عَلَيهِ ، وكَرِهوا إعطاءَهُ وقَسمَهُ بِالسَّوِيَّةِ . فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ غَدا وغَدا النّاسُ لِقَبضِ المالِ ، فَقالَ لِعُبَيدِاللّهِ بنِ أبي رافِعٍ كاتِبِهِ : اِبدَأ بِالمُهاجِرينَ فَنادِهِم وأعطِ كُلَّ رَجُلٍ مِمَّن حَضَرَ ثَلاثَةَ دَنانيرَ ، ثُمَّ ثَنِّ بِالأَنصارِ فَافعَل مَعَهُم مِثلَ ذلِكَ ، ومَن يَحضُرُ مِنَ النّاسِ كُلِّهِمُ الأَحمَرِ وَالأَسوَدِ فَاصنَع بِهِ مِثلَ ذلِكَ .
فَقالَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، هذا غُلامي بِالأَمسِ وقَد أعتَقتُهُ اليَومَ ، فَقالَ : نُعطيهِ كَما نُعطيكَ ، فَأَعطى كُلَّ واحِدٍ مِنهُما ثَلاثَةَ دَنانيرَ ، ولَم يُفَضِّل أحَداً عَلى أحَدٍ ، وتَخَلَّفَ عَن هذَا القَسمِ يَومَئِذٍ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ وعَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ وسَعيدُ بنُ العاصِ ومَروانُ بنُ الحَكَمِ ورِجالٌ مِن قُرَيشٍ وغَيرِها .
قالَ : وسَمِعَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ أبي رافِعٍ عَبدَ اللّهِ بنَ الزُّبَيرِ يَقولُ لِأَبيهِ وطَلحَةَ ومَروانَ وسَعيدٍ : ما خَفِيَ عَلَينا أمسِ مِن كَلامِ عَلِيٍّ ما يُريدُ ، فَقالَ سَعيدُ بنُ العاصِ وَالتَفَتَ إلى زَيدِ بنِ ثابِتٍ : إيّاكَ أعني واسمَعي يا جارَة ، فَقالَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ أبي رافِعٍ لِسَعيدٍ وعَبدِ اللّهِ بنِ الزُّبَيرِ : إنَّ اللّهَ يَقولُ في كِتابِهِ : «وَ لَـكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَـرِهُونَ» . ۱
ثُمَّ إنَّ عُبَيدَ اللّهِ بنَ أبي رافِعٍ أخبَرَ عَلِيّاً عليه السلام بِذلِكَ فَقالَ : وَاللّهِ ، إن بَقيتُ وسَلِمتُ لَهُم لَاُقيمَنَّهُم عَلَى المَحَجَّةِ البَيضاءِ وَالطَّريقِ الواضِحِ . قاتَلَ اللّهُ ابنَ العاصِ ، لَقَد عَرَفَ مِن كَلامي ونَظَري إلَيهِ أمسِ أنّي اُريدُهُ وأصحابَهُ مِمَّن هَلَكَ فيمنَ هَلَكَ . ۲
ب ـ عَزلُ عُمّالِ عُثمانَ
۱۹۳.تاريخ اليعقوبي :عَزَلَ عَلِيٌّ عُمّالَ عُثمانَ عَنِ البُلدانِ خَلا أبي موسَى الأَشعَرِيِّ ، كَلَّمَهُ فيهِ الأَشتَرُ فَأَقَرَّهُ . ۳