وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله مكلّفا برسالة إبلاغ الدين ، كما كان على عاتقه مهمّة الكشف عمّا سيحدث لهذه الاُمّة في المستقبل ؛ لأنّ دينه يتّصف بالخلود ، وهو لكلّ زمان ومكان . فكان يخبر بتلك المواجهات ، ويعرّف الناس بمُوقدي نار الفتنة ـ كما مرّ ـ فذكرهم في عِداد أهل الباطل ، وعرّفهم ، على أنّهم شرذمة فتنة ، وفئة باغية ، وقال صلى الله عليه و آله : «يا عَلِيُّ، سَتُقاتِلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ وأنتَ عَلَى الحَقِّ ، فَمَن لَم يَنصُركَ يَومَئِذٍ فَلَيسَ مِنّي» . ۱
ومن جانب آخر ، فقد صرّح صلى الله عليه و آله للجميع بأحقّية الإمام عليه السلام في حروبه ، واستقامته فيها ، بعد أن كان يُطري على شخصيّة الإمام ، ويؤكّد أنّه مع الحقّ والحقّ معه دائما ۲ ، فقال صلى الله عليه و آله : «أنتَ . . . تُقاتِلُ عَن سُنَّتي» ۳ ، وقال : «حَربُ عَلِيٍّ حَربُ اللّهِ» ۴ ، وقال : «حَربُكَ حَربي» ۵ ، أو : «حَربُكَ حَربي ، وسِلمُكَ سِلمي» ۶ ، إلى غيرها من الأحاديث .
وبهذا كلّه أفصح رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن مقام الإمام الإلهيّ ؛ لتستبين في المستقبل حقائق الأشخاص والأعمال ، وتتجلّى صفة الحقّ والباطل .
وبعد هذه النظرة المقتضبة سنكون مع إضمامة من الأخبار والأسانيد التي تتكفّل بإضاءة ما أوردناه :
1.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۷۳ ح۹۰۴۴ .
2.تاريخ بغداد : ج۱۴ ص۳۲۱ الرقم ۷۶۴۳ .
3.مسند أبي يعلى : ج۱ ص۲۷۱ ح۵۲۴ .
4.الخصال : ص۴۹۶ ح۵ .
5.المناقب لابن المغازلي : ص۵۰ ح۷۳ .
6.الأمالي للطوسي : ص۳۶۴ ح۷۶۳ .