وَاخذُل مَن خَذَلَهُ» ۱ . وهذا في الرواية أشهر من أن يحتاج معه إلى جمع السند له ، وهو أيضا مسلّم عند نقلة الأخبار .
وقوله صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام : «قاتَلَ اللّهُ مَن قاتَلَكَ ، وعادَى اللّهُ مَن عاداكَ» ۲ . والخبر بذلك مشهورٌ وعند أهل الرواية معروفٌ مذكور .
ومن ذلك : قوله صلى الله عليه و آله : «مَن آذى عَلِيّا فَقَد آذاني ، ومَن آذاني فَقَد آذَى اللّهَ تَعالى» ۳ . فَحكمَ أنّ الأذى له عليه السلام أذى اللّه ، والأذى للّه جلّ اسمه هلاك مخرج عن الإيمان ، قال اللّه عزّ وجلّ : «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَ الْأَخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا» . ۴
وأمثال ما أثبتناه ـ من هذه الأخبار في معانيها الدالّة على صواب أمير المؤمنين عليه السلام وخطأ مخالفيه ـ كثيرة ، إن عملنا على إيراد جميعها ، طال به الكتاب وانتشر به الخطاب ، وفيما أثبتناه منه للحقّ كفاية للغرض الذي نأمله ، إن شاء اللّه تعالى . ۵
أقول : راجع كلام ابن أبي الحديد في أنّ الإمامة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله حقّ الإمام عليّ عليه السلام وأنّه لو سلّ سيفه لحكمنا بهلاك كلّ من خالفه ؛ لأنّه قد ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنّه قال : «عَلِيٌّ مَعَ الحَقِّ ، وَالحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ يَدورُ حَيثُما دارَ» ، وقال له غير مرّة : «حَربُكَ حَربي، وسِلمُكَ سِلمي» . ۶
