35
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

وأمّا صاحبته فقد كانت السيّدة الرزينة الصبور ، حملت عب ء الحياة ، ورضيت بأقلّ الإمكانات . وكانت تضمّد جراح بعلها وأبيها ۱ ، حتى عبّر عنها رسول اللّه صلى الله عليه و آله تعبيرا لطيفا ، فقال : «فاطِمَةُ اُمُّ أبيها» . ۲
وكانت الثمرة الاُولى لهذا الزواج الإلهي هو الإمام الحسن عليه السلام الذي ولد في السنة الثالثة من الهجرة ۳ ، والثانية هو الإمام الحسين عليه السلام الذي ولد فيالسنة الرابعة منها ۴ ، ثمّ ولدت بعدهما زينب واُمّ كلثوم ، وآخرهم هو المحسن الذي اُجهض شهيدا . ۵

۱۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثلُكُم أتَزَوَّجُ فيكُم واُزَوِّجُكُم ، إلّا فاطِمَةَ فَإِنَّ تَزويجَها نَزَلَ مِنَ السَّماءِ . ۶

۱۱.الإمام الصادق عليه السلام :لَولا أنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى خَلَقَ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام لِفاطِمَةَ ، ما كانَ لَها كُفوٌ عَلى ظَهرِ الأَرضِ مِن آدَمَ ومَن دونَهُ . ۷

۱۲.الأمالي للطوسي عن الضحّاك بن مزاحم :سَمِعتُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ : أتاني أبو بَكرٍ وعُمَرُ فَقالا : لَو أتَيتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَذَكَرتَ لَهُ فاطِمَةَ . قالَ : فَأَتَيتُهُ ، فَلَمّا رَآني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ضَحِكَ ، ثُمَّ قالَ : ما جاءَ بِكَ يا أبَا الحَسَنِ ؟ وما حاجَتُكَ ؟قالَ : فَذَكَرتُ لَهُ قَرابَتي وقِدَمي فِي الإِسلامِ ونُصرَتي لَهُ وجِهادي ، فَقالَ : يا عَلِيُّ صَدَقتَ ، فَأَنتَ أفضَلُ مِمّا تَذكُرُ .

1.الإرشاد : ج۱ ص۸۹ .

2.وربّما كنّيت «اُمّ أبيها» ، لهذا الاعتبار ، راجع : تهذيب الكمال : ج۳۵ ص۲۴۷ ح۷۸۹۹ .

3.تاريخ الطبري : ج۲ ص ۵۳۷ .

4.مروج الذهب : ج۲ ص۲۹۵ .

5.معاني الأخبار : ص۲۰۶ .

6.الكافي : ج۵ ص۵۶۸ ح۵۴ .

7.الكافي : ج ۱ ص ۴۶۱ ح ۱۰ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
34

واقترح على الإمام عليّ عليه السلام عدد من الصحابة الموالين له أن يتقدّم لخطوبتها عليهاالسلام . وكان قلب الإمام طافحا بالإيمان ، وصدره مفعما بحبّ اللّه ، لكنّه خالي الوفاض من الدراهم والدنانير .
فتوجّه تلقاء البيت النبويّ ، ومنعته الهيبة النبويّة من الكلام ، وكان ينظر مرّةً إلى النبيّ صلى الله عليه و آله نظرة مليئة بالحياء ، واُخرى إلى الأرض . فأنطقه النبيّ صلى الله عليه و آله من خلال بعض التمهيدات ، ولمّا تكلّم قال له : أ معك شيء ؟ والجواب واضح !
أمّا فاطمة ، فهل لها كُف ء غير عليّ ؟ !
وتحقّق الأمر الإلهيّ ، كما أشار إليه النبيّ الأعظم ۱ وبدأ هذان العظيمان حياتهما المشتركة في السنة الاُولى من الهجرة ۲ بمهرٍ قليل ۳ ، ومراسم بسيطة ۴ ، وجهاز أكثر بساطة ۵ . وهكذا ولد أعظم بيت في التاريخ ، وبدأت أبهى حياة مشتركة .
وتكوّن في جوار بيت النبيّ صلى الله عليه و آله بيت صغير هو أكبر من التاريخ كلّه ، وكان مغبط أهل السماوات والأرض حقّا !
وكان منهل الفضائل والمكارم ، والعشق ، والإيمان ، والإيثار ، والجهاد ، وبساطة العيش ، بل كان يناطح السماء علوّا ورفعة .
أمّا سيّده ـ راهب الليل المتهجِّد في جوفه ـ فقد كان ليث الوغى ، لا تكاد تبرأ جراحه بعدُ حتى يخوض حربا اُخرى . وكان عليه السلام أشجع المقاتلين ، وأعظمهم منازلة للأقران .

1.المعجم الكبير : ج۱۰ ص۱۵۶ ح۱۰۳۰۵ .

2.الطبقات الكبرى : ج۸ ص۲۲ .

3.مسند ابن حنبل : ج۱ ص۱۷۴ ح۶۰۳ .

4.الطبقات الكبرى : ج۸ ص۲۳ .

5.سنن النسائي : ج۶ ص۱۳۵ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 302553
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي