411
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

احترامها ؛ فبرز الخلاف بينهما ۱ إلى درجة أنّها كانت تحرّض الناس على قتله بقولها : اقتلوا نعثلاً فقد كفر ۲ ! وحين حاصر الثوّار عثمان ذهبت إلى مكّة ، وظلّت فيها إلى أن قُتِل .
وعندما قُتل عثمان ، كانت تتطلّع إلى خلافة طلحة ۳ والزبير . ۴
ولمّا تناهى إلى سمعها استخلاف أمير المؤمنين عليه السلام رجعت من منتصف الطريق إلى مكّة ، ونادت بظُلامة عثمان مطالبة بثأره . ۵
وعلى الرغم من أنّ موقفها من قتل عثمان كان واضحا للناس ؛ ومنهم من كان يذكّرها به ، بَيْدَ أنّهم كانوا يحترمونها ويسمعون كلامها ؛ إجلالاً لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ولاُمومتها المؤمنين .
كانت خطيبة وأديبة ۶ ؛ وملمّة إلماما تامّا بسجايا العرب ، وتعرف مواطن ضعفهم ، لذا كانت قادرة على تحريضهم . ۷
وكان طلحة والزبير يعلمان أنّ الطريق الوحيد للنصر وتسلّم الخلافة هو تعبئة الناس بواسطة عائشة ؛ فلم يضيّعا هذه الفرصة .
كانت عائشة تجاهر بعدائها للإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، وتذكر أنّ بينها وبينه ما يكون بين المرأة وبين أحمائها . ۸
ولولا وجاهتها لما استطاع طلحة والزبير تعبئة الناس للحرب . وكانت فارسة

1.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۴۴ .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۵۹ .

3.أنساب الأشراف : ج۶ ص۲۱۲ .

4.الجمل : ص۲۳۱ .

5.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۵۸ و ۴۵۹ .

6.سنن الترمذي : ج۵ ص۷۰۵ ح۳۸۸۴ .

7.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۱۶ .

8.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۴۴ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
410

1 / 2

هويّة رؤساء الناكثين

تُعدّ معركة الجمل من الحوادث الجديرة بالتأمّل في التاريخ الإسلاميّ ؛ وإنّ في التعرّف على دوافع مسعّريها وأهدافهم تذكيرا للمرء وتنبيها له لمعرفة رجاله الذين يقتدي بهم ويسير على نهجهم .
إنّنا نلحظ في النصوص التاريخيّة التي تحدّثت عن تنظيم القوّات وأهدافها وبواعثها نقاطا تثير التأمّل . منها : الأهواء ، والنزعات الدنيويّة ، واستغلال بعض الوجهاء لتحفيز عامّة الناس . ومنها : ممارسات مكتنزي الثروات ، وطلّاب السلطة ، ومَنْ وجد حياته المترفة مهدّدة بالخطر .
النقطة الاُخرى التي ينبغي ألّا ننساها هي كيفيّة مواجهة أشخاصٍ من الصحابة عليّا عليه السلام ، في حين أنّهم كانوا يدّعون الإسلام والسبق إليه ! ومن جانب آخر ، وجاهة عامّة الأشخاص الذين كان موقفهم في معركة الجمل يتعارض تماما مع موقفهم في زمان عثمان .
وننقل فيما يأتي بإيجاز نصوصا تتحدّث عن حياة الذين أوقدوا تلك الحرب ، وندعوا القرّاء إلى التأمّل فيها .

أ ـ عائِشَةُ

هي عائشة بنت أبي بكر ، وزوج النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله . ۱
توفّي عنها النبيّ ولها من العمر ثماني عشرة سنةً . ۲
حظيت باحترام بالغ في عهد أبي بكر وعمر ، بَيْدَ أنّ عثمان قلّل من شأنها ومن

1.الطبقات الكبرى : ج۸ ص۵۸ .

2.تهذيب الكمال : ج۳۵ ص۲۳۶ الرقم ۷۸۸۵ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 302292
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي