُ النّاسُ . وكانَ أوَّلُ مَن بايَعَهُ مِنَ النّاسِ طَلحَةَ بنَ عُبَيدِ اللّهِ . فَنَظَرَ إلَيهِ
1.قارَّه مُقارَّة : أي قرَّ معه وسكن ، وهو تفاعل من القرار (لسان العرب : ج۵ ص۸۵) .
2.الكِظَّة : البِطنَة ، كظّه الطعامُ والشرابُ يكُظُّه كظّا؛ إذا ملأه حتّى لا يطيق النفَس (لسان العرب : ج۷ ص۴۵۷) .
والمراد استئثار الظالم بالحقوق .
3.سَغِب الرجل يَسغَب وسَغَبَ يَسغُبُ : جاع (لسان العرب : ج۱ ص۴۶۸) .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۳ .
5.ما بين المعقوفين إضافة يقتضيها السياق .